دكة الاحتياط
الأربعاء - 22 يناير 2020
Wed - 22 Jan 2020
ينتابني بين الفينة والأخرى شعور غريب يأخذني إلى عقد تلك المقارنة الدائمة لكل موقف أتعرض إليه، أو أي أمر يحدث أكون شاهدا عليه، وكعادتي في حال توفر متسع من الوقت لي أتابع بعض المباريات لكرة القدم المحلية أو الأجنبية كهواية خاصة بجانب بعض الهوايات التي أستمتع بممارستها كالقراءة والكتابة والرسم، وأكون في قمة شغفي تجاه الفريق الذي أميل إليه وأشجعه. وأفضل أن أحتفظ باسمه وشعاره ولونه كي لا يؤثر ذلك على مجريات ما أقصده وأرمي إليه جراء عمل هذه المقارنة بين مواقفنا الحياتية وبين كرة القدم. وحقيقة الأمر أن واقعنا المجتمعي على تعدد ألوانه لا يختلف كثيرا عن الفرق المتنافسة بين بعضها.
نفرض مجازا أن المستطيل الأخضر يرمز إلى هذه الحياة الفسيحة بكل ما فيها من ملذات وصفات وأحوال وأهوال وأفراح وأتراح، وكذلك أدوار اللاعبين على هذا المستطيل من حيث الصفات الشكلية والجسمانية، وأيضا السلوكية والثقافية، فهنالك الأبيض والأسمر، وهناك من يتحدث العربية وآخر الإنجليزية وغيرها من اللغات واللهجات على مختلف الجنسيات والمرجعيات، ونجد يضا اللاعب الهادئ في طبعه والآخر حاد المزاج والانفعالي والمثقف والواعي والبسيط والجاهل والعاطل، والطويل والقصير والذكي ومحدود الذكاء، وغيرها من الاختلافات التي أوجدها الله سبحانه وتعالى وخلقها في بني البشر.
كل فريق يطمح إلى الاستحواذ والتفوق والبروز والفوز على الفريق الآخر، سواء على المستوى المحلي أو المناطقي أو الإقليمي أو الدولي والعالمي، كذلك هي المجتمعات متمثلة في ساكنيها وعابريها وعلى مختلف الشرائح والثقافات. تتنافس على الكسب والتمكين وتحقيق السبق الأول على كل الأصعدة والمجالات، وإذا عدنا لتقسيم الأدوار في ذلك الملعب الكبير نرى أن لكل لاعب مركزه وخانته التي يلعب بها والتي وجهه بها مدرب الفريق. ونجد حارس المرمى الذي يحمي ويحافظ على شباكه من أي كرة مباغتة تهزمه وتحقق الانتصار للفريق المنافس، كذلك هو الإنسان في هذه الحياة حريص كل الحرص على حماية حقوقه وعرينه من أي تعد خارجي يريد النيل منه.
نلاحظ كذلك دور اللاعب المهاجم الذي يعول عليه من النادي حين يتلقف الكرة ويحاول جاهدا اختراق الصفوف الدفاعية المقابلة للفريق الآخر، وتحقيق نقاط يغتنمها لصالحه يعتلي بها ويسجلها كحصيلة في موقع التراتب المحلي والدولي لأوائل الهدافين، لتحقيق ذاته ورفعا لقيمة فريقه بين الفرق المتنافسة. وهو الحال كذلك للشخص الذي ينافس ويحارب في هذه الحياة كي يصل إلى أهدافه ونجاحاته ويسجلها إنجازا لصالحه بين أقرانه وأصدقائه ومحيطه، ويسعى أيضا بذلك لإعلاء الذات لديه ورفع اسم أسرته بين عائلته ومجتمعه.
ونرى أيضا دور المدافعين والأظهرة والأجنحة ولاعبي الوسط وهم غالبية الفريق في تحقيق التكامل والتماثل، إنفاذا للخطط التكتيكية التي يلزمهم بها المدرب. هم كذلك في المقابل الشريحة المجتمعية السائدة في ممارسة أدوارها المتنوعة في جميع المرافق العملية والتعليمية والصناعية والزراعية والاقتصادية، وتفاعلاتها السلوكية المتباينة لإحداث النسيج المجتمعي العام.
ويأتي دور المناضل الذي يركض خلف اللاعبين داخل المستطيل الأخضر، وهو الحكم الذي يقابل دور المسؤول في وضع القوانين والتشريعات ومعاقبة المتجاوزين مجتمعيا وإنذارهم بعدم تكرار الاحتكاكات مع غيرهم. وطردهم إذا لزم الأمر لتحقيق المصلحة العامة للفريق، وما يماثله من الدور المجتمعي من تطبيق الغرامات والإيقاف والسجن، منعا لحدوث الخلل في المنظومة المتكاملة.
وكذلك دور الجمهور والمشجعين أعتبره الدور الرئيس في الملعب، وما يقابله من دور الوالدين والأسرة والأصدقاء الداعمين الدائمين في الحياة، والذين يراقبون اللاعبين حبا وأبناءهم عشقا، فإن نجحوا وأنجزوا شجعوهم، وإن أخفقوا قسوا عليهم لتقييم أدائهم وتقويم اعوجاجهم ليعودوا إلى جادة صوابهم داخل المستطيل، وكذلك في مجتمعهم.
