حذامي محجوب

قمة برلين.. تسوية بين البلدان المتنازعة على ليبيا أم تسوية بين الليبيين؟

الاثنين - 20 يناير 2020

Mon - 20 Jan 2020

تتعلق أنظارنا كلها بالعاصمة الألمانية برلين التي استضافت مساء الأحد 19 يناير 2020، قمة حول الأزمة في ليبيا، خاصة وأن المستشارة أنجلا مركل قد نجحت في جمع طرفي النزاع في ليبيا، وهما فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبي المعترف بها من قبل الأمم المتحدة، والقائد العسكري صاحب النفوذ في شرق ليبيا الجنرال خليفة حفتر بجانب مجموعة من القادة الدوليين، كفلاديمير بوتين وإيمانويل ماكرون وبوريس جونسون وعبدالفتاح السيسي ورجب الطيب إردوغان ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيي، وممثلين عن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وتعكس قائمة الحاضرين دوليا لقمة برلين مدى الأهمية التي توليها أوروبا والعالم للأزمة الليبية، إذ تضم قائمة الحضور، 11 زعيما دوليا على رأسهم قادة البلدان المعنية بهذا الصراع، كروسيا وتركيا وفرنسا وإيطاليا ومصر والجزائر، بالإضافة إلى رئيسة المفوضية الأوربية أورزولا فون دير لاين، ممثلة للاتحاد الأوربي، وغسان سلامة مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا.

ولا شك أن هذه القمة تمثل مجرد بداية لحل الأزمة، وكما قال وزير الخارجية الألماني "فإن الأوربيين والألمان يعولون بقوة، على نجاح هذه القمة كخطوة أولى من أجل السلام في ليبيا".

وهاجم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد تواجد المليشيات السورية داخل الأراضي الليبية، وهو الأمر الذي تم برعاية رئيس تركيا، رجب طيب إردوغان.

وقال ماكرون: قلقون للغاية من وصول مقاتلين من سوريا وقوات أجنبية إلى طرابلس ويجب أن يتوقف ذلك فورا.

ويبدو أن هذا الكلام قد أغضب الرئيس التركي الذي شعر بأصابع الاتهام الموجهة له، مما جعله يغادر مكان انعقاد القمة ويتوجه إلى المطار دون تفسير.

ويبدو أن الهدف الأساسي من قمة برلين هو التعامل مع مواقف الدول الإقليمية الداعمة لطرفي النزاع في ليبيا، وليس التعامل مع مواقف طرفي النزاع نفسيهما، ويبدو ذلك واضحا من خلال السعي الألماني للخروج بضمانات لتفعيل اتفاقية حظر بيع السلاح للأطراف المتنازعة في ليبيا، والتي لم يلتزم بها أحد إلى حد الآن، وهو موقف يتناغم مع موقف الأمم المتحدة الداعي لوقف كافة التدخلات الخارجية في الساحة الليبية.

لكن هل يمكن على أرض الواقع، وقف التدخلات الخارجية، في الصراع الليبي؟ فقد صار الملف الليبي محلا للنزاع بين قوى دولية وعلى رأسها روسيا وأوروبا، لكن حتى في حالة إقرار مؤتمر برلين لحلول، قد تتضمن إرساء السلام في ليبيا، بإرسال قوات أوربية إلى ليبيا، فهل ستقبل روسيا وتركيا ذلك دون شراكتهما؟ وهل سيعمق إرسال قوات إلى ليبيا مزيد تقسيم ليبيا؟

وهل سيفضي الحديث عن الشأن الليبي على أرض برلين إلى حل يرضي الشعب الليبي؟ وهل سينتهي التدخل الأجنبي في هذا البلد الذي غمرته الفوضى والحرب الأهلية على خلفية الطمع في النفط والمنافسات السياسية الإقليمية؟

وهل سيقع تفعيل مرسوم الأمم المتحدة لسنة 2011 والذي يحظر شحن الأسلحة والذي بقي حبرا على ورق؟ وهل ستنتهي الحرب الأهلية بين الطرفين المتنازعين في ليبيا؟ وهل ستتوقف أطماع الرئيس التركي في ليبيا؟