أحمد صالح حلبي

إنها الحقيقة يا أمانة العاصمة

الخميس - 16 يناير 2020

Thu - 16 Jan 2020

لم أكن أود الرد على رد أمانة العاصمة المقدسة المنشور بهذه الصحيفة بعددها الصادر يوم السبت 9 جمادى الأولى 1441 - 04 يناير 2020، تحت عنوان «أمانة العاصمة المقدسة: الكاتب لم يتحر الدقة.. والواقع يشهد»، غير أن ما حمله الرد من مخالفة للواقع وتحوله من رد لقضية عامة تمس المواطنين وخدماتهم إلى قضية شخصية حولها رائد عبدالله سمرقندي ـ مدير إدارة العلاقات والإعلام المكلف بقوله إن «ميول الكاتب وعلاقته الحميمة بمهنة الطوافة لم تساعده على الحياد في نقل المعلومة»، وهنا أتوقف لأسأل بداية: أين هي مخالفتي للحقيقة؟

وهل الأمانة لا تلزم مؤسسات الطوافة ومؤسسات وشركات حجاج الداخل بتنظيف مواقع مخيمات الحجاج بعرفات قبل قدوم الحجاج وبعد مغادرتهم لها؟

إن كانت الأمانة لا تلزمهم، فهذا يعني ميولي للطوافة على حساب الأمانة وخدماتها، وإن كانت تلزمهم فهذا يعني أن ما ذكرته هو الحقيقة، وكنت أود منه أن يوضح صحة المعلومة بدلا من الخروج عن أصل القضية.

أما قوله بأنه «يوجد في مكة المكرمة 292 حديقة عامة ذات مساحات مختلفة، وهي منتشرة في مختلف الأحياء والمخططات السكنية ومجهزة ومهيأة لاستقبال زوارها، وتحظى بعناية بالغة من قبل الأمانة، وذلك بمتابعتها والعمل على صيانة مرافقها بشكل دوري»، فيبدو أن الإدارة لم تقرأ مقالي بشكل جيد، أو أنها تعمدت تجاهل ما كتبته لتبرئ موقفها، خاصة أنها لم تشر لمواقع حدائق حي الملك فهد (الإسكان) التي تحولت إلى ملتقى للجرذان والحشرات والأوبئة.

فهل ترى إدارة العلاقات العامة والإعلام أنه لا حق لسكان حي الملك فهد في الاستفادة من مواقع حدائقهم، وعليهم التوجه لحديقة جعرانة؟

وإن كانت الأمانة جادة فعلا في توفير الحدائق للمواطنين بالقرب من مساكنهم، فأين هي عن حديقة الخالدية (1) القريبة من مقر نادي الأمانة التي لا نرى منها سوى لوحة على قمة الموقع مع صبات خرسانية تحيط به، بعد أن وزعت أجزاءه بين مقر لنادي الأمانة، ومنحة لأحد أمناء مدينة جدة السابقين، ولم يبق سوى الجزء الجبلي ليكون حديقة بالاسم دون الفعل؟

وأين هي حديقة الطفل بالرصيفة التي كانت تخدم سكان المنطقة المجاورة لها، وقيل إنها ذهبت للاستثمار، فأين هو الاستثمار الذي لم نره سوى في شهر رمضان الماضي حينما أنشئ عدد من المحلات التجارية ثم غابت بعد ذلك؟

وهل تعتقد إدارة العلاقات العامة والإعلام أن وضع سوق المواشي الجديد جنوب مكة المكرمة - طريق الليث يمثل قمة في النظافة، ويوفر اشتراطات صحة البيئة؟

كنت أود من مدير الإدارة المكلف أولا أن يوجه بعض موظفي الإدارة للوقوف على طبيعة سوق المواشي والاطلاع على مستوى النظافة الداخلية والخارجية فيه، ومن ثم ينفي ما كتبته إن كان مخالفا للواقع، لكن النفي للواقع يؤكد صدق ما ذهبت إليه.

أما زيارتي لسوق الجمعة فكانت بناء على دعوة رسمية تلقيتها من رئيسة الحرفيات، بهدف دعم الأسر المنتجة، ولا يعني هذا أن إدارة الخدمة الاجتماعية تدعم المجتمع بخدماتها، فالسوق أغلق نهاية شهر رمضان المبارك، والدعم الحقيقي للمجتمع هو أن يفتح النادي أبوابه للمواطنين، خاصة سكان الحي الذين يعاني أبناؤهم من طرد الحراس لهم أثناء لعبهم كرة القدم بالملعب.

وأخيرا أقول إن من يقيم أداء أمانة العاصمة المقدسة وخدماتها هم المواطنون لكونهم المستفيدين منها، وسأترك المجال لهم لتقييم هذه الخدمات، أما من يجاملون الأمانة لحاجة في أنفسهم فقد عرف المجتمع حقيقتهم، وها هي الشوارع الرئيسية والطرق الفرعية أمام الجميع.