الهولوغرام المعرفي
الأربعاء - 29 يناير 2020
Wed - 29 Jan 2020
من النعم المستدامة علينا من المولى عز وجل أن أكرمنا بعقول أنتجت لنا علوما، وهذه العلوم أفرزت تجارب متعاقبة تتلاحق وتتلاقح من جيل إلى جيل، ويشار إلى ذلك التتابع الزمني المتراكم بأنه النقل المعرفي والاستثمار البشري في الخبرات العقلية التي ابتكرت عددا من التجارب والاختراعات، ومنها تجربة الهولوغرام أو «التصوير التجسيمي»، وهو عبارة عن تصوير ثلاثي الأبعاد، يسجل الضوء في جسم معين ليعطي شكل هذا الجسم، ليطفو كمجسم ثلاثي الأبعاد، باستخدام أشعة الليزر.
ومن حسن الطالع إقامة الهيئة العامة للترفيه أواخر 2019 حفلا لكوكب الشرق أم كلثوم، لإحياء الطرب الأصيل المتمثل في شخصية تركت بصماتها على العالم العربي من الخليج إلى المحيط، وحسبما تناقلته الأخبار فإن الهيئة اعتزمت في روزنامتها القادمة إقامة حفل هلوغرامي للراحلين صوت الأرض الفنان طلال مداح، وأبو الغناء الخليجي الفنان أبوبكر سالم للهدف نفسه، وهو العودة إلى الفن الأصيل وتجسيد الشخصيات تقنينا للعيش معهم بواقع قد مضى، وإشباع نهم الجماهير المتعطشة ممن عاصروا الأجيال السابقة، وكذلك ممن لم يشاهدوهم كفرصة ليتعرفوا عليهم عن قرب من الأجيال الحالية والقادمة.
ومن باب المشاركة المعرفية في طرح المبادرات الوطنية لنقل المعرفة والتجارب الناجحة كتجربة هيئة الترفيه في تبني فكرة الهولوغرام الفني لكبار المغنيين العرب، يراودني منذ فترة تساؤل: لماذا لا تقتبس هذه التجربة وتسمى «الهولوغرام المعرفي»؟
وإسقاطها على شخصيات أثرت الساحة وتسببت في نشوء الحراك المعرفي العربي، سواء كانوا علماء أو مشايخ أو رجال دولة وقادة وسياسيين أو شعراء، أناروا دروبنا بالثقافة على مر الأجيال، بكلماتهم ولقاءاتهم التي التصقت في ذاكرتنا البعيدة والقريبة وبرامجهم الخالدة، مثل خطابات الملك عبدالعزيز والملك فيصل والشيخ زايد آل نهيان المؤثرة، ومجالس سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز، وسماحة الشيخ محمد بن عثيمين، وبرنامج على مائدة الإفطار للشيخ علي الطنطاوي، وبرنامج الدين والحياة ولقاء مع فضيلة الشيخ محمد الشعراوي، وبرنامج العلم والإيمان للأستاذ الدكتور مصطفى محمود، وبرنامج الطب والأسرة للبروفيسور زهير السباعي، ولقاءات الشيخ أحمد يماني وزير البترول السابق، وإضاءات العلامة حمد الجاسر، وغيرها من البرامج التي كان للتلفزيون السعودي الحظ الأوفر في الاستحواذ عليها وعرضها فترة السبعينات والثمانينات الميلادية من القرن الماضي، ولا تزال بعض المقتطفات المجتزأة من تلك اللقاءات تحقق المشاهدات التي تتناقلها بعض وسائل التواصل الاجتماعي كنصائح توعوية وسياسية وعلمية وثقافية عامة.
ويكون هذا الاستدعاء الإيجابي الحالي بتقنية الهولوغرام للبرامج السابقة تحت مظلة وزارة الثقافة وبتوجيه ورعاية كريمة من الأمير بدر بن عبدالله وزير الثقافة، والتي أعدها مبادرة تحقق الهدف الاستراتيجي ضمن الأهداف المعلنة، للتأكيد أن الثقافة نمط حياة ومهمة رئيسة، ضمن المهام التطويرية لرعاية الإرث الثقافي لدعم الأفكار وتسهيل المبادرات، من أجل تعزيز مكانة المملكة الدولية لتحقيق أهداف الرؤية السعودية 2030.
ومن وجهة نظري السلوكية والمعرفية أرى أن مجتمعاتنا في حاجة ماسة لاستعادة تلك المعرفة، وتأصيل ذلك السلوك من خلال تجسيد أصحاب الكاريزما وأباطرة المعرفة والفكر السعودي والعربي، للتعايش الآني مع الزمن الجميل لتلك الحقبة، وكذلك لإعادة توجيه البوصلة الشبابية ليشاهدوا شخصيات ملهِمة تحاكي وتتمثل بأرض الواقع، ليستشعروا مكانتهم ويتمكنوا من الاستفادة التقنية من خلال المكاسب المعرفية، لرسم خارطة دروبهم على كل الأصعدة والمجالات التي تخدم الجيل الحالي والمستقبلي، فالماضي المعرفي أرض صلبة تبنى عليها ناطحات المستقبل.
