شاكر أبوطالب

الاستدامة الطريق الوحيد إلى المستقبل

الاحد - 09 فبراير 2020

Sun - 09 Feb 2020

حظيت بفرصة المشاركة في أبرز الفعاليات الإقليمية والعالمية المتخصصة في شؤون الاستدامة، وسعدت بالعمل عن قرب مع شابات وشباب سعوديين مؤهلين معرفة وخبرة في مجالات الاستدامة، واستفدت كثيرا من القيادات السعودية المميزة في هذا المجال الحيوي، وشهدت تطور أداء الوفد السعودي في تمثيل المملكة في المفاوضات الثنائية والمتعددة الأطراف في عدد من المناسبات الدولية.

واليوم هناك أكثر من 30 كيانا في السعودية، بينها وزارات وهيئات ومراكز حكومية وشركات ومؤسسات، تعمل وفق المبادئ العالمية للاستدامة، وضمن إطار وطني بتنسيق وإشراف وزارة الطاقة، وتشارك باستمرار منذ سنوات في أهم منصات الاستدامة حول العالم، وتسهم في إبراز جهود المملكة والتقدم الذي أحرزته في الاستدامة، لتغيير الصورة النمطية السلبية والسائدة عن السعودية، وتتعاون فيما بينها لمواجهة التحديات المتعلقة بقضايا البيئة وتغير المناخ والاستدامة، لاستكشاف الفرص الواعدة والداعمة للاقتصاد والتنمية والصناعة وبيئة الأعمال.

وعند الحديث عن الاستدامة في المملكة والخليج العربي ومنطقة الشرق الأوسط، فإنه لا يمكن تجاوز جهود ومنجزات (سابك)، الشركة الرائدة في الاستدامة، التي تأسست قبل أكثر من أربعة عقود على مبدأ استدامة الموارد الطبيعية، من خلال وقف حرق وهدر الغاز المصاحب للنفط، واستثماره في بناء منظومة صناعية تزود أسواق العالم بباقة متنوعة ومبتكرة من الكيماويات والبوليمرات والبلاستيكات والمنتجات المتخصصة والمغذيات الزراعية.

ومنذ تأسيسها، حققت (سابك) منجزات نوعية في الاستدامة، أبرزها تطوير تقنية لجمع وتنقية ثاني أكسيد الكربون وإعادة استخدامه، وإكمال بناء أكبر مصنع في العالم لتنقية ثاني أكسيد الكربون، بطاقة تصل إلى نصف مليون طن سنويا، لتصبح الشركة الأولى عالميا في حجم الإنتاج من مصنع واحد، يوزع ثاني أكسيد الكربون عالي النقاوة إلى مصانع الميثانول والمغذيات الزراعية، وكمية أخرى معدة للاستخدام الغذائي.

وإنشاء مصنع لتحويل نفايات البلاستيك المختلطة منخفضة الجودة إلى مواد خام ذات قيمة. والحصول على العضوية التأسيسية في التحالف العالمي للقضاء على النفايات البلاستيكية. وبحث سبل التعاون مع الشركة السعودية الاستثمارية لإعادة التدوير، المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة، لتمكين أعمال إعادة تدوير البلاستيك، كما يدعم برنامجها الوطني (نساند) جهود الشركات المحلية في هذا المجال.

وإطلاق باقة منتجات وخدمات «تروسيركل» واستخدامها في أبرز العلامات التجارية العالمية، لتضع (سابك) في طليعة رواد صناعة البوليمرات الدائرية، إذ أصبحت الوحيدة التي توفر لتجار التجزئة منتجا معتمدا على مفهوم الاقتصاد الدائري. وإطلاق مواد البولي كربونات المصنعة من مواد خام متجددة معتمدة، تعد الأولى من نوعها في مجال الصناعة، لتوفر حلا مبتكرا للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

وساهمت (سابك) بجهود متصلة في إبراز المبادرة السعودية للاقتصاد الكربوني الدائري، المعتمدة على تحويل الانبعاثات إلى قيمة، حتى تكللت الجهود بإدراج هذا المبادرة النوعية ضمن أولويات جدول أعمال قمة مجموعة العشرين التي ستحتضنها الرياض في نوفمبر القادم.

ما سبق من مبادرات وغيرها لشركة (سابك) في مجال الاستدامة، تعزز كفاية استخدام الموارد والاقتصاد الدائري والأمن الغذائي والابتكار وحماية البيئة، بما ينسجم ورؤية 2030، وأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة. وتضيف قيمة كبيرة لجهود المملكة لتعزيز مكانتها في التنمية المستدامة، لتصبح السعودية أنموذجا يحتذى به في العالم.