خطب الجمعة

الجمعة - 17 يناير 2020

Fri - 17 Jan 2020

أبواب الخيرات

«أتدري يا عبد الله من هو الفتاح؟ إنه الذي يفتح لعباده منافع الدنيا والدين، ويفتح لهم جميع أبواب الخيرات، ويفتح للعبد كل ما أغلق من أبواب بوجهه نتيجة مصائب ومشكلات ومعضلات وصعوبات.

لا بد أن نعظم الله في نفوسنا ونعلم علم اليقين أن ما يفتحه الله للعبد فلن يمنعه أحد، وما يمسكه عن العبد فلن يجلبه أحد. فتح لعباده أبواب الرحمة والأرزاق المتنوعة، وفتح لهم خزائن جوده وكرمه، فما يأتيهم من مطر أو رزق فلا يقدر أحد أن يمنعه، وما يمسك سبحانه وتعالى ويمنع، فلا يستطيع أحد أن يرسله، فعنده الخزائن وبيده الخير وحين يمتلئ قلب العبد بهذا المعنى يتحول تحولا كاملا في تصوراته ومشاعره وتقديراته في هذه الحياة وهذا يوجب التعلق بالله تعالى، والافتقار إليه من جميع الوجوه، وأن لا يُدعى إلا هو، ولا يخاف ويرجى إلا هو.

ومما يجدر ذكره من معاني الفتح على العباد أن الله يفتح على من يشاء من أبواب الطاعات والقربات على تنوعها وألوانها وصنوفها، فمن الناس من يفتح عليهم في تلاوة القرآن وتدبره، ومنهم من يفتح عليه في الصلاة والإكثار منها، ومنهم من يفتح له في الدعاء، ومنهم من يفتح له في الصيام، ومنهم من يفتح له في صلة الأرحام، ومنهم من يفتح له في مساعدة المحتاجين وإغاثة الملهوفين، وتفريج كربات المكروبين ومنهم من يفتح عليه في باب الاحتساب، فيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ومنهم من يفتح عليه في أبواب الشفاعة والإصلاح بين الناس، ومنهم من يفتح له في باب العلم والمعرفة، وهكذا فمتى فتح لك يا عبد الله باب من أبواب الخير، ورأيت لذلك انشراحا في صدرك، ورغبة فيه، فازدد منه، وانتهز الفرصة، قال حكيم بن عمير: (من فتح له باب خير فلينتهزه، فإنه لا يدري متى يغلق عنه)».

فيصل غزاوي - المسجد الحرام

التفكر في برد الشتاء

«إن الشتاء قد حضر وهو عدو فتأهبوا له أهبته من الصوف والخفاف والجوارب واتخذوا الصوف شعارا ودثارا فإن البرد عدو سريع دخوله بعيد خروجه.

ينبغي التأمل في عظمة الله وقدرته والتفكر في برد الشتاء. إن على الآباء الحنو على صغارهم بالكسوة وتجاوز الخلاف إن وجد، روي أن مولى لعبد الله بن عمرو قال له إني أريد أن أقيم هذا الشهر هاهنا ببيت المقدس فقال له تركت لأهلك ما يقوتهم هذا الشهر قال لا قال فارجع إلى أهلك فاترك لهم ما يقوتهم فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت.

على المسلمين تذكر الضعفاء والمساكين والأرامل والأيتام والمحتاجين ومن لجأ أو نزح عن بلاده من المسلمين ضرب برد الشتاء منزله.

إن المؤمنين أقرب الناس رحمة وشفقة وإحسانا إلى الغير وإن على المؤمنين تفقد أحوال الفقراء والمحتاجين بالكساء والغذاء فعن أبي سعيد الخدري، قال: بينما نحن في سفر مع النبي، إذ جاء رجل على راحلة له، فجعل يصرف بصره يمينا وشمالا، فقال رسول الله: ( من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له، فذكر من أصناف المال ما ذكر حتى رأينا أنه لا حق لأحد منا في فضل).

كما على المسلمين الجود وإطعام الطعام وكسوة من لا يملك ثمن الكسوة وسد حاجة المسكين، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما تصدق أحد بصدقة من طيب - ولا يقبل الله إلا الطيب - إلا أخذها الرحمن بيمينه، وإن كانت تمرة، فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل كما يربي أحدكم فلوه)».

صلاح البدير- المسجد النبوي