فواز عزيز

المسؤول بين المبادرة والتقليد

السبت - 01 فبراير 2020

Sat - 01 Feb 2020

• الفرق بين المسؤول «المبادر» والمسؤول «المقلد» أن المبادر يأتي أولا والمقلد يأتي تاليا، وأن المبادر «منجز» والمقلد «مؤدي»، المبادر مفيد وغيابه مؤثر ويستحق التمسك به، والمقلد يستطيع أي موظف القيام بمهامه وسد مكانه عند غيابه.

• الكل يستطيع التقليد لكن لا يستطيع الكل المبادرة، وهنا يظهر الفرق بين مسؤول ومسؤول في عين المجتمع.

• المبادرة في عمل المسؤول القائد تحتاج الذكاء والشجاعة، وقبلهما الإحساس بالمسؤولية، والرغبة في التميز. والمقلدون من المسؤولين القادة يعانون من الخوف على المناصب، وينتظرون المقدمين المبادرين حتى يتبعوا طريقهم؛ ليكونوا في مأمن، وليضمنوا الاستمرارية على كرسي الإدارة.

• المناصب مسؤولية، والمسؤولية تحتاج إلى المبادرة الحكيمة الصادقة لخدمة المؤسسة والمستفيدين منها، وقبل ذلك كله خدمة الوطن.

• قد يبقى المسؤول المقلد مدة أطول على الكرسي ويتمتع بمميزات إدارية واجتماعية في نظره، لكنه يرحل إلى خانة «النسيان» بمجرد انتهاء عمره الوظيفي، لأنه لم يقدم شيئا سوى أنه كان نسخة من غيره، بينما على العكس يبقى المسؤول المبادر المنجز في الذاكرة ومثالا يقدم للاحتذاء به، والأمثلة على الاثنين كثيرة جدا.

• ليست المبادرة مهلكة كما يظن بعض المسؤولين، بل هي أهم صفات القائد الإداري الناجح، وبها يتحقق الإنجاز والعمل المثمر.

• منهج التقليد في الإدارة خسارة للمؤسسات والإدارات، لأنه تكرار لسياسات قديمة، أو تقليد للغير، ولا تفيد المؤسسة إلا في تسيير العمل بأقل القدرات والإمكانيات.

• سياسة التقليد التي ينتهجها بعض المسؤولين لا تخلق كفاءات جيدة، بل تحول الموظفين إلى نسخة مكررة من غيرهم، وربما تصيب من يمتلك روح المبادرة من الموظفين بالإحباط والركون إلى الكسل حتى في التفكير.

• بعض المؤسسات الحكومية فيها كثير من الكفاءات الوطنية، لكن مشكلتها أنها لم ترزق بمسؤول «مبادر» يستثمر تلك الكفاءات والكوادر في خدمة إدارته، فقد تناوب على إدارتها مسؤول مقلد لغيره، ثم انتقلت إدارتها إلى مسؤول يقلد من سبقه وكأنه لم يتغير المسؤول السابق إلا في الشكل والتوقيع، وهذا ما يبقيها دون مستوى الإنجاز الحقيقي الذي يستحق المفاخرة، ويقلل الاستفادة من إمكانات وقدرات الكفاءات التي فيها.

• المسؤول المبادر يصنع صفا ثانيا من القيادات الإدارية حتى لو لم يقصد ذلك، لأن مبادرته تخلق وتنشر روح المبادرة بين فريق عمله، وهذا مكسب كبير لكل مؤسسة، علاوة على ما يتحقق من إنجازات تسجل للقائد وفريقه وإدارته، وترفع سقف طموحات من يتولى المسؤولية بعده.

• وأكثر ما تعانيه المؤسسات الحكومية عدم القدرة على صناعة القادة، بدليل أن بعض فروع المؤسسات الحكومية والوزارات في المناطق حين يغادر مسؤولها الأول إلى التقاعد تستقطب الوزارة من خارج تلك الفروع من يتولى الإدارة، مما يوحي لك بأن المسؤول السابق لم يصنع قادة يستطيعون تولي الإدارة بعده.

(بين قوسين)

• نحن في عصر المبادرة، وهذا ما تسير عليه قيادة الوطن لذلك حققت نجاحات وإنجازات عظيمة، وكل مسؤول لا يتمتع بروح المبادرة لا يستحق البقاء على كرسي الإدارة، لأنه يعطل المسير.

fwz14@