آلاء لبني

التعليم والضغط!

الأربعاء - 25 ديسمبر 2019

Wed - 25 Dec 2019

هل تبدأ السنة الدراسية فجأة؟ هل الإجازة السنوية للطلاب ليست كافية للتخطيط وتعديل التوجهات المستقبلية؟ هل ظهرت المشاكل التي تخص التقويم للمرحلة الابتدائية بين ليلة وضحاها؟! هل تطبق الوزارة التخطيط الاستراتيجي المركزي والتكتيكي والتشغيلي؟

للعلم التعليم يطلب من قيادي المدارس تقديم خطة سنوية! بغض النظر عن صعوبة تطبيقها على الواقع! وتقيم بناء عليها المدارس بحسب المكاتب التعليمية!

دراسة تحليل المخاطر تظل حبرا على ورق تعبأ بها الأدراج حين يقرر المسؤول تخطي الواقع والتحديات الراهنة، ويأمل التغيير بسرعة تتنافى مع مصالح العملية التعليمية، ويخط توقيعه متأخرا! ليست الفكرة قضية إلغاء أو استمرار التقويم، فهذا أمر آخر لا داعي لطرحه، لكن السؤال كيف ومتى؟ ما هي آلية التغيير؟

هل من حسن التدبير خلال الفصل الدراسي إحداث تغييرات جذرية، في الفترة الأولى من تقيم الأداء تسلم أولياء الأمور إشعارا تقويميا للطلاب! ثم في منتصف ربيع الأول اعتمدت آلية تطبيق التعديل على لائحة تقويم الطالب. ألم يكن ممكنا تأخير هذا التغيير للفصل الدراسي القادم على الأقل! وليس للسنة المقبلة! التغيير غير المحسوب لا تتوقع منه نتائج صحيحة، وإن أبدت الأرقام نتائج مرضية لا يعني ذلك دوما أداء جيدا يعكس الواقع!

ورد بجريدة الشرق الأوسط بتاريخ 23 صفر «أعادت وزارة التعليم الاختبارات التحريرية النهائية، للصفوف الدراسية من الثالث إلى السادس الابتدائي، الإشكالية كانت في عدم فهم بعض التربويين لفلسفة التقويم المستمر، وبالتالي حدثت ممارسات خاطئة في الميدان، جعلت التقويم المستمر يفشل، في عدم فهم بعض المعلمين لآليات تطبيقه».

ضع خطا تحت الممارسات الخاطئة وعدم فهم بعض المعلمين لآليات تطبيق التقويم! هل الممارسات الخاطئة سوف تقل أم تزداد بغياب الاستعداد الكافي وغياب الخبرة في الميدان المدرسي بتطبيق آلية اختبارات؟ الميدان التربوي واجه عديدا من الضغوطات والمشاكل بهذا القرار الذي لم يراع تحديات الواقع. سأورد بعض النقاط السلبية لعدم التخطيط الزمني:

  • لم يتم الإعداد النفسي والتعليمي للتدريب وتقبل مرحلة التغيير، وذلك ما يتنافى عن مقاصد الإرشاد الطلابي، والرهبة من الاختبار والرسوب وتجميع الدرجات!

  • عدم مراعاة تفاوت مستوى الطلاب، والضرر الذي سيلحق ذوي المستوى التحصيلي المنخفض سيعانون من صعوبة مجاراة التغييرات وعدم وجود خطط موجهة خصيصا لهم.

  • الطلاب يجري اختبارهم دوريا في كل وحدة في نظام التقويم، ويحتاجون إتقان استذكار كتاب كامل كمنهج العلوم.

  • يعلم مدى كم المشاكل الاجتماعية والأسرية بالمدارس، ولم يُعطى الوقت الكافي لأولياء الأمور لتقوية الطالب.

  • ليس كل الطلاب بظروف مثالية، كوضع وطريقة التحصيل الدراسي بالقرى وضعف الإمكانات.

  • الإدارة، المعلمون، المشرفون التربويون، مكاتب التعليم، إدارة القبول والاختبارات، هل هم مستعدون؟ كل هؤلاء وقعوا في دائرة الضغط! ألم يكن بالإمكان تدارك ذلك؟

  • المعلمون، هل أتيح لهم الوقت الكافي لوضع أسئلة اختبار نهائي؟


وضع الأسئلة النهائية له آلية تتضمن مراعاة الزمن، وتوزيع المنهج، والوضوح، والتدرج في مستوى الأسئلة، وتحتاج موافقة مشرف المواد التخصصي للمعلم الذي يضع الأسئلة للمرة الأولى! تخيل بعد 14 سنة وأغلب معلمي المرحلة الابتدائية ليس لديهم خبرة، إلا القليل منهم لديه خبرة في وضع الأسئلة.


  • الضغط على مشرفي المواد لقلة عددهم بالنسبة للمدارس.

  • الضغط على الإدارة مع غياب الخبرة في التعامل مع أوضاع الاختبارات ونظام نور والدرجات ومراجعتها والتجهيز لتصوير الأسئلة والتهيئة.


قليل من التنظيم والتخطيط كان كافيا لتدارك ما حدث. لم تنته القصة، نحتاج في المرحلة المقبلة إلى ضبط الميدان وإدارة التغيير، وعدم إلقاء الموضوع على الطالب! ووضع إطار لتفادي التطبيق السيئ للتحول ومشاريع المواد والمتطلبات. بالنسبة للمدارس التي لم تتساهل في وضع الأسئلة، ما مصير الطلاب المخفقين، هل سيوصفون بالكسل والخيبة؟ لتتحطم نفسياتهم!

نجحت مطالبات المدارس بإلغاء التقويم، فهل يا ترى تنجح المطالبات في فك الربط بين الأداء المدرسي ومستوى تحصيل الطلاب؟ آمل أن لا ينجحوا في ذلك. عزيزتي وزارة التعليم، تريثي قليلا ولا تستعجلي قراراتك، فالحلقة الأضعف مستقبلهم بين يديك.