المذابح الإدارية وديمومة الكراسي
السبت - 08 فبراير 2020
Sat - 08 Feb 2020
• حين تولى غازي القصيبي وزارة الصحة بالنيابة، قيل الكثير عن «المذابح الإدارية» التي تمت، وكان القصيبي يشجع هذا الحديث والتوصيفات؛ لأنه يريد أن يعرف الجميع أنه لا يوجد أحد يتمتع بالحصانة، وقد نجح في ترسيخ تلك الصورة، رغم أنه يؤكد في كتابه «حياة في الإدارة» أن عدد المسؤولين الذين أنهيت خدماتهم لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، وأن عدد المسؤولين الذين نقلهم من موقع إلى آخر لا يتجاوز عدد أصابع اليدين.
• وعلى الهامش، يقول غازي: تقتضي الأمانة أن عددا من الذين نقلوا أنتجوا في المواقع الجديدة إنتاجا جيدا، الأمر الذي أكد اعتقاد غازي بأن المشكلة لم تكن في الأشخاص بل في «ديمومة الكراسي».
• عن «المذبحة الإدارية» يقول القصيبي: كان من الممكن أن تتم الإجراءات تدريجيا وبالطريقة البيروقراطية المعروفة: تجميد الموظف أو «ركنه» حتى يسأم ويرحل. ويضيف: لو فعلت ذلك لكان من الممكن بعد سنتين أو ثلاث أن أصل إلى النتيجة التي وصلت إليها بعد أسبوعين أو ثلاث.
• ويروي غازي أنه على خلاف ما كان يعتقده الناس، لم تكن هذه الجولات تستغرق معظم وقته، وأنه كان حريصا على أن يزور مرفقا صحيا واحدا كل يوم، ويقضي فيه ربع ساعة وأحيانا نصف ساعة ويندر أن يبقى أكثر من ساعة، ويؤكد أنه بخلاف ما كان يعتقده الناس، لم تكن هذه الجولات تنتهي عادة بالعقوبات، وكثيرا ما كانت تنتهي برسائل شكر إلى موظفين وجدهم يمارسون عملهم بكفاءة عالية رغم ضغط العمل الشديد.
• كل جولة - لغازي - كانت تحقق بلا عقوبات نتائج جيدة، كما يقول، ويذكر أنه ذهب مرة لزيارة مستشفى خارج مدينة الرياض، وفي أول غرفة دخلها كانت الأوضاع سيئة، وعندما انتقل إلى الغرفة الثانية وجد الأوضاع فيها أفضل من السابقة، بعدما تسرب خبر وصول الوزير، وعندما وصل إلى الغرفة السادسة كان كل شيء كما ينبغي أن يكون من النظافة والترتيب، وفي الغرفة السابعة رأى الوزير زهورا جلبت على عجل من الحديقة ووزعت في أنحاء الغرفة، وفي نهاية الجولة قال القصيبي لمدير المستشفى «كل ما أرجوه أن تكون كل الغرف، طيلة الوقت، كالغرفة السابعة حين وصلتها».
• في كثير من مؤسسات الدولة لا نحتاج إلى «مذابح إدارية» لكن نحتاج إلى عقلية غازي القصيبي للقضاء على مشكلة «ديمومة الكراسي» التي كرست الكسل وقللت الإنتاجية وأحيانا أعدمتها.
• في هذا الوقت لا يوجد أكثر من جولات مسؤولي وزارتي الصحة والتعليم على كل المرافق التابعة لهما، لكنها جولات أغلبها تنتهي بلا فائدة وبلا عقوبات، وبلا أي شيء سوى صور المسؤول يتجول، وبعض التقارير المكتوبة التي تركن في الملفات.
• يهتم بعض المسؤولين بأن تكون جولاتهم تحت عدسات «الكاميرا»، ويحرص بعضهم أن تكون «كاميرا جوال» لتوثق بالفيديو مقاطع تنتشر في برامج التواصل الاجتماعي، لتظهر كأنها عفوية رصدها مواطن فوجئ بالمسؤول يتجول، بينما هي من صنع العلاقات العامة في إدارته.
• سعادة المسؤول، من حق الناس الذين تستعرض أمامهم بجولاتك ومقاطعك أن يلمسوا نتائجها، وإن كنت ترى أن ذلك ليس من حقهم، فليس من حقك أن تستعرض بتلك الجولات أمامهم.
