أحمد صالح حلبي

مرور مكة ومعاناة المواطنين

الخميس - 30 يناير 2020

Thu - 30 Jan 2020

يعاني أهالي مكة المكرمة من صعوبة حركة السير نتيجة لارتفاع أعداد المركبات وإغلاق بعض الشوارع والطرقات لتنفيذ المشاريع، وتزداد صعوبة السير خلال موسمي رمضان والحج مع قدوم المعتمرين والحجاج من داخل المملكة وخارجها، ويزداد الازدحام مع تنفيذ أي مشروع خدمي مرتبط بعمليات إغلاق لمسارات رئيسية أو فرعية، مما يشكل أرقا وإزعاجا لمستخدمي الطريق، وتتفاقم المشكلة إن امتد تنفيذ المشروع لعدة أشهر أو عام، وكثيرا ما يطالب المواطنون بضرورة وضع جدولة للمشاريع المرابطة بأعمال تستدعي إغلاق لشوارع أو طرقات، بحيث تكون في أوقات الإجازات المدرسية حتى لا ترتفع نسبة الازدحام المروري، ويتأخر الجميع عن الوصول لمبتغاهم في الوقت المناسب.

ومع بدء إجازة الفصل الدراسي الأول وضعت لوحة تحت كوبري الإسكان للقادمين من الخالدية باتجاه الرصيفة، كتب عليها «الدوران إلى الطريق الدائري الثالث مغلق» فأبدى عديد من المواطنين امتعاضهم، وتساءلوا عن الفترة الزمنية لتنفيذ المشروع، خاصة أنه مرتبط بعمليات حفر عميقة في الجهة المقابلة أمام مقر هيئة تطوير منطقة مكة المكرمة، وإغلاق الدوران يعني غلقا لطريق الخدمات للقادمين من الشوقية والإسكان، وتحويل حركة السير قد يسبب إرباكا للحركة المرورية، لكون الموقع مرتبطا بعدة أحياء سكنية ومناطق خدمية وتجارية.

وقبل أيام قلائل فوجئنا بإزالة اللوحات والصبات الخرسانية والانتهاء من تنفيذ المشروع، وفتح الطريق أمام المركبات وعودة حركة السير إلى طبيعتها بعد فترة إغلاق لم تتجاوز الثلاثة أسابيع!

فطرح السؤال حول كيفية الانتهاء من تنفيذ المشروع خلال فترة لم تتجاوز الثلاثة أسابيع؟

الإجابة لم تكن صعبة أو بعيدة عن الواقع، فقد جاءت عملية ومرتبطة بعمل إداري قوي أطلقه كما عرفت مدير مرور العاصمة المقدسة العقيد فواز الحازمي، الذي أدرك حجم المعاناة التي سيعانيها المواطنون جراء عملية إغلاق التقاطع، فعمل على ربط موافقته على إغلاق المسار باستمرار العمل على مدار الـ 24 ساعة بالمشروع للانتهاء منه خلال فترة زمنية قصيرة، تنتهي مع نهاية إجازة الفصل الدراسي الأول.

ويمكن القول إن مدير مرور العاصمة المقدسة وفق في خطوته هذه، فقد ربط معاناة المواطنين بمعاناته الشخصية، وتحول من مسؤول مروري إلى مواطن عادي، وأدرك أن ثمة مشكلة سيعانيها المواطنون جراء عملية الإغلاق لفترة زمنية طويلة، فعمل على وضع توازن جيد ارتبط بتنفيذ المشروع مع إبعاد الضرر عن المواطنين، وهذا يعني أن هناك تغيرات جيدة في عملية سير تنفيذ المشروعات مرتبطة بتعاون جيد مع الجهات ذات العلاقة.

وإن استمرت عملية تنفيذ المشاريع بمكة المكرمة مرتبطة بفترة زمنية محددة كهذه، فمن المؤكد أننا سنجد مرونة في حركة السير حتى وإن ارتفعت أعداد المركبات، لأن العمل المنضبط ينتح سلاسة ويفتح الطرقات والممرات التي كانت تقف عائقا أمام انسيابية الحركة المرورية.

وبعيدا عن عبارات الازدحام المروري ومشاكله، علينا أن نتوجه بالشكر والتقدير لمدير مرور العاصمة المقدسة العقيد فواز الحازمي، الذي أدرك حجم المعاناة التي سيعيشها المواطنون فعمل على إيجاد حلول عملية تجنبهم تلك المعاناة، وأسهم في تنفيذ مشروع حيوي لخدمتهم.

[email protected]