أعداء الطبيعة تقول لكم الهيئة تعالوا

تبدو العلاقة بين الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها وهواة الصيد منقطعة تماما رغم جهود الهيئة في محاولة الحد من تمظهرات الفناء التي تمارس ضد هذا النوع من الحياة.

تبدو العلاقة بين الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها وهواة الصيد منقطعة تماما رغم جهود الهيئة في محاولة الحد من تمظهرات الفناء التي تمارس ضد هذا النوع من الحياة.

الاثنين - 22 ديسمبر 2014

Mon - 22 Dec 2014



تبدو العلاقة بين الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها وهواة الصيد منقطعة تماما رغم جهود الهيئة في محاولة الحد من تمظهرات الفناء التي تمارس ضد هذا النوع من الحياة.



عدم المبالاة الذي يمارس ضد الكائنات الحية سلوك أشبه بالسلوك العدواني الانتقامي دون أسباب واضحة وبلا دراسات توضح أسباب هذا الهياج والفوضى سواء تتبناها الهيئة وتضع حلولها وحيدة أو مع مراكز دراسات اجتماعية وإنسانية.

معظم محتويات الموقع الالكتروني الخاص بالهيئة الوطنية الذي بالتأكيد لا يحمل أي قيمة بالنسبة لممارسي الصيد العشوائي والجائر ولا لمتقاسمي مناطق الرعي والاحتطاب بالوراثة، معظمه عناوين رسمية وقرارات إنشاء واتفاقيات دولية ليست معنية سوى بتنظيمات الحفاظ على البيئة دون تفاصيل قوانين وتشريعات داخلية (اتفاقية المحافظة على الحياة الفطرية ومواطنها الطبيعية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الست مسقط 2001م ـ اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع الإحيائي البرازيل 1992م ـ معاهدة المحافظة على الأنواع المهاجرة بون 1979م ـ اتفاقية التجارة الدولية في الأنواع المهددة بالانقراض من مجموعات الحيوانات والنبات واشنطن 1973م)، أما ما يخص أهم أيقونة في الموقع تتعلق بهوية العلاقة بين الهيئة والسلوك الفردي أو الاجتماعي (مركز التدريب بالهيئة) فمغلقة!

شخصيا أدرك تماما أن مجموعة أدوار الهيئة لحماية الحياة من حولنا متكاملة في إكثار الأحياء الفطرية المهددة بالانقراض تحت ظروف الأسر أو إعادة توطين الأحياء التي تم تكاثرها في محميات أو متابعة المعاد توطينه وإجراء الدراسات البيئية أو المشاركة في برامج المحافظة في مواطن الحياة الفطرية الطبيعية، هذه أهداف سهلة التحقيق لكن غياب دور الهيئة في نشر ثقافة المحافظة على البيئة ووضع قوانين مدنية للتعامل مع ما يحدث من إبادة في رأيي تعادل كل ما تقوم به الهيئة وتؤمن به وتضعه ضمن أهدافها.

الفصل ما بين جهة ما وبين دور المواطن وفهمه؛ تمارسه معظم الجهات التي تدرس وتحلل وتساهم بشكل أو بآخر في تمدين الحياة والحفاظ عليها ووضع قوانينها التي تهتم بالمشكلات أساسا وتسعى إلى حلها.

إذا كانت الهيئة الوطنية تسعى ضمن أهدافها إلى المحافظة على البيئة فهي تقوم بدور مؤسسي مفصول تماما عن المواطن وسلوكه تجاه البيئة، ولم أجد شخصيا ما يدل على أن هناك مشروعا للحد من ظواهر إبادة البيئة.

معظم اللوحات الإرشادية، وهي بالمناسبة أصبحت هدفا لمرمى الصيادين كنياشين، لم تعد تؤدي دورها، وهذا يحدث عادة حين تكتفي جهة ما بأداء دورها الأقل وتفقد الأمل، بحيث يصبح العمل مجرد أداء واجب بنهاية هذا الواجب وتدوينه في السجلات.

غياب المركز التدريبي يثير الفضول تجاه هذا المركز ودوره، غياب الهيئة عن أماكن التنزه خصوصا أن هناك تواريخ محددة لكل ظاهرة إبادة وطنية.

غيابها عن أماكن الصيد، غيابها عن البيئة التي تتكاثر فيها التجمعات التي تفتقد للتنظيم، المدن الصغيرة والقرى والهجر ومناطق الزراعة، غيابها عن الأماكن الطبيعية لتكاثر بعض النباتات التي يمكن أن تتعرض للاحتطاب مثلا.

ماذا لو وضعت الهيئة قوانين يسهل فهمها وتطبيقها واستيعابها والعمل بها، ماذا لو أن أحكاما مدنية صدرت ضد أحد أعداء البيئة للعمل في أحد مراكز التوطين والإحياء إجباريا؟ ماذا لو أن هناك رقابة صارمة على مناطق الاحتطاب وتم وضع قوانين ضدها بمحاكمة مدنية ضد مرتكبيها وإجبارهم بالعمل على بذر ومتابعة أشجار في مراكز متخصصة حتى مرحلة إعادتها إلى بيئة طبيعية.

ماذا عن المبادرات الشخصية التي أطلقها أفراد ومجموعات تختص بالبيئة وإنمائها والحفاظ عليها؟ وأين موقع الهيئة من ذلك؟ ماذا عن أماكن التنزهات ونحن قرب موسمها، التوعية ضد الكوارث البيئية التي تحدث ضد الأرض.

الناس وبالذات أعداء البيئة فرحون بمنطق الفرجة الذي يحدث ولا أعتقد أن جهدا قليلا هو ضمن المتاح سيرهقنا في محاولة نشر الوعي بأهمية أن تكون البيئة جزءا منا على المستوى الشخصي لأنها تمثل أمخاخنا وأرواحنا وتربيتنا وأخلاقنا، وجزءا من وطن من واجبنا أن نحافظ عليه.