شاكر أبوطالب

الحملات الإعلامية ضد السعودية!

الاحد - 26 يناير 2020

Sun - 26 Jan 2020

لماذا أصبح اسم المملكة العربية السعودية أساسيا في افتتاحيات بعض الصحف وعناوين بعض المقالات ونشرات الأخبار ومحاور عدد من البرامج التلفزيونية؟! ولماذا يزج باسم ولي العهد السعودي في كل شاردة وواردة؟! وما دوافع بعض الصحف والقنوات التلفزيونية في أوروبا وأمريكا لمواصلة الإساءة إلى صورة المملكة وسمعة الأمير محمد بن سلمان؟!

قبل محاولة فهم ما يجري داخل المؤسسات الإعلامية المعادية للمملكة وطبيعة ترتيب أولوياتها، ينبغي التذكير ببعض الأمور الهامة، أبرزها: المهنية التي تدعيها جميع وسائل الإعلام ليست أمرا مفروغا منه، بل هي تقدير شخصي ثم مؤسسي لطريقة اختيار قضية ما ومعالجتها، في إطار أولويات الوسيلة الإعلامية وسياسة تحريرها. وأن أولويات أي وسيلة إعلامية منحازة بشكل مباشر أو غير مباشر إلى رؤية اقتصادية ما، أو تتبنى منهجا سياسيا محددا.

يؤثر هذا الانحياز السياسي أو الاقتصادي أو النفعي مباشرة في المنتج الإعلامي، ويعرض المؤسسات الإعلامية إلى خطر فقدان المصداقية والموثوقية، نتيجة الوقوف إلى جانب طرف ضد طرف آخر، وليس الوقوف إلى جانب الحقيقة! التي تروج لها جميع وسائل الإعلام وتعززها في شعاراتها وقيمها.

وأبرز مثال على دخول المؤسسات الإعلامية في اللعبة السياسية وتخليها عن سلطتها الرقابية وممارستها النقدية، انحياز معظم وسائل الإعلام الأمريكية إلى الحزب الديموقراطي، وهذا ربما يفسر لماذا يستخدم الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، منصة تويتر للتعبير عن آرائه ونشر تعليقاته على ما يطرح في أبرز الصحف الأمريكية والشبكات التلفزيونية الإخبارية.

ومنذ أربع سنوات على الأقل اتضح وقوف كثير من وسائل الإعلام في أوروبا الغربية والولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب الأحزاب والشخصيات ذات التوجه السياسي اليساري، وبناء صورة إيجابية عنها وإبراز منجزاتها، وفي الوقت نفسه، معاداة الأحزاب والشخصيات ذات التوجه السياسي اليميني، وتضخيم أخطائها وتشويه سمعتها وصورتها أمام الرأي العام العالمي.

خلال العقود الأربعة الماضية في الشرق الأوسط، تعرضت المنطقة إلى محاولات عديدة من الفرز السياسي المستندة إلى العرق أو الدين أو اللغة، والمشتركة في مناهضة الاستعمار والهيمنة الغربية، وروجت بعض الدول إلى الإسلام السياسي منهجا للنهضة والتنمية في دول المنطقة، وفي مقدمتها إيران وتركيا اللتان استثمرتا كثيرا من موارد شعبيهما في بناء أحزاب سياسية وجماعات مسلحة، واستمالة مكونات سياسية لنشر الإسلام السياسي وتحديدا في الدول العربية.

وقبل عقدين ونصف العقد انضمت إلى هذا المحور دويلة قطر التي استثمرت في الإعلام والرياضة كثيرا من المال والجهد في وسائل إعلام داخل الدويلة، واختراق أبرز المؤسسات الإعلامية العالمية، لتمرير أولويات محور الإسلام السياسي، وتشجيع اتخاذ مواقف متعاطفة مع الدول المعتنقة للإسلام السياسي. وفي المقابل شن الحملات الإعلامية على الدول الممانعة للإسلام السياسي وانتشاره في المنطقة، سواء العربية منها أو العالمية.

ما سبق وغيره من العوامل والظروف السياسية يفسر إلى حد كبير الهجوم المستمر على السعودية، وإطلاق الحملات الإعلامية بهدف تشويه سمعة الأمير محمد بن سلمان، وتبني نظرية مواصلة الدق على المسمار، باختلاق المناسبات، وتضخيم الأمور، واجترار الأحداث، ونشر الشائعات، والتلاعب بالحقائق. فما يحدث من هجوم على ولي العهد هو نتيجة محاربته للإرهاب والتطرف والإسلام السياسي في الشرق الأوسط.

shakerabutaleb@