جامعاتنا وحفلات التخريج.. كذب صراح!
الثلاثاء - 03 مايو 2016
Tue - 03 May 2016
مسيرات تظهرها جامعاتنا للإعلام، يرتدي فيها أولئك الطلاب والطالبات أردية موحدة، ويقومون بالسير أمام راعي ذلك الحفل، إيهاما بتخرجهم.
الواقع خلاف ذلك؛ فالحفل يقام قبل انتهاء العام الدراسي بنحو شهرين، فبعض الجامعات أقامتها مطلع الشهر الجاري، مما يعني أن جميع أولئك لم يتخرجوا بعد فهم في منتصف الفصل الدراسي تقريبا.
والأغرب من ذلك أن بعضا منهم لن يتخرج بنهاية العام الذي التحق فيه بالمسيرة ولبس ذلك الرداء بل يلزمه أخذ فصل صيفي لاحقا ليتخرج!
منظر يتكرر في كل عام وبشكل علني والكل صامت وكأنه مقر لما يجري، مما دعاني لمهاتفة أحد المسؤولين ففوجئت بأنه يتفق معي تماما، وأنه طالب بأن يكون الحفل بداية كل عام، ولم يؤخذ برأيه بحجج غير مقنعة إطلاقا (بحسب قوله)، فالبعض قال إن الطلاب لن يحضروا جميعا، فرد عليهم بأن هذا أفضل ؛ فالطلاب بالآلاف ووجودهم جميعا يسبب ربكة كبيرة وحرجا شديدا في التنظيم، وللعلم فإن شطر الطالبات في بعض الجامعات يقيم حفلات لأيام متعددة نظرا للكم الهائل من الخريجات!
ومما يزيد في الغرابة هو ذلك التمثيل المصطنع الذي يتمثل في اصطحاب غلاف يوهم المشاهد أنها شهادة التخرج، بينما الواقع أن ذلك مجرد إيهام، وممارسة صريحة للكذب العلني، بعلم من جميع الحاضرين!
وفي تصوري أنها فرصة مواتية لمعالي وزير التعليم الجديد الدكتور أحمد بن محمد العيسى أن يضع حدا لهذه المسرحيات الهزلية التي تكرر نفسها وفي أماكن متعددة بفصولها ومشاهدها؛ بحيث لا يحتفى إلا بمن تخرج حقيقة ونال شهادته فعلا، ولو تأخر ذلك قليلا، المهم أن يكون خريجا بالفعل، وهذا أمر متبع في معظم جامعات العالم، فاللباس ليس مقصودا بذاته ولكن أهم مشهد في الحفل هو استلام شهادة التخرج.
ومما استلفتني هو وجود هذه المسرحيات في مدارس التعليم العام أيضا، الحكومية والأهلية على حد سواء؛ فهي تقيمها هذه الأيام (قبل الاختبارات النهاية)، في مشهد غير مستساغ ؛ فالنتائج تعلن بعد انتهاء الاختبارات بيوم أو يومين على الأكثر، مما ينفي أسباب الاستعجال، فما المانع أن تقام بعد إعلان النتائج مباشرة، وظهور النتائج بالترتيب والتقدير فينال حينها كل طالب وطالبة ما يستحقه من التكريم بحسب درجاته ومعدله.
إن من المشاهد أن هذه الحفلات باتت صورية وما يتخللها من فعاليات هي شكلية محضة، والواقع يخالفه جملة وتفصيلا، والوزارة معنية بالمصداقية، ولا أعتقد أن مثل هذه الشكليات تعنيها بحال.
ليت الوزارة تصدر تنظيما دقيقا بشأن حفلات التخريج، من حيث الزمان والتكاليف والمكان وما يقدم فيها، فالبعض مكلف جدا وتظهر فيها مشاهد الإسراف والتبذير إلى درجة البذخ، وأهم ذلك الواقعية؛ فلا يحتفى إلا بالمتخرج حقيقة لا مجازا(في حكم الخريج).
وقد كان إلى وقت قريب يذكر أن المحتفى بهم هم طلاب متوقع تخرجهم، لكن يبدو أن ذلك تلاشى، فانتقلت العملية لتمثيل صراح للكذب البواح، فهم في أيامنا هذه خريجون، وللعباءات يلبسون ولشهادات وهمية يحملون، ونشاهدهم وفي المسيرات يسيرون، وهم في الواقع واهمون وللتمويه يمارسون!
إن من المفترض ألا تقام هذه الحفلات إلا بعد التخرج التام، وبعد اجتياز جميع المقررات، وحينها يمكن إطلاق لفظ خريج استحقاقا.
