الصدفة تحمي آثار مكة

لم يتمكن المواطن المكي محمد كلكتاوي من إخفاء سعادته وهو يرى قصري كوير في حارة البيبان، والشيخ عبدالله السليمان في حارة جرول، منتصبين مكانهما وسط مساحة كبيرة من أنقاض المنازل التي هدمت في الحارتين. فالمكيون الذين بحت أصواتهم وهم ينادون منذ سنوات للحفاظ على المباني التاريخية في مركزية الحرم المكي، بعث بقاء القصرين ربما صدفة، في نفوسهم أملا بأن عمليات الهدم المستمرة لن تشمل مباني ذات قيمة تاريخية وجمالية

لم يتمكن المواطن المكي محمد كلكتاوي من إخفاء سعادته وهو يرى قصري كوير في حارة البيبان، والشيخ عبدالله السليمان في حارة جرول، منتصبين مكانهما وسط مساحة كبيرة من أنقاض المنازل التي هدمت في الحارتين. فالمكيون الذين بحت أصواتهم وهم ينادون منذ سنوات للحفاظ على المباني التاريخية في مركزية الحرم المكي، بعث بقاء القصرين ربما صدفة، في نفوسهم أملا بأن عمليات الهدم المستمرة لن تشمل مباني ذات قيمة تاريخية وجمالية

الثلاثاء - 25 فبراير 2014

Tue - 25 Feb 2014



لم يتمكن المواطن المكي محمد كلكتاوي من إخفاء سعادته وهو يرى قصري كوير في حارة البيبان، والشيخ عبدالله السليمان في حارة جرول، منتصبين مكانهما وسط مساحة كبيرة من أنقاض المنازل التي هدمت في الحارتين. فالمكيون الذين بحت أصواتهم وهم ينادون منذ سنوات للحفاظ على المباني التاريخية في مركزية الحرم المكي، بعث بقاء القصرين ربما صدفة، في نفوسهم أملا بأن عمليات الهدم المستمرة لن تشمل مباني ذات قيمة تاريخية وجمالية، وأوحت لهم أيضا بنجاح جهود “مبادرة معاذ” التي أطلقها مهتمون للحفاظ على عدد من المواقع والقصور الأثرية في مكة المكرمة.

ويقول كلكتاوي: أسعدنا كثيرا عدم هدم عدد من القصور في مواقع المشاريع الإنشائية الجديدة، وهذا أمر لم نره من قبل، ونأمل بأن ترمم وتفتح أمام الجمهور لتتحقق الفائدة المرجوة من الحفاظ عليها”.

 



أين التسوير

 



ويلاحظ المكي منير اللحياني أن المباني التي لم تهدم لم تسور بعد على غرار مبان تسلمتها هيئة السياحة والآثار من قبل، قائلا:

ننتظر من الجهات المعنية العمل على إبراز تلك المعالم بعد تسويرها والحفاظ عليها، مع ضرورة تحويلها إلى متاحف تستعرض ثقافتنا وحضارتنا الموغلة في القدم، خصوصا أن ملايين الحجاج والمعتمرين يزورون مكة المكرمة سنويا”.



 



جمع القطع



 



ويقترح محمد برناوي أن تبدأ هيئة السياحة من الآن بجمع القطع الأثرية والتاريخية من الآن، إذا ما أرادت تحول تلك المباني والقصور التاريخية إلى متاحف. ويقول: متى ما أعلنت الهيئة عن رغبتها في ذلك، فستجد كثيرين من أبناء مكة المكرمة يساهمون بتبرعات سخية، سواء بالقطع أو المال لشرائها، كما أن ذلك سيتيح فرص عمل كثيرة أكان داخل تلك المواقع أم من خلال الفرص الاستثمارية المصاحبة لها من ترويج وأنشطة تجارية.



 



ظلال الأبراج



 



ويقول عبد الرحمن طاشكندي: طالما أن هيئة السياحة والآثار أخذت على عاتقها مهمة الإبقاء على المواقع الأثرية والتاريخية، فهي ملزمة بالعمل على إبرازها ومنعها من الاختفاء في ظلال الأبراج العالية الاستثمارية التي لم تقدم شيئا للمجتمع المكي، وعلى أمانة العاصمة المقدسة والجهات ذات العلاقة مساعدتها على ذلك”.



