عبدالله قاسم العنزي

مهارة كتابة المذكرة القانونية

الاحد - 19 يناير 2020

Sun - 19 Jan 2020

عند كتابة المذكرة القانونية، سواء كانت لائحة دعوى بحق أو دفاع أو استئناف أو غيرها، فإن الأصول الفنية لهذه الكتابة تقتضي توفر شروط في المذكرة القانونية، أذكرها دون تعقيد لمن وقع في مشكلة نزاع أمام المحاكم القضائية، واضطر للمرافعة عن نفسه أو أنه لا يريد أن يدفع تكلفة محام للمرافعة عنه أو كتابة مذكرة قانونية أو على الأقل تقديم استشارة له بقيمة تتناسب مع قدرته المالية. على أي حال، سأذكر ضوابط عدة من الممكن فهمها واستيعابها بشكل جيد، لتستطيع كتابة مذكرة قانونية تبين الحق الذي تدعي به على وجه صحيح أمام القضاء:

01 وصف الواقعة محل النزاع أو محل الاتهام توصيفا صحيحا لا يخل في تقسيم عناصرها على نحو يبين حقيقتها أمام القضاء.

02 تسلسل وصف الواقعة تسلسلا منطقيا يراعي المراحل الزمنية والمكانية لعناصر الواقعة محل النزاع، وأن لا تتناقض عناصر الواقعة مع بعضها لا من حيث الزمان أو المكان أو الأشخاص أو التصرفات، فهذا يكون مدخلا لعدم صحة ما تقول.

03 توضيح المستند الشرعي أو القانوني في صياغة عناصر الواقعة، حيث يكون السند دليلا على صحة ما تقول في مذكرة، ومبنيا على أصل صحيح واضح الدلالة، فلا يكتفى بأن تقول في السند الشرعي - على سبيل المثال، وهذا مما جاء في كتاب الله دون أن يذكر آية من القرآن، أو هذا ما دلت عليه أحاديث كثيرة، أو وهذا أصل شرعي، أو هذا ما نص عليه نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية أو نظام كذا.. إلخ. لا بد من ذكر سند لصحة ما تقول ووجه الدلالة منه.

04 لا تدخل في الواقعة محل النزاع أو محل الاتهام شيئا لا يؤثر في قناعة القاضي من حيث الواقعة المعروضة عليه، هل هي ثابتة عنده أو غير ثابتة، فجوهر ما تكتب فيما يثبت أو ينفي هذا الحق أمام القاضي.

05 لا بد ألا تتجاهل كل ما يتعارض مع ما تدعي به من أقوال خصمك، وأن ترد على كل نقطة يثيرها تتعارض مع صحة ما تقول لتنفيها، فمن غير المنطقي أن تترك خصمك يثير نقاطا قد تشكك القاضي بصحة ما تقول أو ما تدعي به من الحق.

06 لا تظن أن حشد الأدلة والتكلف بكثرتها يؤكدان الحق لك، فقد يكون كل ما أوردته من أسانيد ضعيف الاستدلال بها، ولا تنطبق على وصف الواقعة محل النزاع، ولا تؤكد صحة ما تقول، إنما تورد من السند ما يصح الاستدلال به ويؤكد صحة ما تقول في كلامك.

إن ما يجعل حجتك قوية أمام القضاء هو حسن عباراتك، وتعبيرك عما لديك من الحق الذي تدعي به، وحسن ترتيبك للواقعة محل النزاع، فكثير ممن ذهبت حقوقهم بأنها لم تثبت أمام القضاء كحق يدعون به بسبب عدم حسن تبيانهم وتعبيرهم وكتابة مذكراتهم على وجه صحيح وقانوني، فالخصومة تحتاج إلى علم وفطنة ومهارة، فقد يكون خصمك ممن يحسنون صنع الكلام وأنت غير ذلك، فتعجز عن إثبات حقك الذي تطالب به أو تدفع ما يدعى به عليك. دمتم بود، وإلى حديث قانوني جديد.

@ABDALLUHALANZI