فهل نطمع في تنظيم وزاري دقيق وصارم يكون من شأنه إيقاف هذه المسرحيات، والقضاء على جميع مظاهر الإسفاف والإسراف في حفلات التخريج؟!
الواقع خلاف ذلك؛ فالحفل يقام قبل انتهاء العام الدراسي بنحو شهرين، فبعض الجامعات أقامتها مطلع الشهر الجاري، مما يعني أن جميع أولئك لم يتخرجوا بعد فهم في منتصف الفصل الدراسي تقريبا.
والأغرب من ذلك أن بعضا منهم لن يتخرج بنهاية العام الذي التحق فيه بالمسيرة ولبس ذلك الرداء بل يلزمه أخذ فصل صيفي لاحقا ليتخرج!
منظر يتكرر في كل عام وبشكل علني والكل صامت وكأنه مقر لما يجري، مما دعاني لمهاتفة أحد المسؤولين ففوجئت بأنه يتفق معي تماما، وأنه طالب بأن يكون الحفل بداية كل عام، ولم يؤخذ برأيه بحجج غير مقنعة إطلاقا (بحسب قوله)، فالبعض قال إن الطلاب لن يحضروا جميعا، فرد عليهم بأن هذا أفضل ؛ فالطلاب بالآلاف ووجودهم جميعا يسبب ربكة كبيرة وحرجا شديدا في التنظيم، وللعلم فإن شطر الطالبات في بعض الجامعات يقيم حفلات لأيام متعددة نظرا للكم الهائل من الخريجات!
ومما يزيد في الغرابة هو ذلك التمثيل المصطنع الذي يتمثل في اصطحاب غلاف يوهم المشاهد أنها شهادة التخرج، بينما الواقع أن ذلك مجرد إيهام، وممارسة صريحة للكذب العلني، بعلم من جميع الحاضرين!
وفي تصوري أنها فرصة مواتية لمعالي وزير التعليم الجديد الدكتور أحمد بن محمد العيسى أن يضع حدا لهذه المسرحيات الهزلية التي تكرر نفسها وفي أماكن متعددة بفصولها ومشاهدها؛ بحيث لا يحتفى إلا بمن تخرج حقيقة ونال شهادته فعلا، ولو تأخر ذلك قليلا، المهم أن يكون خريجا بالفعل، وهذا أمر متبع في معظم جامعات العالم، فاللباس ليس مقصودا بذاته ولكن أهم مشهد في الحفل هو استلام شهادة التخرج.
ومما استلفتني هو وجود هذه المسرحيات في مدارس التعليم العام أيضا، الحكومية والأهلية على حد سواء؛ فهي تقيمها هذه الأيام (قبل الاختبارات النهاية)، في مشهد غير مستساغ ؛ فالنتائج تعلن بعد انتهاء الاختبارات بيوم أو يومين على الأكثر، مما ينفي أسباب الاستعجال، فما المانع أن تقام بعد إعلان النتائج مباشرة، وظهور النتائج بالترتيب والتقدير فينال حينها كل طالب وطالبة ما يستحقه من التكريم بحسب درجاته ومعدله.
إن من المشاهد أن هذه الحفلات باتت صورية وما يتخللها من فعاليات هي شكلية محضة، والواقع يخالفه جملة وتفصيلا، والوزارة معنية بالمصداقية، ولا أعتقد أن مثل هذه الشكليات تعنيها بحال.
ليت الوزارة تصدر تنظيما دقيقا بشأن حفلات التخريج، من حيث الزمان والتكاليف والمكان وما يقدم فيها، فالبعض مكلف جدا وتظهر فيها مشاهد الإسراف والتبذير إلى درجة البذخ، وأهم ذلك الواقعية؛ فلا يحتفى إلا بالمتخرج حقيقة لا مجازا(في حكم الخريج).
وقد كان إلى وقت قريب يذكر أن المحتفى بهم هم طلاب متوقع تخرجهم، لكن يبدو أن ذلك تلاشى، فانتقلت العملية لتمثيل صراح للكذب البواح، فهم في أيامنا هذه خريجون، وللعباءات يلبسون ولشهادات وهمية يحملون، ونشاهدهم وفي المسيرات يسيرون، وهم في الواقع واهمون وللتمويه يمارسون!
إن من المفترض ألا تقام هذه الحفلات إلا بعد التخرج التام، وبعد اجتياز جميع المقررات، وحينها يمكن إطلاق لفظ خريج استحقاقا.
فهل نطمع في تنظيم وزاري دقيق وصارم يكون من شأنه إيقاف هذه المسرحيات، والقضاء على جميع مظاهر الإسفاف والإسراف في حفلات التخريج؟!