عبدالحليم البراك

الخيارات المثيرة والمتنوعة في البرامج الرياضية!

الاثنين - 03 فبراير 2020

Mon - 03 Feb 2020

خيارات مثيرة وقناعات مختلفة للقنوات الرياضية تسلكها في استقطاب المشاهدين، معتقدة أن تلك الخيارات أو الاستراتيجيات هي من تجذب المشاهدين أكثر، ومن هنا تبدأ الحكاية، وقبل الحكاية، أحب أن أنوه إلى أنه لا يوجد أي إسقاط في هذه المقالة على أي برنامج تلفزيوني، وأي ربط بينهما هو من إسقاطات القارئ، أو أنه صحيح لكننا لا نستطيع التصريح!

أحد هذه البرامج اختار استراتيجية الميل كل الميل، وهو بهذا يكسب شيئين، يستقطب النادي الذي يميل إليه، بآلته الإعلامية القوية، وفي الوقت نفسه يشتهر عند أولئك الذي يناصبون ناديهم المفضل المناكفة، فيشتهر إيجابيا في طرف، وسلبا في طرف آخر، ووفق حسابات المذيع والقناة، الطرف السلبي رغم جماهيريته إلا أن أهميته تكمن في كسب الجماهيرية بالمناكفة، بيد أن الحلول التي بيد الطرف الآخر المتضرر هي التهميش، لأنها تفسد استراتيجيته البرامج، لكن مع الحماس يندفع وراء البرنامج المثير!

البرنامج الآخر رغم أسبوعيته فإنه نوعي جدا، إذ يستقطب النجوم الكبار، ويدعي الحياد وهو كذلك، إلا أنه حين حصول فريقه المفضل على بطولة تنطلق قصائد العشق الأربعون، فيميل كل الميل، ولا لوم عليه فالفريق حقق بطولة، وجل ما يركز عليه في الفريق الآخر هو إخفاقات مدربه متعدد المواهب تاريخيا!

البرنامج البسيط هو الآخر تحت المجهر، هو برنامج من الشبكة نفسها والفكرة مختلفة، وأبرز ما فيه أنه يستقطب المشاهد على حساب بساطة غير محدودة في المحلل الرياضي، فالمحلل يرشح منتخبا خليجيا للحصول على بطولة لم يدخلها أصلا، ولا يعرف كيف ينطق اسم أشهر لاعب في العالم ويعاند بذلك، كما أنه يستلطف الجمال اللطيف بصريح العبارة دون أي تلميحات أينما حل؛ في الكرة، والملعب والاستديو والمدرجات، ومعظم متابعي البرنامج يتابعون هذه اللطائف العظيمة من الضيف الدائم.

برنامج آخر يشبه البرنامج الأول، لكنه يعكس الكفة كأنها لعب أدوار وتقاسمها، لكن طبيعة المقدم أقل «استلجاجا» من الآخر، فبدلا من وجود تقليعة كل أسبوع وميل وتعصب من البرنامج الأول، لا يتعصب ولا يعصب إلا في الشهر مرة، إن طفح الكيل!

البرنامج الأخير هو ما يمكن تسميته «برنامج السمك واللبن والتمر الهندي»، فهو يجمع الأضداد في برنامج واحد، وليس شخصا واحدا فحسب، بل أربعة، خمسة، ستة، سبعة، بل عشرة أو يزيدون، ولا تسمع إلا الأكثر جرأة والأكثر مقاطعة، وبعد أن يخطئ ضيف في حق ناد وحق ضيف آخر، وحق شخص حاضر أو آخر غائب، وينتهي من تجريحه، يقول المذيع ببرود وصوت خافت: لا نسمح لك بذلك!

ولا شك أن هذا التنوع مفيد لكنه مبالغ فيه، ولا شك أنه يغطي الأطياف كلها لكنه يشعل أكثر مما يطفئ، ويسيء أكثر مما يحسن، ويخفض مستوى الفكر الرياضي أكثر مما يرفعه، ولا شك أن الرهان الحقيقي في ظل هذه الفوضى قائم على وعي المشجع الرياضي، فلا يستفزه متطرف، ولا يغريه من وقف ظلما مع فريقه المفضل، ولا تجذبه الفوضى، أما الطرائف وخفة الدم الساذجة فلا حل لها إلا الضحك!

Halemalbaarrak@