• ولا يعني ذلك أن تكون نتائج جولات المسؤولين سلبية تستحق العقوبة، بل حتى الأمور الإيجابية تستحق أن تبرز، لتكون دافعا وداعما للموظف المتفاني في عمله.
fwz14@
• وعلى الهامش، يقول غازي: تقتضي الأمانة أن عددا من الذين نقلوا أنتجوا في المواقع الجديدة إنتاجا جيدا، الأمر الذي أكد اعتقاد غازي بأن المشكلة لم تكن في الأشخاص بل في «ديمومة الكراسي».
• عن «المذبحة الإدارية» يقول القصيبي: كان من الممكن أن تتم الإجراءات تدريجيا وبالطريقة البيروقراطية المعروفة: تجميد الموظف أو «ركنه» حتى يسأم ويرحل. ويضيف: لو فعلت ذلك لكان من الممكن بعد سنتين أو ثلاث أن أصل إلى النتيجة التي وصلت إليها بعد أسبوعين أو ثلاث.
• ويروي غازي أنه على خلاف ما كان يعتقده الناس، لم تكن هذه الجولات تستغرق معظم وقته، وأنه كان حريصا على أن يزور مرفقا صحيا واحدا كل يوم، ويقضي فيه ربع ساعة وأحيانا نصف ساعة ويندر أن يبقى أكثر من ساعة، ويؤكد أنه بخلاف ما كان يعتقده الناس، لم تكن هذه الجولات تنتهي عادة بالعقوبات، وكثيرا ما كانت تنتهي برسائل شكر إلى موظفين وجدهم يمارسون عملهم بكفاءة عالية رغم ضغط العمل الشديد.
• كل جولة - لغازي - كانت تحقق بلا عقوبات نتائج جيدة، كما يقول، ويذكر أنه ذهب مرة لزيارة مستشفى خارج مدينة الرياض، وفي أول غرفة دخلها كانت الأوضاع سيئة، وعندما انتقل إلى الغرفة الثانية وجد الأوضاع فيها أفضل من السابقة، بعدما تسرب خبر وصول الوزير، وعندما وصل إلى الغرفة السادسة كان كل شيء كما ينبغي أن يكون من النظافة والترتيب، وفي الغرفة السابعة رأى الوزير زهورا جلبت على عجل من الحديقة ووزعت في أنحاء الغرفة، وفي نهاية الجولة قال القصيبي لمدير المستشفى «كل ما أرجوه أن تكون كل الغرف، طيلة الوقت، كالغرفة السابعة حين وصلتها».
• في كثير من مؤسسات الدولة لا نحتاج إلى «مذابح إدارية» لكن نحتاج إلى عقلية غازي القصيبي للقضاء على مشكلة «ديمومة الكراسي» التي كرست الكسل وقللت الإنتاجية وأحيانا أعدمتها.
• في هذا الوقت لا يوجد أكثر من جولات مسؤولي وزارتي الصحة والتعليم على كل المرافق التابعة لهما، لكنها جولات أغلبها تنتهي بلا فائدة وبلا عقوبات، وبلا أي شيء سوى صور المسؤول يتجول، وبعض التقارير المكتوبة التي تركن في الملفات.
• يهتم بعض المسؤولين بأن تكون جولاتهم تحت عدسات «الكاميرا»، ويحرص بعضهم أن تكون «كاميرا جوال» لتوثق بالفيديو مقاطع تنتشر في برامج التواصل الاجتماعي، لتظهر كأنها عفوية رصدها مواطن فوجئ بالمسؤول يتجول، بينما هي من صنع العلاقات العامة في إدارته.
• سعادة المسؤول، من حق الناس الذين تستعرض أمامهم بجولاتك ومقاطعك أن يلمسوا نتائجها، وإن كنت ترى أن ذلك ليس من حقهم، فليس من حقك أن تستعرض بتلك الجولات أمامهم.
• ولا يعني ذلك أن تكون نتائج جولات المسؤولين سلبية تستحق العقوبة، بل حتى الأمور الإيجابية تستحق أن تبرز، لتكون دافعا وداعما للموظف المتفاني في عمله.
fwz14@