عبدالله المزهر

مختصر الأسبوع (7/2/20)

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الخميس - 06 فبراير 2020

Thu - 06 Feb 2020

الأيام تمر سريعا، ولا أعلم هل أحزن لأن العمر ينقضي أم أبتهج لأن موعد نهاية الأقساط يقترب، ويبدو أني سأختار الأولى لأني قد عزمت فعلا على الاقتراض مجددا، وحتى يحين موعد القرض الجديد سأستمر في الكتابة ثم تلخيص ما كتبت، وهذا ملخص ما كتبته الأسبوع المنصرم:

• لكثرة الأخبار التي تتحدث عن المصائب والكوارث أصبح إنسان هذا العصر لا يخاف بسهولة، فقد اعتاد على السماع عن كارثة واحدة يوميا على الأقل، ولكسب انتباهه واهتمامه أصبح من الضروري في صناعة الخبر إضافة التشويق والإثارة والتهويل، وكان وباء كورونا فرصة سانحة للتغيير والبحث عن «مخيفات» خارج إطار السياسة والإرهاب وبقية تلك الباقة التي يبدو أن الناس لم تعد تكترث لها كثيرا.

• لا أهون بالطبع من خطورة انتشار الأمراض والأوبئة، خاصة في هذا العصر الذي أصبح من السهل فيه أن ينتقل المصاب بالمرض من مكان إلى آخر، وأن شخصا واحدا يفلت من الحصار كفيل بأن ينقل المرض إلى المكان الجديد، وقد يكون هذا المكان الجديد بيئة خصبة لانتشار الأمراض في حال كان من تلك الأماكن التي لا تهتم كثيرا بموضوع الصحة وتعتبرها ترفا غير مبرر يرهق الميزانيات العامة لمجرد علاج مواطنين سيموتون في نهاية المطاف، لكني أقول إن الأمر ربما لا يستحق حالة الهلع التي يسوق لها الإعلام.

• الفريق الذي كان مشروعه هو محاربة الصحوة، لا يعلمون أين يقفون ولا كيف يتحركون، يحاولون السيطرة على الملعب بنفس أدوات الفريق الخاسر ويتبنون بشكل غريب نفس الخطة «لا أريكم إلا ما أرى». ليس لديهم رؤيتهم الخاصة، فكل أدبياتهم وفنونهم مبنية على فكرة واحدة لم تعد تجدي نفعا الآن، لأنها تقوم على مهاجمة فريق لم يعد موجودا على أرض الملعب.

• المعضلة الحقيقية في كل مشروع هم أنصاف المثقفين، وعلماء قوقل، الذين يهاجمون أفكارا لا يعرفونها لمجرد أن مهاجمتها «موضة» سائدة، ويدافعون عن أفكار لا يفهمونها لمجرد أنها تبدو أكثر نخبوية. أما الفيروس الذي يدمر كل فكرة وكل مشروع مهما كان جميلا وحصينا فهم المتلونون المتقلبون الذين تسير سفنهم حسب اتجاه الريح، فكل الاتجاهات هي وجهتهم، إن قادتهم الريح يمينا غنوا لليمين، وإن هبت الرياح يسارا صار اليسار قبلتهم ومهوى أفئدتهم.

• كثير من الأزواج والزوجات المعاصرين والمعاصرات لا ينظر للزواج على أنه شراكة بين طرفين، يتعامل مع الطرف الآخر كما لو أنه قطعة ملابس يمكن استبدالها بعد انتهاء موضتها، أو لأنه اكتشف أنها لم تكن كالتي يشاهدها في الدعايات.

• الترجمة وحدها تحتاج هيئة مستقلة، مستقلة حتى عن وزارة الثقافة، لأني كنت ولا زلت مؤمنا بأن حركة ترجمة حقيقية تتبناها الدولة هي خطوة مهمة في بناء الحضارات، هكذا يقول التاريخ وتصدقه الجغرافيا. كل حضارات الدنيا كانت نقطة انطلاقتها هي الاستفادة من حضارات أخرى وترجمة معارفها، ولم تنشأ حضارة وتسود العالم ـ حسبما أعلم ـ لأنها تعلمت لغة حضارة أخرى.

• مأسسة الثقافة لا شك عندي أنها ستكون الخطوة الأهم في إثراء الحياة على هذا الكوكب بحضارة وثقافة أصيلة. أحلم أن تكون هذه الهيئات معززة لفكرة تصدير الثقافة وليس استيرادها، العالم لن يأتي إلينا ليشاهد الأشياء التي يعرفها، ولكن ليتعرف على شيء جديد وثقافة جديدة، أول خطوة لإقناع العالم بها هي أن نحترمها نحن ولا نخجل منها.

agrni@