قصر العابدية عبق المكان وعراقة الماضي
ما يميز قصر العابدية، أنه يحتلُ موقعا جغرافيا مهما داخل مدينة مكة المكرمة، حيث يشرف على حدود حد الحرم، ما جعل جزءا منه داخلها، والجزء الآخر حظي بجانب من الحِل، إضافة إلى إطلالته التي تظهر صلابة وقوة البناء، وتتمثلان في توشحه بجمال أخاذ
ما يميز قصر العابدية، أنه يحتلُ موقعا جغرافيا مهما داخل مدينة مكة المكرمة، حيث يشرف على حدود حد الحرم، ما جعل جزءا منه داخلها، والجزء الآخر حظي بجانب من الحِل، إضافة إلى إطلالته التي تظهر صلابة وقوة البناء، وتتمثلان في توشحه بجمال أخاذ
الثلاثاء - 25 فبراير 2014
Tue - 25 Feb 2014
ما يميز قصر العابدية، أنه يحتلُ موقعا جغرافيا مهما داخل مدينة مكة المكرمة، حيث يشرف على حدود حد الحرم، ما جعل جزءا منه داخلها، والجزء الآخر حظي بجانب من الحِل، إضافة إلى إطلالته التي تظهر صلابة وقوة البناء، وتتمثلان في توشحه بجمال أخاذ
هناك على ملامح القصر تبرز التركيبة العمرانية المكونة من الصخر والطين وعدد من جذوع الأشجار الضخمة، التي تأبى إلا أن تظل متشبثة بزواياه حتى اليوم
ولادة هذا القصر ولبنته الأولى جاءت على يد الشريف سعد بن زيد، حيث يعود إنشاؤه إلى مئات السنين
وادي عرنة الذي يطل عليه قصر العابدية ويتقاسم معه الحضارة المكية، أحد الأودية «الفحول»، التي توثبت على أذيالها ومضت في بطونها السيول الجارفة، وفي حين يحتضن تاريخ الأرض حضارة القصر الممتزجة مع القيم والمبادئ والذوق الاجتماعي، يأتي الطراز العمراني العربي وقد تزّيا بالجودة والجمال، فالمادة التي رُكب منها القصر، تشهد تراتب الحجارة المحكم، التي أوكلت لنفسها سلطة الحماية فأولته عنايتها وعلى أكمل وجه أدت دورها في حماية جدرانه وحفظها
هناك أمر آخر توشح به القصر، ألا وهو الملامح العسكرية، حيث تحيط به عشرات الجبال، وتتمركز حوله أبراج المراقبة العسكرية القديمة منتحلة رداء الرقيب، فهي تسلط عينها اليقظة وقرونها الحدِسة على أي متسلل يبطِن نية تملك القصر والاستيلاء عليه
ومن جعبة الماضي البعيد، تفوح نسائم الريف المكي حين كان «الأشراف» آنذاك يمتهنون الخروج إليه للاستراحة والاستجمام، خاصة مع حضور الصيف، حيث جمال الطبيعة والهدوء ووفرة الماء العذب، وقد ظلت هذه البقعة إلى وقت قريب مقصدا لسكان مكة يخرجون إليها للتنزه وقضاء أوقات فراغهم بعيدا عن الضوضاء
كما يرتبط القصر ارتباطا وثيقا «بعين العابدية» التي تنبع من جوف «وادي نعمان» وتنحدر ماؤها إليه باتجاه هندسي عمراني أثري، عائد في مضمونه ومظهره إلى العصور القديمة، التي كان يتوافد فيها الحجاج من «اليمن» للشرب والسقيا إلى جانب توفير زادهم لرحلتهم الطويلة