 



إعلان وبلاغات





ويبارك نوري أمين الحاج الخطوات الجادة في الحفاظ على آثار مكة المكرمة وتاريخها، ويرى أنه لا يزال هناك كثير من المواقع التاريخية المهملة، خصوصا خارج نطاق المدينة، مطالبا هيئة السياحة بأن ترصدها وتبحث عنها عبر إعلانات وستصلها بلاغات من مختلف الأنحاء. كما يقترح أن يتم العمل على تهيئة العديد من المواقع التاريخية والتي لا تحوي آثارا عينية وهي كثير، والعمل على التعريف بها تاريخيا.



 



برنامج العناية



 



وتوصلت “مكة” مع مدير فرع الهيئة في مكة المكرمة محمد العمري لأخذ رأيه في الموضوع، إلا أنه طالب بأن يكون التواصل عبر البريد الالكتروني، وبالفعل راسلته الصحيفة منذ ما يقارب الأسبوع ولم يصل الرد إليها، في حين لم يجب على اتصالاتها أكثر من مرة.

وكانت الهيئة العامة للسياحة والآثار أطلقت برنامج “العناية بمواقع التاريخ الإسلامي” الذي يختص بمواقع ‏التاريخ الإسلامي المرتبطة بالسيرة النبوية ‏وعصر الخلفاء الراشدين، ويعمل على متابعة ومراجعة التقارير الخاصة بهذه المواقع، والمشاركة في الإشراف على مشاريع الترميم والتأهيل ‏والصيانة، وكذلك وضع خطط لحمايتها.

كما يهدف إلى توظيف تلك المواقع بالطريقة المثلى ‏التي تبرز ظهور ‏رسالة الإسلام الخالدة وسيرة الرسول صلى الله عليه ‏وسلم والخلفاء ‏الراشدين.



 



.. والأمين لـ »مكة«: الحفاظ عليها بتوجيهات



 



أكد أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار أن عدم إزالة المباني التاريخية الواقعة ضمن خارطة المشاريع التطويرية ليس من قبيل الصدفة، بل يقع ضمن مشروع يهدف إلى المحافظة على الآثار التاريخية في مكة المكرمة، بتوجيه من الهيئة العامة للسياحة والآثار التي تواصل العمل الدؤوب للحفاظ على المباني التاريخية التي تحمل طابعا عمرانيا جيدا. وأضاف: هناك دراسة كاملة ومقننة ترسم ملامح المستقبل لتطوير هذه المباني والاستفادة منها بتنسيق وتعاون مشترك بين هيئة السياحة وأمانة العاصمة المقدسة التي تعكف حاليا على وضع الأسس القويمة للمحافظة على هذا الإرث التاريخي، وسيعقد اجتماع ثنائي لتأطير تنفيذ المشروع خلال الفترة المقبلة.





.. ونجاح جزئي لمبادرة معاذ





أكد الدكتور فايز صالح جمال أحد المهتمين والمدافعين عن بقاء الآثار المكية، نجاح «مبادرة معاذ» بالتعاون مع عدة جهات على رأسها الهيئة العامة للآثار والسياحة، موضحا أن المبادرة تُعنى بالآثار والمعالم التاريخية، ومن أبرز تلك القصور التي تم الحفاظ عليها مؤخراً قصر كوير في حي البيبان، وقصر الشيخ عبدالله السليمان في حي جرول. وأشار جمال إلى أن المبادرة تطالب بإعادة بناء مسجد الراية، وأسواق المدعى، إلى جانب ترميم مسجدي الفتح والحديبية، وتطوير المنطقتين المحيطتين بهما، مؤكدا أن أهداف المبادرة لن تقف عند ذلك وستعمل على المحافظة على أي مواقع تاريخية بخلاف ما سبق طالما تم التأكد من تاريخ تلك المواقع وأنها تحمل الصفة الأثرية. وتمنى جمال أن يتعاون أفراد المجتمع المكي في الحفاظ على تاريخ وإرث الأجداد.





