مختصر الأسبوع (31/1/20)
سنابل موقوتة
سنابل موقوتة
الخميس - 30 يناير 2020
Thu - 30 Jan 2020
أسبوع بدأ بكورونا ثم عرج على صفقة القرن، ولا أعلم كيف سينتهي. المعلومة المؤكدة أن سبعة أيام قد انقضت من رصيدنا في هذه الحياة التي لا نعلم كيف ستنتهي هي الأخرى. ثم إن هذا مختصر لما كتبته ـ وفقني الله ـ في الأسبوع الذي أتمنى ألا يعود:
- زيادة الحرص والوقاية بعد التوكل على الله أمور كفيلة أن تبعد الأمراض التي تنقل عن طريق العدوى وتصيب الجهاز التنفسي. وأظن الأمر ينطبق أيضا على الأمراض التي تصيب الجهاز العقلي ومراكز التفكير في الدماغ. الابتعاد عن الخطب والشعارات والقنوات الإخبارية بعد التوكل على الله كفيل بأن يحميك من اللوثة العقلية التي تجعلك تميل إلى تصديق ما لا يمكن تصديقه.
- وتكمن خطورة مثل هذه الفيروسات في سرعة وسهولة انتشارها عن طريق العدوى وليس في كمية الفتك والقتل، ففيروس إنفلونزا الخنازير والطيور وسارس وكورونا، وجميع أفراد هذه العائلة الفيروسية لم تتسبب في مقتل ووفاة حتى 1% من الذين قتلتهم فيروسات أخرى، مثل فيروس بشار، وإنفلونزا خامنئي، وحمى حسن نصر الله، ووباء الصهيونية.
- هناك بعض الجهات تحب افتعال مشاكل من العدم، لا لزوم لها ولا حاجة، ثم البحث عن حلول لهذه المشكلة التي يفترض أنها لم تحدث أصلا، ثم اختراع حلول أسوأ بكثير من المشاكل. ورغم غرابة الأمر إلا أنه يبدو مسليا لمن يقوم به. والأمر لا يقتصر على موضوع التدخين والكيف والسجائر، ولكنها عادة يمكن أن يمارسها كثير من المسؤولين في كثير من القطاعات. والخطوة التالية في كل مرة هي إنكار أنه توجد مشكلة من الأساس وظهور مخلوقات التواصل الاجتماعي في حملة التبرير الجماعي. أما الخطوة الأخيرة فهي في الغالب الاعتراف بوجود المشكلة وصعوبة حلها.
- لست ضد المال، فأنا أحبه كما تفعلون، ولكني ضد الهياط الذي مبدؤه: «أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا»، ويستفزني أن يكون المال غاية كل شيء، وأن تكون الأحلام والأمنيات مجرد إعادة صياغة للأمنية القديمة: «يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم». وحين أصبح ثريا فاحش الثراء ـ قريبا ـ فلن أخبر بذلك أحدا.
- النزعة المادية البشعة موجودة حتى لدى الكتاب والأدباء والمفكرين، الكاتب الناجح هو الأكثر مبيعا أيا كان محتوى ما يكتبه، أما الفاشل فهو الذي تتحاشاه دور النشر لأنه لا يجلب لها الأموال كما ينبغي.
وهذا موجود منذ أيام التكسب بالشعر على أبواب الولاة والخلفاء، لكنه على الأقل في تلك الحقب كان شعرا جيدا وأدبا عظيما، ولا ينال المال حينها إلا شاعر مجيد. أما الآن فالنزعة المادية أشد فتكا وضراوة، والمحتوى شديد السخافة والقبح.
- صفقة القرن خاصتي أكثر إقناعا، لأنها تعالج أسباب المشكلة وليس أعراضها الجانبية. وتخيل معي قليلا فقط لو لم يكن هذا الكيان الصهيوني موجودا، فهل كنت ستسمع عن فيلق القدس؟ هل كنت ستسمع الخطب والشعارات الثورية والأنظمة التي «ركبت القضية» واتخذتها إلها يبيح لها أن تسحق الوطن والمواطن، وتعيد الإنسان العربي إلى عصور ما قبل اكتشاف النار؟ هل كنت مثلا تتخيل أنه سيوجد شخص مثل حسن نصر الله، يتعامل مع حباله الصوتية بمازوخية بشعة من أن أجل يقنعنا أنه يقاوم المحتل؟
حتى الحوثي، أيقونة التخلف والجهل في الكون، هل يستطيع أن يقول إنه يقاتل اليهود وإسرائيل في تعز والحديدة؟ كانت كل خطب الجماعات والأحزاب ستكون بلا معنى، ليس خطبها فقط، بل إنها كلها لن يكون لوجودها معنى دون هذا المبرر الذي زُرع غصبا ليكون مبررا لكل شيء يقمعك ويمنعك من التقدم خطوة واحدة للأمام.
