عبدالرحمن العليان

إردوغان والمتاجرة الرخيصة بالأقصى

الاحد - 02 فبراير 2020

Sun - 02 Feb 2020

أعلن الرئيس الأمريكي خطته للسلام في حل القضية الفلسطينية، والمراحل الزمنية والأبعاد المكانية لتطبيق ممكنات الخطة، لأجل سلام شامل ودائم لهذه القضية التي يمكن أن نقول إن المتاجرة بها فرخت لنا التطرف والانقسام والتفرق، بسبب المتاجرين فيها لتحقيق استحقاقات أو إنجازات شخصية أو فئوية أو حزبية بين يمين ويسار لم يع معنى السلام والتآخي والتوافق والاحترام بين الإنسان وإخوته، وبين الأديان التي تجمعنا في الأرض نفسها، والتي نتقاسم معها سويا العيش بكرامة واحترام.

في جميع القمم الخليجية والعربية والإسلامية كان الملف الفلسطيني هو الأول في أجندة القادة، وفي قمم مكة الأخيرة اتفق الجميع على أن السلام العادل هو الذي يرضى به الشعب الفلسطيني. وفي ظل هذا الاتفاق من الجميع نحو هذه القضية، ما زال الإخوة في فلسطين في حالة عدم اتفاق على ما يجب التوافق عليه لحل شامل لهذه القضية، فلقد أعطانا الزمن دروسا بأن كثيرا من الفرص فقدناها، وأن كثيرا من المكتسبات تم التنازل عنها خلال الفترة الزمنية الماضية بسبب عدم اتفاق القوى الفلسطينية حول رؤية واضحة وقابلة للتطبيق وفق معطيات الواقع.

أطل علينا أحد المتاجرين بالقضية الفلسطينية، لاستغلال الحدث لمعطيات شخصية حول أنه الوحيد الذي يهتم بفلسطين وشعب فلسطين والمسجد الأقصى.

أتذكر عندما أسمع لهذا العصملي، كيف كان خطابه السابق عندما تم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، فهدد وتوعد وتوقعت أن حرب تحرير القدس قادمة، ولكن المفاجأة أن تركيا زادت من حجم التبادل التجاري بينها وبين إسرائيل إلى 5 مليارات، وزادت عدد الرحلات التجارية والسياحية بشكل مضاعف بين البلدين، ووفرت تركيا أكثر من 1500 وظيفة عمل لإسرائليين في تركيا، ودشنت خطا بحريا يشرف عليه رئيس الشركة البحرية المشغلة بلال إردوغان ابن الزعيم المناضل للقدس إردوغان، وتقوم شركات البناء التركية بدور مهم في البناء والتجديد للبنية التحتية لإسرائيل، والتي يمتلكها مقربون ومن أسرة الزعيم المحب للقضية الفلسطينية، بل كنت أتوقع أن يقطع علاقاته مع إسرائيل بعد ذلك الخطاب الذي وصف فيه إسرائيل بدولة الإرهاب، ليتأكد المؤكد لمن يتاجر بهذه القضية وبهذا الشعب لأطماع إقليمية مفضوحة.

نتشرف في المملكة العربية السعودية بأننا الدولة الأولى في دعم هذه القضية ماليا ومعنويا، وحديث القيادة الفلسطينية واضح في هذا السياق، وما زلنا نؤمن أن ما يتفق عليه الشعب الفلسطيني هو مصدر ترحيب لدينا، والدول الخليجية والعربية والإسلامية بقيادة المملكة كان موقفها واضحا وصريحا في العلن والسر، وانكشف لكثير من المتابعين حقد هذا المهرج الذي يحلل ويقيم من خلال مصالحه الإخوانية الضيقة، وحقده الدفين على المملكة الذي نراه في عدد كبير من القنوات والإعلاميين في هجومهم على المملكة وقيادتها، من خلال هذه المنصات الإعلامية التي فقدت مهنيتها وشرفها الإعلامي.

سنبقى في المملكة قيادة وشعبا نرعى مصالح أمتنا العربية والإسلامية بسبب اقتناع الجميع بريادتنا ومصداقيتنا، وهو شرف لنا بسبب ما حبانا الله به من احترام وتقدير من جميع الدول لهذه القيادة، وهذا الوطن قبلة المسلمين ومأرز هذا الدين ومهبط الوحي على سيد المرسلين. وللعصملي ورفاقه والمستمعين له: الغد قريب وسنرى الصورة كاملة.