نزيلات دار ضيافة جدة أحلام وطموحات خارج العائلة

الأربعاء - 04 مايو 2016

Wed - 04 May 2016

ما أقسى تلك القصص والروايات التي قادت بعض الفتيات والسيدات إلى دار الضيافة للفتيات التابعة للشؤون الاجتماعية بجدة! فمن بطش الأب وعضله، إلى ظلم الإخوة وذوي القربي، وبطش زوجات الأب، أو رفض العائلة تسلم ابنتها بعض قضاء محكوميتها.

كل نزيلة تحمل همومها وطموحها وأحلامها، وكلها خارج إطار العائلة التي قست وتجبرت.

«مكة» زارت الدار والتقت بعدد من نزيلاتها ومنسوباتها، ودارت طلبات النزيلات حول الرغبة في الزواج، وإكمال التعليم والتوظيف، واستخراج أوراق ثبوتية.

وعلى الرغم من بساطة مطالبهن إلا أنهن حرمن منها من قبل ذويهن دون أسباب منطقية، بل تعرضن للتعنيف والأذى الجسدي واللفظي – بحسب رواياتهن– إلى جانب عدم تقبل أهاليهن لهن ورفضهم استلامهن، ظنا منهم أن تلك الدار هي دار عقابية وليست تأهيلية وإصلاحية، لكنهن يقابلن ذلك بتفاؤل وأمل ربما يفوق أمل أخريات حظين بحياة أفضل.

وتقول مديرة الدار التابعة للشؤون الاجتماعية نسرين محمود لـ»مكة»: خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة تزوجت أربع من المقيمات بالدار برغبتهن، وأعيدت فتاة إلى والدها، وسنزف فتاتين بعدما تعرضتا للعضل من أهاليهن، لافتة إلى أن المجتمع يجب أن يعي أن الدار ليست تأديبية أو ذات أسوار كالسجون، وأن كل فتاة تدخل هناك هي بمثابة السجينة، لأن الدار تقف مع الفتيات لمساعدتهن وليس عقابهن.

خطة علاجية

وتوضح الأخصائية النفسية داخل الدار سميرة سويد أن كل حالة لها خطة علاجية خاصة بها تتناسب مع حالتها، ويتم ذلك فور وصول الفتاة بعرضها على الأخصائية الاجتماعية.

مشكلات نفسية

وتؤكد الأخصائية الاجتماعية ونائبة مديرة الدار ليلى الزهراني أن 90 % من حالات الفتيات الاجتماعية والتي أوصلتهن للدار هي ترسبات نفسية قديمة بسبب الوضع العائلي الذي كن يعشنه، مشيرة إلى أن حالاتهن في الوقت الراهن مستقرة. وتضيف: نتقبل النزيلة مهما كانت قضيتها، وبمجرد وصول الحالة إلى الدار نضع خططا بما يتناسب معها، وبحسب رغبتها لحل قضيتها.