حذامي محجوب

رسالة إلى الرئيس قيس سعيد

الخميس - 09 يناير 2020

Thu - 09 Jan 2020

يبدو أنك يا سيادة الرئيس تنام في العسل في قرطاج غير منشغل البتة بالأوضاع في تونس، ولا بالظرف الإقليمي الذي تمر به بلادنا بقدر انشغالك بموكبك اليومي وبما لا طائل من ورائه للشعب.

يبدو أنك لم تستوعب بعد منصب الرئيس، لقد كان استقبالك لرجب طيب إردوغان والتصريحات المتضاربة الصادرة عن مساعديك فضيحة مدوية، فلقد احتقرتم الذكاء التونسي بافتعال قصة الزيت التي لا تنطلي لا على الأغبياء ولا حتى البلهاء.

ماذا دار في اللقاء بينك وبين إردوغان؟ وماذا كانت مخرجات هذا اللقاء المخزي؟ لا أحد يعلم ذلك إلا من باب التخمين.

كل التونسيين والتونسيات ينتظرون موقفًا تتوجه به ياسيادة الرئيس، موقفا يعبر عن رسالة واضحة توضح فيها للرأي العام الوطني والإقليمي والدولي موقف تونس من كل السيناريوهات التي يمكن أن تحصل في ليبيا. لكنك يا سيادة الرئيس خارج الزمان والمكان بفريق ماضوي جاءك على ما يبدو على ظهر الدواب على حسب عبارتك التي ما فتئت ترددها علينا.

ما هذا السقوط المدوي للديبلوماسية التونسية؟

هل أنت واع يا سيادةالرئيس بالمهام المنوطة بعهدتك؟ لا أعتقد أنك يا سيادة الرئيس معني بالنجاح ولا بالتخطيط له، فلقد أخبرتنا بأنك لا تملك برنامجا وبأن الشعب يريد، أما آن الأوان بأن تعرب عن استعدادك لتجسيد إرادة التونسيين؟

لن يعزز هذا الاضطراب الثقة في مؤسسة الرئاسة ولن يجلب لك الاحترام وسيجعلنا ننتظر من المجتمع الدولي أن يواصل في تهميش الديبلوماسية التونسية وقد برر هذا لألمانيا ألا تدعونا إلى حضور “لقاء” برلين رغم علاقة الجوار التي تصلنا بليبيا.

استيقظ من سباتك الدغمائي، فإنك تدير شأن بلاد ولا يحق لك أن تعزلها عن العالم كما تعزل نفسك.

لقد جعلتنا ضحكة بين الأمم، وأهدرت ما بنته دولة الاستقلال، فلقد اهتزت منزلتنا بين البلدان، وأطفأت وهج السياسة الخارجية التونسية.

فما هذا الذي أوصلتنا اليه؟

لقد طمرت الدبلوماسية التونسية في الداموس بعد أن بلغت بها القاع، صحيح أن لا خبرة لك البتة ولكن ليس من حقك أن تقضي على ألق بلادنا.

فانهض وارفع رأسك، فإنك تونسي!