مانع اليامي

انقلوا عن فاروق جويدة

الجمعة - 03 يناير 2020

Fri - 03 Jan 2020

لن أحدثكم عن روائع الشاعر الصحفي المصري الذي ينشق الليل على صدى كلماته، لأن الاستقصاء مهما كان واسعا لن يوفيه حقه.

فاروق جويدة يحب وطنه مصر وهذا الحب عظيم، وزاد المحب تألقا وبه تطهر، والأكيد في كل الأحوال أن إنسانيته علت به ومازالت تعلو به إلى أعلى مراتب الأناقة النفسية ليصافح السلام بسلام يرفل بالحب.

يقول وهو يتساءل عن الأيام وماذا تركت «إن أجمل الأقدار في حياتنا تأتي مصادفة.. أجمل ما في الحب المصادفة وأجمل الصداقات تأتي مصادفة.. حتى النجاح أحيانا يكون مجرد مصادفة نسميها الحظ. هناك حب الاعتياد وحب الاحتياج ولكن بين هذا كله يمكن أن نحب بالمصادفة، أن تجمعك الأقدار مع شخص في لحظة خارج الزمن، وتشعر أن كليكما يكمل الآخر.. إن التكامل أحد أسرار الحب الخفية، أن تجد إنسانا يكمل أشياء تحتاجها. قد تكون في حاجة للأمن وتجد لديه الملاذ.. وقد تحتاج الحنان وتجد لديه ما يملأ حياتك وقد تجد لديه فكرا يكمل رؤاك وتستريح على شواطئ حيرته. إن البعض يعتقد أن الحب لا يحتاج الفكر، إنه مجرد مشاعر فقط تتدفق في القلوب وليست في حاجة إلى فكر أو حوار أو رؤى أو تساؤل، إن الفكر رغم أنه يمثل احتياجا لدى قلة من البشر فإنه من اركان الحب الأساسية والفكر لا يعني أبدا ان تحب امرأة تعشق الفلسفة ولكن ان تحب امرأة تحترم الدهشة والسؤال إنها بسيطة وجميلة وراقية ولكنها أحيانا تناقشك في رأي أو تقرا معها كتابا حتى لو كان الكاتب ثقيل الظل إنها شريكة الحيرة ورفيقة السؤال .. إنها أحيانا وفي لحظة احتياج يمكن أن تطرح عليك سؤلا وانت في نشوة الإحساس بالجمال لأن الجمال لا يتعارض مع الفكر والعقل لا يرفض المشاعر وفي لحظة حب يكون الإحساس والفكر والدهشة.. أما صدافه المصادفة ربما لا تعيش طويلا لأنها يمكن أن تكون شيئا عابرا ارتبط بمصلحة أو وسيلة لتحقيق غاية. ولهذا فإن صداقة المواقف هي الأنقى وهي عادة تعيش وتتحدى الظروف والأيام.. إنها تفرز الأشياء في رحلتنا، نعرف إذا كان المعدن مزيفا أو كاذبا، وهنا نعرف نوع الصداقة ونوع الحب وأيهما كاذب أو مزيف. في مشوار الحياة نواجه وجوها كثيرة ونحن عادة ننسى الكثير ولا يبقى أمامنا غير بعض الملامح التي حافظت على صورتها ومكانتها في قلوبنا.. لو حاولت أن تتصفح كم من الوجوه رأيت أو عرفت وكم منها بقي في خيالك لاكتشفت أن هناك تلألؤا من الوجوه العابرة التي لم تترك خلفها شيئا. وبقيت لك في حديقة الذكرى بعض الأشجار وقليل من الزهور وعصفور وحيد يغني».

ختاما ، سافرت بعيدا على عزف جويدة رعاه الله ولكم أقول بود: تأملوا وجوه الأيام وفتشوا جيوبها وكل عام وأنتم بخير. وبكم يتجدد اللقاء.

[email protected]