الوزير والكلاب.. والحيلة
تقريبا
تقريبا
الخميس - 19 مايو 2016
Thu - 19 May 2016
نؤمن بأن «الحيلة فن لا يتقنه إلا الأذكياء»، ونؤمن أيضا بأن «الحيّال شخص نصاب ومحتال».
الحيلة هي فن صناعة «المخارج» للهروب من واقع، أو الانحراف بمسار الأحداث لصالحك.
يقولون إن العرب أهل حيلة وحل، لذلك يحفظ التاريخ الكثير من القصص التي تكشف ذكاء العرب في ابتكار الحيل للنجاة من مواقف صعبة، وبعض قصص الحيلة تكشف الكثير من حقيقة الواقع، بعيدا عن تفاصيل الحيلة أو ذكاء المحتال.
يحكى في كتاب «السياسة والحيلة عن العرب» أن وزيرا كان يكثر حوله الأعداء، لأنه يصدع بالحق كما تنقل كتب التاريخ التي يكثر فيها كذب الرواة، فزاد الوشاية والأعداء على الوزير عند السلطان حتى غضب عليه وأمر بقتله، وكان للسلطان كلاب إذا أراد هلاك أحد ربطه وألقاه إليها فتمزقه، فأمر السلطان بربط الوزير ورميه إلى الكلاب، فطلب الوزير مهلة 10 أيام حتى يوفي ما عليه من ديون ويستوفي ما له ويقسم ماله بين أهله وأولاده، فوافق السلطان بضمانة من أرباب الدولة.
فحمل الوزير 100 دينار وذهب إلى منزل «الكلابزي» الذي يربي الكلاب، فأعطاه النقود وطلب منه أن يمنحه شرف خدمة الكلاب لمدة 10 أيام فقط، فصار الوزير «خادما» وفيا للكلاب يحسن إليها ويطعمها ويلاعبها حتى ألفته وأنست به.
وبعد اليوم العاشر لم ينس أعداء الوزير تذكير السلطان بحكمه بحق الوزير، فطلبه وأمر بربطه ورميه إلى الكلاب، فلما رأته الكلاب دارت حوله وحركت أذنابها ولاعبته وداعبته، فلما رأى السلطان الموقف الذي لم يكن معتادا من الكلاب التي استخدمها للقتل، ولم تكن تفعل شيئا غير تمزيق الضحية، بقي حائرا متعجبا، فأخرج الوزير وقال له: أصدقني القول، لماذا لم تمزقك الكلاب؟ فقال الوزير: خدمت هذه الكلاب 10 أيام فكان منها ما رأيت، وخدمت السلطان أعواما وكان آخرها هلاكي بقول أعدائي، فخجل السلطان من وزيره وعفا عنه وأكرمه وسلمه الأعداء الذين سعوا في قتله، فصفح عنهم الوزير وسامحهم.
(بين قوسين)
عزيزي القارئ.. إذا لم تصدق القصة فلا بد أن تصدق بأن مؤلفها «ذكي» استخدم حيلة «الرواية» ليزرع فينا الوفاء.
الحيلة هي فن صناعة «المخارج» للهروب من واقع، أو الانحراف بمسار الأحداث لصالحك.
يقولون إن العرب أهل حيلة وحل، لذلك يحفظ التاريخ الكثير من القصص التي تكشف ذكاء العرب في ابتكار الحيل للنجاة من مواقف صعبة، وبعض قصص الحيلة تكشف الكثير من حقيقة الواقع، بعيدا عن تفاصيل الحيلة أو ذكاء المحتال.
يحكى في كتاب «السياسة والحيلة عن العرب» أن وزيرا كان يكثر حوله الأعداء، لأنه يصدع بالحق كما تنقل كتب التاريخ التي يكثر فيها كذب الرواة، فزاد الوشاية والأعداء على الوزير عند السلطان حتى غضب عليه وأمر بقتله، وكان للسلطان كلاب إذا أراد هلاك أحد ربطه وألقاه إليها فتمزقه، فأمر السلطان بربط الوزير ورميه إلى الكلاب، فطلب الوزير مهلة 10 أيام حتى يوفي ما عليه من ديون ويستوفي ما له ويقسم ماله بين أهله وأولاده، فوافق السلطان بضمانة من أرباب الدولة.
فحمل الوزير 100 دينار وذهب إلى منزل «الكلابزي» الذي يربي الكلاب، فأعطاه النقود وطلب منه أن يمنحه شرف خدمة الكلاب لمدة 10 أيام فقط، فصار الوزير «خادما» وفيا للكلاب يحسن إليها ويطعمها ويلاعبها حتى ألفته وأنست به.
وبعد اليوم العاشر لم ينس أعداء الوزير تذكير السلطان بحكمه بحق الوزير، فطلبه وأمر بربطه ورميه إلى الكلاب، فلما رأته الكلاب دارت حوله وحركت أذنابها ولاعبته وداعبته، فلما رأى السلطان الموقف الذي لم يكن معتادا من الكلاب التي استخدمها للقتل، ولم تكن تفعل شيئا غير تمزيق الضحية، بقي حائرا متعجبا، فأخرج الوزير وقال له: أصدقني القول، لماذا لم تمزقك الكلاب؟ فقال الوزير: خدمت هذه الكلاب 10 أيام فكان منها ما رأيت، وخدمت السلطان أعواما وكان آخرها هلاكي بقول أعدائي، فخجل السلطان من وزيره وعفا عنه وأكرمه وسلمه الأعداء الذين سعوا في قتله، فصفح عنهم الوزير وسامحهم.
(بين قوسين)
عزيزي القارئ.. إذا لم تصدق القصة فلا بد أن تصدق بأن مؤلفها «ذكي» استخدم حيلة «الرواية» ليزرع فينا الوفاء.