agrni@
- زيادة الحرص والوقاية بعد التوكل على الله أمور كفيلة أن تبعد الأمراض التي تنقل عن طريق العدوى وتصيب الجهاز التنفسي. وأظن الأمر ينطبق أيضا على الأمراض التي تصيب الجهاز العقلي ومراكز التفكير في الدماغ. الابتعاد عن الخطب والشعارات والقنوات الإخبارية بعد التوكل على الله كفيل بأن يحميك من اللوثة العقلية التي تجعلك تميل إلى تصديق ما لا يمكن تصديقه.
- وتكمن خطورة مثل هذه الفيروسات في سرعة وسهولة انتشارها عن طريق العدوى وليس في كمية الفتك والقتل، ففيروس إنفلونزا الخنازير والطيور وسارس وكورونا، وجميع أفراد هذه العائلة الفيروسية لم تتسبب في مقتل ووفاة حتى 1% من الذين قتلتهم فيروسات أخرى، مثل فيروس بشار، وإنفلونزا خامنئي، وحمى حسن نصر الله، ووباء الصهيونية.
- هناك بعض الجهات تحب افتعال مشاكل من العدم، لا لزوم لها ولا حاجة، ثم البحث عن حلول لهذه المشكلة التي يفترض أنها لم تحدث أصلا، ثم اختراع حلول أسوأ بكثير من المشاكل. ورغم غرابة الأمر إلا أنه يبدو مسليا لمن يقوم به. والأمر لا يقتصر على موضوع التدخين والكيف والسجائر، ولكنها عادة يمكن أن يمارسها كثير من المسؤولين في كثير من القطاعات. والخطوة التالية في كل مرة هي إنكار أنه توجد مشكلة من الأساس وظهور مخلوقات التواصل الاجتماعي في حملة التبرير الجماعي. أما الخطوة الأخيرة فهي في الغالب الاعتراف بوجود المشكلة وصعوبة حلها.
- لست ضد المال، فأنا أحبه كما تفعلون، ولكني ضد الهياط الذي مبدؤه: «أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا»، ويستفزني أن يكون المال غاية كل شيء، وأن تكون الأحلام والأمنيات مجرد إعادة صياغة للأمنية القديمة: «يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم». وحين أصبح ثريا فاحش الثراء ـ قريبا ـ فلن أخبر بذلك أحدا.
- النزعة المادية البشعة موجودة حتى لدى الكتاب والأدباء والمفكرين، الكاتب الناجح هو الأكثر مبيعا أيا كان محتوى ما يكتبه، أما الفاشل فهو الذي تتحاشاه دور النشر لأنه لا يجلب لها الأموال كما ينبغي.
وهذا موجود منذ أيام التكسب بالشعر على أبواب الولاة والخلفاء، لكنه على الأقل في تلك الحقب كان شعرا جيدا وأدبا عظيما، ولا ينال المال حينها إلا شاعر مجيد. أما الآن فالنزعة المادية أشد فتكا وضراوة، والمحتوى شديد السخافة والقبح.
- صفقة القرن خاصتي أكثر إقناعا، لأنها تعالج أسباب المشكلة وليس أعراضها الجانبية. وتخيل معي قليلا فقط لو لم يكن هذا الكيان الصهيوني موجودا، فهل كنت ستسمع عن فيلق القدس؟ هل كنت ستسمع الخطب والشعارات الثورية والأنظمة التي «ركبت القضية» واتخذتها إلها يبيح لها أن تسحق الوطن والمواطن، وتعيد الإنسان العربي إلى عصور ما قبل اكتشاف النار؟ هل كنت مثلا تتخيل أنه سيوجد شخص مثل حسن نصر الله، يتعامل مع حباله الصوتية بمازوخية بشعة من أن أجل يقنعنا أنه يقاوم المحتل؟
حتى الحوثي، أيقونة التخلف والجهل في الكون، هل يستطيع أن يقول إنه يقاتل اليهود وإسرائيل في تعز والحديدة؟ كانت كل خطب الجماعات والأحزاب ستكون بلا معنى، ليس خطبها فقط، بل إنها كلها لن يكون لوجودها معنى دون هذا المبرر الذي زُرع غصبا ليكون مبررا لكل شيء يقمعك ويمنعك من التقدم خطوة واحدة للأمام.
agrni@