كيف تواجه مخاطر الألعاب الالكترونية على الأطفال؟

الاثنين - 18 أبريل 2016

Mon - 18 Apr 2016

يحذر خبراء التربية من مخاطر الألعاب الالكترونية التي تحولت إلى مرب جديد للأطفال، وحلت بديلة عن الآباء الذين انشغلوا هم أيضا بالتقنيات الحديثة، مما يمثل خطورة كبيرة على تربية الأجيال، ويقدمون حزمة من النصائح لمواجهة هذه المخاطر.

مشكلة غياب الرقابة

ويقول المستشار النفسي والأسري جزاء المطيري إن الألعاب الالكترونية أصبحت تشغل الأسرة بأكملها، ويقضي الأطفال معها فترات طويلة، وفي الصيف تصل المدة التي يقضيها الأطفال مع تلك الألعاب إلى 10 ساعات متواصلة يوميا دون توجيه أو رقابة، وهذا الأمر فيه خطورة كبيرة على الأطفال طبيا. وقد توصلت دراسة حديثة أجرتها جامعة بازل السويسرية على 600 طفل يمارسون الألعاب الالكترونية إلى أن الأطفال الذين يمضون أكثر من ثلاث ساعات يوميا أو يشاهدون القنوات الفضائية الخاصة بالأطفال معرضون للإصابة بأعراض الاكتئاب أكثر من غيرهم بشكل واضح، فضلا عن الأمراض النفسية والصحية، مؤكدا أن أكثر من 90 % من الأمراض العضوية التي تصيب الأطفال ناتجة من عدم الاستقرار النفسي الناتج عن ممارسة الألعاب، لما فيها من مناظر ومحفزات تنعكس سلبا على نفسيات وسلوك ومشاعر الأطفال.

أمراض الألعاب الالكترونية

ويشير المطيري إلى أن هناك دراسات طبية ونفسية تؤكد أن ممارسة هذه الألعاب لفترات طويلة خلال اليوم تزيد من إصابة الأطفال بأمراض الجهاز العضلي والعظمي، إلى جانب الإصابة بالرعاش وآلام المفاصل، وإجهاد العينين.

وأكد المطيري أن شخصيات أطفالنا تتغير بشكل ملحوظ في الإجازات الصيفية نتيجة قضائهم معظم الوقت في ممارسة اللعب بجهاز (البلايستيشن)، كما أن بعض الأسر تخصص أجهزة الكترونية لأطفالها للعب ليلا ونهارا للتخلص من إزعاجهم، وهي لا تعلم أنها تدمر عقولهم ونفسياتهم، «لذلك ينبغي تفعيل أدوارنا في الرقابة والمتابعة لحمايتهم من مضارها الصحية والنفسية والاجتماعية، ومنها انعزال الأطفال عن أسرهم وعن المجتمع الخارجي، والانغماس في الخيال ونبذ الواقع، والشرود الذهني، وأحلام اليقظة، والعدوانية والعنف، والعصبية والتوتر، والقلق والاكتئاب، والسمنة المفرطة، والكسل والخمول، وجمود التفكير، وقتل الإبداع، وضعف النظر، والصداع والإعياء».

ويدعو المطيري إلى تخصيص مساحة معقولة من الوقت للاستمتاع بالألعاب، مع الاختيار الدقيق لماهية الألعاب وموافقتها الشرعية والتربوية والاجتماعية. واقترح تقليل ساعات اللعب، واختيار نوعية اللعبة وعدم استخدام أسلوب التعنيف أو الضرب أو المنع بشكل مباشر، ومن الأفضل فتح باب الحوار معهم وإشراكهم في اتخاذ القرارات التي تختص بالأسرة.

حسن التوجيه ومراقبة السلوك

وتقول الكاتبة هوازن الزهراني إن الأجهزة الذكية هي الخطر القادم الذي يهدد مستقبل وبراءة أجيالنا، وقد أصبح الكثير من أولياء الأمور يعاني من هذه الألعاب التي تحمل طابع العنف وهدم القيم الأخلاقية في المشاهد المنتشرة في اليوتيوب وغيره من المواقع التي تُمكن الطفل من مشاهدة الأفلام الإباحية أو الألفاظ البذيئة وكل ما يشوه عقليته وينتهك طفولته، وقد تعرضه للاستغلال الجنسي.

وتدعو الزهراني أولياء الأمور لإشباع أطفالهم عاطفيا وتعزيز ثقتهم بأنفسهم لبناء شخصياتهم بشكل صحيح، ومراقبة سلوكهم ومعرفة أصدقائهم حتى لا يقعوا فريسة لجماعات متطرفة، وتجنب الصوت العالي في توجيههم، ونشر الوعي في المدارس بين الطلاب والطالبات، ومشاركتهم في الأنشطة الحركية والأعمال التطوعية، وترسيخ القيم الدينية والأخلاقية لديهم، وخاصة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام في وسائل الإعلام والمدارس، وغرس روح الوطنية وحب الوطن في أطفالنا.