القانون في مكافحة صناع الأمراض والأوبئة

تفاعل
تفاعل

الاثنين - 23 مايو 2016

Mon - 23 May 2016

على أعتاب المؤتمر العالمي الأول لمكافحة التبغ الذي يقام تزامنا مع اليوم العالمي لمكافحة التدخين في 31 مايو، وفي إطار الرؤية الوطنية الشاملة 2030، تترقب الأوساط الطبية صدور وتطبيق اللائحة التنفيذية لنظام مكافحة التدخين في المملكة الصادر بالمرسوم الملكي (م/‏58) بتاريخ 28/‏7/‏1436هـ، والذي يحتوي على عشرين مادة منها، وأهمها مخالفة المدخنين في الأماكن العامة بغرامة قدرها مئتا ريال، فقد أكدت العديد من الدراسات عن تأثير التدخين السلبي وتسببه في العديد من الأمراض، منها الذبحات الصدرية والجلطات القلبية وأزمات الربو.

وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 600 ألف إنسان حول العالم يموتون سنوياً بسببه، ففي دراسة في ولاية نيويورك الأمريكية استمرت لما يقارب من عشر سنوات قارنت فيها بين عدد حالات التنويم للمرضى المصابين بجلطات القلب الحادة قبل وبعد تطبيق قانون منع التدخين في الأماكن العامة فوجدت الدراسة انخفاضاً بما يقارب 8 %، وفي دراسة مشابهة في ولاية إريزونا الأمريكية سجلت انخفاضاً قدره 13 % في تنويم مرضى الجلطات القلبية و33 % في مرضى الذبحات الصدرية و 14 % في مرضى السكتات الدماغية و22 % في حالات الربو.

وكذلك أشارت عدد من الدراسات في فرنسا والدنمارك إلى أرقام مشابهة، وأشارت دراسات أخرى إلى ارتفاع ملحوظ في نسب المقلعين عن التدخين في المدن التي تم تطبيق القانون فيها. وتشكل هذه المادة من النظام طبيباً حاذقاً اصطاد بوادر المرض ومنع عواقبه الوخيمة على الصحة والاقتصاد.

وينص النظام كذلك على منع استيراد ألعاب وحلوى الأطفال التي تشبه السجائر ومنع بيع التبغ لمن هم أصغر من ثمانية عشر عاما وعلى حذف مشاهد التدخين من المسلسلات والأفلام التي تعرض في السعودية ومنع الإعلان أو الترويج للتبغ بأي وسيلة من وسائل الإعلان أو الإعلام في السعودية، وكل ما يشجع على التدخين.

وحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية التي تشير إلى أن الأطفال المدخنين بعمر 13-15 سنة يشكلون 20 % من المدخنين حول العالم، وفي مسح أجرته المنظمة على نفس الفئة العمرية اتضح أن 55 % منهم قد انتبه للتدخين من إعلان تجاري. وتشير إحصائيات المنظمة كذلك إلى أن 50 % من الذين يبدؤون التدخين في فترة المراهقة يستمرون في التدخين لمدة لا تقل عن خمس عشرة سنة بعد ذلك. منع الإعلانات التجارية لشركات التدخين ومنع مشاهد التدخين في المسلسلات والأفلام يقينا بإذن الله من إدمان التبغ وأمراض القلب وأزمات الربو، ومشاهد استهلاكية رخيصة وكاذبة ومتردية في المحتوى الأخلاقي، حيث غالباً ما تدور هذه الإعلانات على الجنس والجسم الرياضي الهزيل من الداخل، والنجاح الزائف الذي حتماً سيتبدل بعد ذلك إلى المرض والهلاك والفشل الذريع.

هذا ويقدم برنامج مكافحة التدخين التابع لوزارة الصحة على موقعهم الالكتروني عدة خدمات منها حجز المواعيد لعيادات الإقلاع عن التدخين في المملكة من خلال خريطة تفاعلية تبين للمدخن أقرب العيادات، وكذلك العيادات المتنقلة، وكذلك استبيان للمدخن لقياس شدة الإدمان على التبغ، والعديد من المواد المقروءة والمرئية عن التدخين وأضراره.

وفي سياق متصل تقوم الجمعيات الخيرية لمكافحة التدخين بتنسيق الجهود فيما بينها من خلال المجلس التنسيقي لجمعيات مكافحة التدخين، وتضم عدة جمعيات على مستوى المملكة، منها جمعية أمان وكفى ونقاء، وتقدم هذه الجمعيات خدمات ودراسات نوعية من خلال عيادات الإقلاع عن التدخين وقياس نسب النيكوتين لدى الطلاب في المدارس من خلال دراسات مسحية تزودنا بأرقام تهمنا كثيراً في مواجهة هذا الوباء القاتل. وبذلك نسعى لتحقيق التعاون الأمثل بين القطاعات الخيرية والحكومية الذي نصت عليه المادة الثانية عشرة من النظام.

كلنا أمل بأن تحد هذه القوانين مجتمعة من الاتجار بأرواح البشر، وأن تعود علينا بالصحة والرفاه.