Yos123Omar@
ومن حسن الطالع إقامة الهيئة العامة للترفيه أواخر 2019 حفلا لكوكب الشرق أم كلثوم، لإحياء الطرب الأصيل المتمثل في شخصية تركت بصماتها على العالم العربي من الخليج إلى المحيط، وحسبما تناقلته الأخبار فإن الهيئة اعتزمت في روزنامتها القادمة إقامة حفل هلوغرامي للراحلين صوت الأرض الفنان طلال مداح، وأبو الغناء الخليجي الفنان أبوبكر سالم للهدف نفسه، وهو العودة إلى الفن الأصيل وتجسيد الشخصيات تقنينا للعيش معهم بواقع قد مضى، وإشباع نهم الجماهير المتعطشة ممن عاصروا الأجيال السابقة، وكذلك ممن لم يشاهدوهم كفرصة ليتعرفوا عليهم عن قرب من الأجيال الحالية والقادمة.
ومن باب المشاركة المعرفية في طرح المبادرات الوطنية لنقل المعرفة والتجارب الناجحة كتجربة هيئة الترفيه في تبني فكرة الهولوغرام الفني لكبار المغنيين العرب، يراودني منذ فترة تساؤل: لماذا لا تقتبس هذه التجربة وتسمى «الهولوغرام المعرفي»؟
وإسقاطها على شخصيات أثرت الساحة وتسببت في نشوء الحراك المعرفي العربي، سواء كانوا علماء أو مشايخ أو رجال دولة وقادة وسياسيين أو شعراء، أناروا دروبنا بالثقافة على مر الأجيال، بكلماتهم ولقاءاتهم التي التصقت في ذاكرتنا البعيدة والقريبة وبرامجهم الخالدة، مثل خطابات الملك عبدالعزيز والملك فيصل والشيخ زايد آل نهيان المؤثرة، ومجالس سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز، وسماحة الشيخ محمد بن عثيمين، وبرنامج على مائدة الإفطار للشيخ علي الطنطاوي، وبرنامج الدين والحياة ولقاء مع فضيلة الشيخ محمد الشعراوي، وبرنامج العلم والإيمان للأستاذ الدكتور مصطفى محمود، وبرنامج الطب والأسرة للبروفيسور زهير السباعي، ولقاءات الشيخ أحمد يماني وزير البترول السابق، وإضاءات العلامة حمد الجاسر، وغيرها من البرامج التي كان للتلفزيون السعودي الحظ الأوفر في الاستحواذ عليها وعرضها فترة السبعينات والثمانينات الميلادية من القرن الماضي، ولا تزال بعض المقتطفات المجتزأة من تلك اللقاءات تحقق المشاهدات التي تتناقلها بعض وسائل التواصل الاجتماعي كنصائح توعوية وسياسية وعلمية وثقافية عامة.
ويكون هذا الاستدعاء الإيجابي الحالي بتقنية الهولوغرام للبرامج السابقة تحت مظلة وزارة الثقافة وبتوجيه ورعاية كريمة من الأمير بدر بن عبدالله وزير الثقافة، والتي أعدها مبادرة تحقق الهدف الاستراتيجي ضمن الأهداف المعلنة، للتأكيد أن الثقافة نمط حياة ومهمة رئيسة، ضمن المهام التطويرية لرعاية الإرث الثقافي لدعم الأفكار وتسهيل المبادرات، من أجل تعزيز مكانة المملكة الدولية لتحقيق أهداف الرؤية السعودية 2030.
ومن وجهة نظري السلوكية والمعرفية أرى أن مجتمعاتنا في حاجة ماسة لاستعادة تلك المعرفة، وتأصيل ذلك السلوك من خلال تجسيد أصحاب الكاريزما وأباطرة المعرفة والفكر السعودي والعربي، للتعايش الآني مع الزمن الجميل لتلك الحقبة، وكذلك لإعادة توجيه البوصلة الشبابية ليشاهدوا شخصيات ملهِمة تحاكي وتتمثل بأرض الواقع، ليستشعروا مكانتهم ويتمكنوا من الاستفادة التقنية من خلال المكاسب المعرفية، لرسم خارطة دروبهم على كل الأصعدة والمجالات التي تخدم الجيل الحالي والمستقبلي، فالماضي المعرفي أرض صلبة تبنى عليها ناطحات المستقبل.
Yos123Omar@