شاكر أبوطالب

السعوديون في تويتر.. فاعلية وتوتر!

الاحد - 16 فبراير 2020

Sun - 16 Feb 2020

قبل عام 2010، لم يحظ تويتر في السعودية بالزخم الذي وصل إليه اليوم. فخلال العقد الأخير أصبح المنصة الاجتماعية المفضلة للسعوديين، يؤكد ذلك تصنيف المجتمع السعودي بأنه الأكثر استخداما لتويتر في منطقة الشرق الأوسط، وفق عديد من المؤشرات والإحصاءات الصادرة عن مؤسسات بحثية عالمية.

وبحسب التقرير السنوي لموقع (هوت سيوت) المتخصص في التحليل والإحصاء الرقمي، الصادر في يناير 2020، تأتي السعودية في المرتبة الثالثة خارج الولايات المتحدة الأمريكية، والرابعة عالميا، من حيث عدد المستخدمين النشطين في تويتر، فهناك أكثر من 14.3 مليون مستخدم سعودي ينشط في تويتر، يشكلون ما 41% من إجمالي عدد السكان في السعودية، ويمثلون 4.2% من عدد المستخدمين النشطين في تويتر حول العالم.

واليوم هناك قائمة تشمل العشرات من الحسابات السعودية في تويتر التي تملك أكثر من مليون متابع، سواء حسابات تابعة لأفراد أو مؤسسات، أكثر من نصف هذه الحسابات شخصية وتحمل اسما صريحا، وكثير منها حسابات موثقة ومعتمدة رسميا من قبل إدارة تويتر. معظم هذه الحسابات ذات المتابعة المليونية تعود ملكيتها لسعوديين مشهورين قبل استخدامهم منصة تويتر، مما يؤكد أن شعبية الفرد في الحياة الواقعية تنعكس في العالم الرقمي.

أما شيوع استخدام تويتر في السعودية فربما يعود إلى مزايا السرعة والإيجاز والتفاعلية وحرية التعبير، مقارنة بوسائل الإعلام التقليدية وبقية شبكات التواصل الاجتماعي. فهناك من يغرد للتعبير عن نفسه، وبعضهم يتصفح لمتابعة اهتماماته، وبعضهم لسهولة استخدامه، وآخرون يقبلون على تويتر بسبب حجم التفاعل فيه. في السياق نفسه، لا يمكن إغفال العامل الاقتصادي، المتمثل في إتاحة القدرة الشرائية لمعظم السعوديين امتلاك هواتف ذكية واشتراكات في خدمة الانترنت السريعة جدا مقارنة بالمعدل في العالم والمنطقة.

ويلعب العامل الاجتماعي دورا في شعبية تويتر بين السعوديين، لافتقار المجتمع السعودي للتواصل الطبيعي بين أفراده، فغالبا ما يشعر السعودي أن صوته غير مسموع، سواء أمام أسرته أو داخل قبيلته أو في بيئة عمله. وقبل ذلك عدم قدرة وسائل الإعلام التقليدية على استيعاب جميع آراء السعوديين، نتيجة وجود خيارات محدودة ونظام رقابة معقد.

ويتميز السعوديون بكثافة التغريد على مستوى العالم؛ وهي نتيجة طبيعية للحاسة المحافظة العالية المنتشرة بين المغردين في المجتمع السعودي، فتجعلهم ينظرون إلى أي قضية من منظور محافظ، ويصبح تعاطيهم معها لا يخرج عادة عن ثنائية الحلال والحرام أو العيب الاجتماعي. فضلا عن انتقال الصراع بين معظم التيارات الفكرية في المجتمع السعودي إلى تويتر، وأفضل مثال الصراع المستمر بين الإسلاميين والليبراليين.

ومن الأمور التي تفسر كثرة التغريدات واشتهار بعض الهاشتاقات في تويتر السعودية، رغبة السعوديين في مناقشة احتياجاتهم، واستخدام تويتر لتحويل الافتراضي إلى واقع، ولذلك نشعر بأن تويتر في السعودية شبكة تواصل اجتماعية أقل حميميّة. ولا يقتصر اهتمام السعوديين على شؤون وطنهم، بل ينشطون في مناقشة قضايا المجتمعات الأخرى، وربما هي ممارسة تتضمن عملية إسقاط لا أكثر ولا أقل!

والحديث يطول عن تويتر في السعودية، وما يحصل من مخاض حاليا في تويتر السعوديين ملائم للتأمل والدراسة، والأمل معقود بظهور دراسات علمية تساعد في فهم هذه الحالة التي تقترب من وصفها بالظاهرة!

@shakerabutaleb