الغامدي يقترح إنشاء سينما في مكة والمدينة





اقترح رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة مكة المكرمة سابقا الدكتور أحمد بن قاسم الغامدي، إنشاء صالات للسينما في مواقع الآثار الإسلامية في مكة المكرمة والمدينة المنورة وغيرها من المواقع، بقصد توعية الحجاج وتعريفهم بتلك الآثار، وما هو جائز حولها وما لا يجوز شرعاً. وأضاف: هذا مجرد اقتراح وهو قابل للتعديل والتطوير والأخذ به من عدمه، هو أمر يرجع إلى الجهات المختصة، التي أتمنى عليها أن تنظر في حال تلك المواقع وتهيئتها بما يحافظ على سلامة الحجاج والمعتمرين والزوار، ويحافظ أيضاً على سلامة عقيدتهم، بالتوعية والتثقيف بالبدع التي تحدث يومياً عند تلك الآثار. وزادالغامدي: بالإمكان تسليم تلك المواقع لمستثمرين يطورونها بصالات سينمائية أو شاشات عرض تعرض أفلاماً وثائقية بعدة لغات، تستعرض تاريخ الأثر الإسلامي، مع مراعاة استعراض الأحكام الشرعية، على أن يشترط على المستثمر أن يكون تطوير تلك المواقع متكاملاً.

وعد أن الوضع الراهن لمواقع الآثار والتاريخ الإسلامي لا يسر كما هو الحال في جبال النور وثور والرحمة لوعورة الوصول إليها.

وعن المحافظة على الآثار التاريخية المجتمعية غير تلك المرتبطة بالتاريخ الإسلامي القديم، قال الغامدي: لا حرج في ذلك مع ضرورة التأكد من المصداقية التاريخية، والعمل على توضيح ذلك لزائريها، والمصلحة الأهم أوجب، إما بالإبقاء أو الإزالة.



 



مسجد الراية





هو من المساجد التي صلى بها النبي صلى الله عليه وسلم، وبناه في المرة الأولى عبدالله بن العباس بن علي بن عبدالله بن عباس، ثم بناه بعد ذلك الخليفة المستعصم العباسي سنة 640هـ، وعمّره بعد ذلك الأمير قطلبك الحسامي المنحلي سنة 801هـ، ثم بُني بناءً حديثًا في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، قبل أن يهدم لصالح مشاريع توسعة الحرم المكي الشريف.



 



سوق المدعى



 



سوق المدعى أحد أسواق مكة المكرمة، يبلغ عمره الزمني أكثر من قرن. يقع السوق في الناحية الشمالية من المسجد الحرام من جهة باب السلام، وهو سوق تجاري طور في العهد العثماني وتم تسقيفه أسوة بكثير من الأسواق في البلاد الإسلامية آنذاك. وقيل إنه سمي بذلك لأنه المكان الذي يقف عنده الحاج فيرى منه المسجد الحرام فيدعو الله بما فتح عليه، وعن طريق المدعى يدخل الناس المسجد الحرام عن طريق باب السلام، حيث كان المسجد الحرام محاطا بالمنازل، فهو مكان مرتفع ترى الكعبة عند الوقوف عليه، وقد أدخل سوق المدعى في توسعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتوسعة الحرم المكي الشريف وتمت إزالته بالكامل، وأدخل ضمن الساحات الشمالية من المسجد الحرام..



 



مسجد الفتح





المسجد كان عبارة عن حجارة مرصوصة على ارتفاع متر واحد تقريبا، تحيط جميع جهاته، ولذلك كان يسمى بالقصير نسبة لارتفاعه البسيط، ومساحته الإجمالية 300 متر مربع، وهجر المسجد فترة من الزمن حتى تم تجديده عام 1420 .



 



مسجد الحديبية



يقع في منطقة الحُدَيْبيَّة على طريق جدة القديم الذي يعرف اليوم بالشميسي، لأن رجلا بهذا الاسم حفر بئرا فيها، فنُسِب إليه. ثم أُطلق الاسم على المنطقة التي تبعد عن المسجد الحرام نحو 25 كلم. وقيل سمي بذلك لبئر هناك عند مسجد الشجرة التي بويع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تحتها، وقيل بشجرة حدباء كانت هناك، وفي هذه المنطقة في السنة السادسة للهجرة تمت بيعة الرضوان تحت الشجرة، وفيها في نفس السنة كان الصلح بين رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والمشركين لعشر سنين وكتبه علي ابن أبي طالب رضي الله عنه، لكن نقضه المشركون بعد سنتين مما عَجَّلَ بفتح مكة، وهذا الصلح معروف بصلح الحديبية.