الإدارة وكرة القدم

الاثنين - 10 فبراير 2020

Mon - 10 Feb 2020

هل يمكن تشبيه إدارة الأعمال والقيادة في العمل الإداري بأداء فريق كرة القدم؟ هل يمكن أن يفيد هذا التشبيه في فهم الإدارة بشكل أفضل؟ ربما تساعدنا هذه الأمثلة في فهم الإدارة أفضل، وربما فهم كرة القدم أكثر وأكثر!

اللاعب الذي يسجل الأهداف هو الأكثر شهرة، رغم أن عشرات الأقدام تعاونت وتكاتفت من أجل تحقيق الهدف، وهي في الأصل من أوصلت الكرة للمهاجم الذي قطف الثمرة، والخلاصة: الخطوة النهائية هي ما يراه الناس، والعيون كلها في تركيز مثير على المهاجم، وهذا هو مدير الإدارة، يقطف نجاح زملائه، وفي الوقت الذي يذهب فيه المهاجم الشجاع الجيد ليشكر من صنع له الكرة من زملائه ومن مررها له، فإن المدير الناجح يعترف بأن الهدف الأخير الذي حققه هو من جهوده وجهود زملائه، ولا يزعم أنها خططه وجهوده وحده، ولولا عشرات الزملاء الموظفين لما حقق النجاح، فالمدير الجيد يعود ويثني على زملائه شركاء النجاح!

قد يخطئ لاعب ويعطي الكرة للخصم بالخطأ، ويمنحهم النصر، ويهدي لفريقه الهزيمة، كرة واحدة فقط كفيلة بهذا الشيء، وهذا ما يحدث في العمل الإداري، موظف واحد قد يفسد سمعة إدارة كاملة، بل قد يفسد سمعة دائرة كاملة، بسبب تصرف أرعن ويدفع الجميع ثمن ذلك التصرف، ويضيع جهود كل زملائه، إنها الهجمة الإدارية المرتدة يا سادة!

لا يوجد فريق يفوز دائما، فالفرق تفوز وتهزم وتتعادل، وأفضل فريق هو الفريق الذي يتقدم خطوتين للأمام ويقف ولا يتراجع، وإن تراجع تراجع خطوة واحدة للخلف، ولكن تعقبها خطوتان للأمام من الفوز، وتكون الحصيلة المركز الأول، وهذا هو نجاح الإدارة وفريق العمل، قد يخفق مرة، لكنه يحقق نجاحين مرتين، وقد يتوقف عن العطاء مرة، لا فوز ولا خسارة، لكنه في الوقت نفسه لا يتراجع ويهدر النقاط، والمدير الجيد هو الذي يجعل الخسارة جزءا من عمل الفريق، يتعظ به الجميع ويدفعهم لمزيد من النجاح، و لا يسمح للخسارة بأن تتكرر بمعالجة الخطأ.

في كل فريق يوجد جندي مجهول، وفي كل ناد يوجد محرك لا يعرفه كثيرون، هذا هو الرجل الذي يجب أن يحافظ عليه الفريق، قد يكون لاعب الوسط الذي يضبط إيقاع الفريق ويصل بين الخطوط، وقد يكون حارسا يجيد توجيه زملائه، وقد يكون لاعبا في الأمام، وكذلك فريق العمل الإداري، رغم أن الفريق متمكن إلا أن غياب ضابط الإيقاع عنه، وهو ذلك الرجل الذي ينظم متى وأين وكيف ولماذا، ويجيب عن الأسئلة ويعتني بزملائه، إلا أنه ربما يخسر، ليس لأنه لا يملك سبل النجاح بل لأن الجهود تتضارب في ظل غياب ضابط إيقاع الفريق الإداري!

حارس المرمى هو الخط الأخير للدفاع، وضعف الخط الأخير يعني انهيار كل شيء، لأنه الأساس، وكل فريق عمل يوجد خط أخير له، على سبيل المثال أي دائرة قانونية الخط الأخير لها هو من يفهم اللوائح، فإن غاب الفاهم للوائح غابت اللائحة وتصبح لا تعدو كونها حبرا على ورق، وإن كانت الدائرة تنفيذية فإن مكافحة الفساد فيها هي الخط الأخير، لأن غياب الرقابة قد ينشر الفساد، إذن في كل فريق عمل يوجد الخط الأخير الذي يعلن وفاة العمل إن مات هو!

بالمناسبة، توجد مصطلحات إدارية فعالة، مثل العالمية الإدارية صعبة قوية، ومصطلح آخر «الجحفلة

الإدارية»!

Halemalbaarrak@