الحرب الأزلية بين الجهل والعلم
الأربعاء - 25 مايو 2016
Wed - 25 May 2016
العلم هيأ لنا ركوب هذه العماليق الناشطات السابحات في الأجواء، مهما تعجبنا من كيفية حمل الريح لها وكأنها زغب ريشات تتسامى لكبد السماء، فلا تتحدر إلا بقدر.
والعلم هو من صاغ وصنع حضارات البشرية، أتى برابع المستحيلات، وخامسها وعاشرها، وبقية رقمياتها حتى تعدى الفيمتو؛ فلم نعد ننظر لبساط الريح إلا كنكتة بايخة، يرويها من لا يدرك من العلم حقيقة أبجدياته وزواياه، ولا يستقر مخه فوق قاعدة أرشميدسية، ولا يلتوي فكره مثل مسمار حلزوني يجمع جناح طائر بجسم وذيل.
العلم جعلنا نطوي المستحيل، وكأنه معتاد لا يمت للدهشة بصلة، ولا يحتاج منا إلى جهد فكري، وبمجرد أن تلوح لنا فكرة الإعجاز، لا نلبث أن نرمي بالفكرة إلى سلة المهملات، وأن نعقف أذرعنا من خلف رؤوسنا ونميل راحة إلى الخلف، فوق أرياش أريكة طرية منثنية تحتنا، وننطلق بسرعة الريح، إلى مستقر آمن، فوق جرم عظيم من قوة وبأس ومتانة وثقة.
العلم هيأ لنا كل ذلك، فكنا نركب الحصان أو الجمل، ونجهد بالتشبث بما هو تحتنا من مماسك وأحزمة، والرهبة تطوينا من سقوط وشيك قد تكون نهايته قاتلة، تحت قوائم الجمل أو الحصان، ولكننا اليوم نمتطي عنان السماء، ونحن بمنتهى الثقة نتحرك، ونجري، ونذهب لدورات الراحة، وننام ونصحو، ونأكل ونشرب، دون أن نستشعر الفرق، وأن نقدر المسافة بين الأمس واليوم، بين الجهل والعلم.
ويأتي من يأبى بتعنته إلا أن يذكرنا بالجهل، وقيمته العكسية، عند من يقدسونه، ومن ظلوا محبوسين بين قضبانه، يعجزون عن تنشق بعض نسائم العلم، وما يهبه للإنسان من تقدم ومدنية، ومن تمكن، ورخاء.
يأتي أهل الجهالة، بعقول مخلية من الخلايا واللب، عقول كثيرة التصحر، مريضة الوجود، ليكسروا بأيديهم منظومة الدقة والتقدم والمعجزة، ويفجرون الطائرة!
عندما يقف الجهل عاجزا عن التعلم، وعن الترقي، فلا شك أنه يعمل كل جهده ليعيد كل من وما حوله إلى خانته الصفرية، ليقول إننا كلنا في نفس المستوى، وفي نفس الحيرة وذات مناطق الخوف.
عندما يعجز الجهل عن تقديم الخير، يعرف بنظريات جهله أن الشر أسهل، وأن الهدم أهون، وأن التفجير والدم وسيلته ليقول أنا ما أزال على وجه الحياة.
العلم يحمل الحياة للأمام، والجهل يجهد جاهدا ليكسر سبيله، وأن يمنعه من التقدم، وأن يحيل معجزاته، إلى مناطق دوائر شك وخوف وتردد، وتزامن مع ثقافة التخلف والموت.
العلم وسيلته المخترعات، وهدفه رضاء ورخاء الإنسان، والجهل وسيلته الإرهاب، وهدفه تفجير وتصحير وهز حياة البشر، وإعادتهم لمناطق الجهل والخوف، والتشرذم.
مع كل طائرة تتفجر، أتذكر احتدام هذا العداء المريض من الجهل وأهله لقتل كل تقدم مستقبلي للبشرية.
وكم أحزن، ولكني على ثقة ويقين بأن المعجزات العلمية مستمرة، ومتعالية، وأن الإنسان العاقل إلى تقدم ورخاء وسلام، مهما كثر بيننا الجهلة، ومهما ظنوا أن جهلهم يعلو على كل علوم الأمم.