ونظام الانتقالات والتنازلات قائم لمن لا يجد في نفسه الكفاءة والفعالية، وتظل الكرة دائرية في شكلها كطبيعة الحياة تخدم المصالح المشتركة التي يركض وراءها الجميع، والشباك مصيدة الخاسرين ومبتغى المنتصرين.
وتظل دكة الاحتياط ممتلئة باللاعبين، فإما أن تستمر بها كلاعب احتياط، أو أن تجتهد وتبرز على المستطيل الأخضر، وما الحياة إلا ملعب كبير.
@Yos123Omar
نفرض مجازا أن المستطيل الأخضر يرمز إلى هذه الحياة الفسيحة بكل ما فيها من ملذات وصفات وأحوال وأهوال وأفراح وأتراح، وكذلك أدوار اللاعبين على هذا المستطيل من حيث الصفات الشكلية والجسمانية، وأيضا السلوكية والثقافية، فهنالك الأبيض والأسمر، وهناك من يتحدث العربية وآخر الإنجليزية وغيرها من اللغات واللهجات على مختلف الجنسيات والمرجعيات، ونجد يضا اللاعب الهادئ في طبعه والآخر حاد المزاج والانفعالي والمثقف والواعي والبسيط والجاهل والعاطل، والطويل والقصير والذكي ومحدود الذكاء، وغيرها من الاختلافات التي أوجدها الله سبحانه وتعالى وخلقها في بني البشر.
كل فريق يطمح إلى الاستحواذ والتفوق والبروز والفوز على الفريق الآخر، سواء على المستوى المحلي أو المناطقي أو الإقليمي أو الدولي والعالمي، كذلك هي المجتمعات متمثلة في ساكنيها وعابريها وعلى مختلف الشرائح والثقافات. تتنافس على الكسب والتمكين وتحقيق السبق الأول على كل الأصعدة والمجالات، وإذا عدنا لتقسيم الأدوار في ذلك الملعب الكبير نرى أن لكل لاعب مركزه وخانته التي يلعب بها والتي وجهه بها مدرب الفريق. ونجد حارس المرمى الذي يحمي ويحافظ على شباكه من أي كرة مباغتة تهزمه وتحقق الانتصار للفريق المنافس، كذلك هو الإنسان في هذه الحياة حريص كل الحرص على حماية حقوقه وعرينه من أي تعد خارجي يريد النيل منه.
نلاحظ كذلك دور اللاعب المهاجم الذي يعول عليه من النادي حين يتلقف الكرة ويحاول جاهدا اختراق الصفوف الدفاعية المقابلة للفريق الآخر، وتحقيق نقاط يغتنمها لصالحه يعتلي بها ويسجلها كحصيلة في موقع التراتب المحلي والدولي لأوائل الهدافين، لتحقيق ذاته ورفعا لقيمة فريقه بين الفرق المتنافسة. وهو الحال كذلك للشخص الذي ينافس ويحارب في هذه الحياة كي يصل إلى أهدافه ونجاحاته ويسجلها إنجازا لصالحه بين أقرانه وأصدقائه ومحيطه، ويسعى أيضا بذلك لإعلاء الذات لديه ورفع اسم أسرته بين عائلته ومجتمعه.
ونرى أيضا دور المدافعين والأظهرة والأجنحة ولاعبي الوسط وهم غالبية الفريق في تحقيق التكامل والتماثل، إنفاذا للخطط التكتيكية التي يلزمهم بها المدرب. هم كذلك في المقابل الشريحة المجتمعية السائدة في ممارسة أدوارها المتنوعة في جميع المرافق العملية والتعليمية والصناعية والزراعية والاقتصادية، وتفاعلاتها السلوكية المتباينة لإحداث النسيج المجتمعي العام.
ويأتي دور المناضل الذي يركض خلف اللاعبين داخل المستطيل الأخضر، وهو الحكم الذي يقابل دور المسؤول في وضع القوانين والتشريعات ومعاقبة المتجاوزين مجتمعيا وإنذارهم بعدم تكرار الاحتكاكات مع غيرهم. وطردهم إذا لزم الأمر لتحقيق المصلحة العامة للفريق، وما يماثله من الدور المجتمعي من تطبيق الغرامات والإيقاف والسجن، منعا لحدوث الخلل في المنظومة المتكاملة.
وكذلك دور الجمهور والمشجعين أعتبره الدور الرئيس في الملعب، وما يقابله من دور الوالدين والأسرة والأصدقاء الداعمين الدائمين في الحياة، والذين يراقبون اللاعبين حبا وأبناءهم عشقا، فإن نجحوا وأنجزوا شجعوهم، وإن أخفقوا قسوا عليهم لتقييم أدائهم وتقويم اعوجاجهم ليعودوا إلى جادة صوابهم داخل المستطيل، وكذلك في مجتمعهم.
ونظام الانتقالات والتنازلات قائم لمن لا يجد في نفسه الكفاءة والفعالية، وتظل الكرة دائرية في شكلها كطبيعة الحياة تخدم المصالح المشتركة التي يركض وراءها الجميع، والشباك مصيدة الخاسرين ومبتغى المنتصرين.
وتظل دكة الاحتياط ممتلئة باللاعبين، فإما أن تستمر بها كلاعب احتياط، أو أن تجتهد وتبرز على المستطيل الأخضر، وما الحياة إلا ملعب كبير.
@Yos123Omar