حذامي محجوب

الجزائر ليست إيالة عثمانية تتكلم باسمها يا إردوغان!

الاحد - 02 فبراير 2020

Sun - 02 Feb 2020

أعلن رجب الطيب إردوغان رئيس تركيا الجمعة 31 يناير في خطاب ألقاه أمام قيادات حزب العدالة والتنمية في العاصمة التركية أنقرة "لقد أبلغت الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أن إيمانويل ماكرون رئيس فرنسا لا يعرف شيئًا عن المجازر التي ارتكبتها فرنسا في الجزائر . وصرح بأنه طلب من نظيره الجزائري تمكينه من هذه الوثائق التي حاول الرؤساء الفرنسيون المتعاقبون التنصل منها ورفضوا الاعتراف بها والاعتذار رسميًا عنها، وقال بأنه سيتولى تقديم هذه الوثائق لماكرون"، وأضاف إردوغان بأن الرئيس الجزائري قد أخبره أثناء زيارته إلى الجزائر بأن فرنسا قد قتلت 5 ملايين جزائري، مشيرا بأنه سيكون سعيدا إذا تحصل على هذه الوثائق وسينشرها ليذكر الرئيس الفرنسي بجرائم فرنسا وما اقترفته في الجزائر .

وأعربت الجزائر عن تفاجئها لتصريحات الرئيس التركي رجب الطيب إردوغان، وأورد بيان وزارة الخارجية الجزائريةالسبت 1 فبراير " أن إردوغان قد نسب إلى رئيس الجمهورية الجزائرية عبد المجيد تبون حديثا أخرج عن سياقه حول قضية هامة تتعلق بتاريخ الجزائر وبالذاكرة الوطنية" .

ووضح البيان "بأن الجزائر تشدد على أن المسائل المعقدة والمتعلقة بالذاكرة الوطنية والتي لها قدسية خاصة عند الشعب الجزائري هي مسائل جد حساسة ، وأن مثل هذه التصريحات لاتساهم في الجهود التي تبذلها الجزائر وفرنسا لحلها".

يبدو جليًا أن الجزائر المعنية بهذه المسألة قد استنكرت ما قام به إردوغان لا لأن الجزائريين قد صفحوا عن الاحتلال الفرنسي وعما فعله في الجزائر، ولكن لأن إردوغان قد تكلم باسمهم ، فما هذا التدخل السافر في العلاقات الثنائية بين البلدين (الجزائر وفرنسا) ؟

خاصة وأن هذا التدخل لم يكن حبًا في الجزائر ولا انتصارا لقضاياها وإنما هو انتقام من ماكرون الذي لم يغفر له إردوغان مافعله به في قمة برلين الأخيرة.

كما اتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الأربعاء الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بـ " عدم الإيفاء بكلمته" وتعهده بعدم إطلاق النار، إذ قام بإرسال سفن تركية تحمل مرتزقة سوريين إلى ليبيا.

واتهمت الخارجية التركية، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بمحاولة قلب الحقائق مرة أخرى عبر توجيه اتهامات لأنقرة ليس لها أساس من الصحة.

جاء ذلك في بيان أصدره حامي أقصوي المتحدث باسم الخارجية التركية، رد فيه على تصريحات ماكرون ضد تركيا .

ووجه ماكرون انتقادات حادة خلال مؤتمر صحفي مع رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس في باريس الأربعاء، لمذكرة التفاهم بين تركيا وليبيا حول ترسيم الحدود البحرية بين البلدين.

لكن أقصوي قال في رده إن ماكرون حاول "مجدداً خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء اليوناني، قلب الحقائق، عبر إطلاق مزاعم بعيدة عن الحقيقة ضد بلدنا".

وأضاف أن "استمرار هجمات حفتر ضد حكومة الوفاق- المعترف بها دوليا- بدعم عسكري من عدة دول بينها فرنسا هو أكبر تهديد لوحدة أراضي ليبيا وسيادتها".

يبدو إذن أن اتهام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بعدم وفائه بالتزاماته داخل ليبيا هو الذي أغضب الرئيس التركي وجعله يريد أن يرد له الصاع صاعين عن طريق الجزائر، وتحريك ملفات قديمة لها حساسية لدى كل جزائري وجروح من الماضي لا تهم سوى الشعب الجزائري وقيادته.

تونس والجزائر وليبيا ليست إيالات عثمانية تعود إلى الباب العالي يا إردوغان.