العلم أعظم بكثير، والعلم أسرع بكثير، والعلم أحوط بكثير، فكلما حطم الجهل ذرة، قام العلم بتلافي إمكانية تكرارها، فلا أظن العلم إلا سيدا للموقف، مهما تعالت أماني الجهلة، وخططهم، وشرورهم.
[email protected]
والعلم هو من صاغ وصنع حضارات البشرية، أتى برابع المستحيلات، وخامسها وعاشرها، وبقية رقمياتها حتى تعدى الفيمتو؛ فلم نعد ننظر لبساط الريح إلا كنكتة بايخة، يرويها من لا يدرك من العلم حقيقة أبجدياته وزواياه، ولا يستقر مخه فوق قاعدة أرشميدسية، ولا يلتوي فكره مثل مسمار حلزوني يجمع جناح طائر بجسم وذيل.
العلم جعلنا نطوي المستحيل، وكأنه معتاد لا يمت للدهشة بصلة، ولا يحتاج منا إلى جهد فكري، وبمجرد أن تلوح لنا فكرة الإعجاز، لا نلبث أن نرمي بالفكرة إلى سلة المهملات، وأن نعقف أذرعنا من خلف رؤوسنا ونميل راحة إلى الخلف، فوق أرياش أريكة طرية منثنية تحتنا، وننطلق بسرعة الريح، إلى مستقر آمن، فوق جرم عظيم من قوة وبأس ومتانة وثقة.
العلم هيأ لنا كل ذلك، فكنا نركب الحصان أو الجمل، ونجهد بالتشبث بما هو تحتنا من مماسك وأحزمة، والرهبة تطوينا من سقوط وشيك قد تكون نهايته قاتلة، تحت قوائم الجمل أو الحصان، ولكننا اليوم نمتطي عنان السماء، ونحن بمنتهى الثقة نتحرك، ونجري، ونذهب لدورات الراحة، وننام ونصحو، ونأكل ونشرب، دون أن نستشعر الفرق، وأن نقدر المسافة بين الأمس واليوم، بين الجهل والعلم.
ويأتي من يأبى بتعنته إلا أن يذكرنا بالجهل، وقيمته العكسية، عند من يقدسونه، ومن ظلوا محبوسين بين قضبانه، يعجزون عن تنشق بعض نسائم العلم، وما يهبه للإنسان من تقدم ومدنية، ومن تمكن، ورخاء.
يأتي أهل الجهالة، بعقول مخلية من الخلايا واللب، عقول كثيرة التصحر، مريضة الوجود، ليكسروا بأيديهم منظومة الدقة والتقدم والمعجزة، ويفجرون الطائرة!
عندما يقف الجهل عاجزا عن التعلم، وعن الترقي، فلا شك أنه يعمل كل جهده ليعيد كل من وما حوله إلى خانته الصفرية، ليقول إننا كلنا في نفس المستوى، وفي نفس الحيرة وذات مناطق الخوف.
عندما يعجز الجهل عن تقديم الخير، يعرف بنظريات جهله أن الشر أسهل، وأن الهدم أهون، وأن التفجير والدم وسيلته ليقول أنا ما أزال على وجه الحياة.
العلم يحمل الحياة للأمام، والجهل يجهد جاهدا ليكسر سبيله، وأن يمنعه من التقدم، وأن يحيل معجزاته، إلى مناطق دوائر شك وخوف وتردد، وتزامن مع ثقافة التخلف والموت.
العلم وسيلته المخترعات، وهدفه رضاء ورخاء الإنسان، والجهل وسيلته الإرهاب، وهدفه تفجير وتصحير وهز حياة البشر، وإعادتهم لمناطق الجهل والخوف، والتشرذم.
مع كل طائرة تتفجر، أتذكر احتدام هذا العداء المريض من الجهل وأهله لقتل كل تقدم مستقبلي للبشرية.
وكم أحزن، ولكني على ثقة ويقين بأن المعجزات العلمية مستمرة، ومتعالية، وأن الإنسان العاقل إلى تقدم ورخاء وسلام، مهما كثر بيننا الجهلة، ومهما ظنوا أن جهلهم يعلو على كل علوم الأمم.
العلم أعظم بكثير، والعلم أسرع بكثير، والعلم أحوط بكثير، فكلما حطم الجهل ذرة، قام العلم بتلافي إمكانية تكرارها، فلا أظن العلم إلا سيدا للموقف، مهما تعالت أماني الجهلة، وخططهم، وشرورهم.
[email protected]