أحمد حسن الأحمدي

ما قبل انطلاق رؤية 2030

تفاعل
تفاعل

الجمعة - 06 مايو 2016

Fri - 06 May 2016

المضي قدما نحو تحقيق رؤية 2030 لن يمر عبر التحديات الاقتصادية فقط، بل وتحديات اجتماعية نحن بأمس الحاجة للإشارة إليها حتى لا تتحول إلى عوائق في المستقبل.

واقع المجتمع السعودي اليوم يرزح تحت تاريخ طويل من «الممارسات العبثية» التي تجاوزت قدرة كل الضوابط والأنظمة على كبح جماحها، وبالتالي عرقلة مسيرة التنمية لسنوات عديدة. هذه الممارسات العبثية في الاقتصاد الفردي والأسري أدت إلى فوضى استهلاكية للموارد الشحيحة بما يزيد عن حاجة كل فرد أكثر من ثلاثة أضعاف، فنحن نهدر ثلث ما يتم استيراده من الطعام ( 50 مليار ريال) بما فيها 700 ألف طن من الأرز سنويا! والفرد السعودي يستهلك من الطاقة ما يزيد بنسبة 45% عن معدل الاستهلاك العالمي للفرد. كما ينفق أفراد مجتمعنا أكثر من 30% من مدخولهم في الكماليات.

هذه الممارسات العبثية في الثقافة والفكر أدت لخلق أزمات اجتماعية وأمنية بل واقتصادية بسبب انغلاق أتباعها على أنفسهم وسيطرتهم على المجتمع باسم الدين، وأصبح المجتمع في عزلة طويلة شذت به عن الركب فذابت حبال قيودهم مع تقدم الزمن واكتشفنا كمجتمع أننا متأخرون في قضايانا الفكرية والثقافية الاجتماعية (الطائفية، العنصرية، قيادة المرأة للسيارة..) وعاجزون عن التواصل فيما بيننا فضلا عن التواصل مع الآخرين. في 2030 سيكون هناك مزيج ثقافي واجتماعي نحن بأمس الحاجة إليه لخلق بنية فكرية تواكب العصر الذي نعيش فيه ويتناغم مع المحركات التنموية الأخرى الاقتصادية والاجتماعية.

العبث الأخلاقي والسلوكي الملاحظ اليوم في الشارع وفي قنوات التواصل الاجتماعي والهوس بمخالفة الأنظمة والقوانين والتعدي على حقوق الآخرين وغياب مفهوم «احترام حقوق الآخرين» بغض النظر عن جنسهم وأعراقهم ودياناتهم تقيد روح التطور والتفاعل والتكامل في المجتمع السعودي وتنأى به بعيدا عن سلوكيات المجتمع المتحضر وفق المعايير العالمية.

عشوائية كثير من القطاعات الحكومية وبيروقراطياتها ساهمت في تأخر التطور العمراني (بنى تحتية، تنظيم عمراني نموذجي..) والخدمي مما أدى لتفشي حالة من الإحباط العام لدى أفراد المجتمع.