تنصير منظم يخرج مليوني إندونيسي من الإسلام سنويا

يعتصر قلب المواطنة الإندونيسية عزيزة محمد، ألَمان: ألم خروج أعداد كبيرة من مواطنيها عن ملة الإسلام ليدخلوا في النصرانية، وألم الصورة التي يقدمها سياح عرب مسلمون عن دينهم عندما يسيحون في بلدها. فإندونيسيا التي تعتبر أكبر بلد إسلامي في العالم (230 مليونا)، تشكل هدفاً للإرساليات المسيحية التي تعمل ليل نهار على تنصير الناس هناك حتى غدا الأمر ظاهرة تقلق مواطنين ومؤسسات إسلامية.

يعتصر قلب المواطنة الإندونيسية عزيزة محمد، ألَمان: ألم خروج أعداد كبيرة من مواطنيها عن ملة الإسلام ليدخلوا في النصرانية، وألم الصورة التي يقدمها سياح عرب مسلمون عن دينهم عندما يسيحون في بلدها. فإندونيسيا التي تعتبر أكبر بلد إسلامي في العالم (230 مليونا)، تشكل هدفاً للإرساليات المسيحية التي تعمل ليل نهار على تنصير الناس هناك حتى غدا الأمر ظاهرة تقلق مواطنين ومؤسسات إسلامية.

الجمعة - 21 فبراير 2014

Fri - 21 Feb 2014



يعتصر قلب المواطنة الإندونيسية عزيزة محمد، ألَمان: ألم خروج أعداد كبيرة من مواطنيها عن ملة الإسلام ليدخلوا في النصرانية، وألم الصورة التي يقدمها سياح عرب مسلمون عن دينهم عندما يسيحون في بلدها. فإندونيسيا التي تعتبر أكبر بلد إسلامي في العالم (230 مليونا)، تشكل هدفاً للإرساليات المسيحية التي تعمل ليل نهار على تنصير الناس هناك حتى غدا الأمر ظاهرة تقلق مواطنين ومؤسسات إسلامية.

إلا أنهم على الرغم من هذا القلق، لا تزيد جهودهم عن مؤتمر يوصي بحملة إعلامية، أو يطلقون حملة على مواقع التواصل الاجتماعي لينقذوا شخصاً من الغرق في الشرك

وعلى الرغم من أن زائر جاكرتا يرى المساجد تملأ الأرجاء والأذان يصدح من مآذنها 5 مرات في اليوم والليلة، يصعب عليه أن يحدد الهوية الإسلامية للناس الذين اكتسبوا عادات لا تمت إلى الإسلام بصلة، إن كان لناحية لباسهم أو هيئتهم أو حتى تصرفاتهم

وعندما يحاول الزائر التعمق في تفاصيل حياة الإندونيسيين تأتيه الصدمة على لسان عزيزة: نحو ملوني مسلم ومسلمة في إندونيسيا يعتنقون المسيحية سنوياً، نتيجة للأوضاع الاجتماعية التي يعيشونها، على حد قولها.





أسباب وفئات



تفصل عزيزة أحمد، وهي مسؤولة عن السياح العرب والمسلمين في شركة بجاكرتا، الفئات المتنصرة كالآتي:



الأولى: معظمها من فتيات يخرجن من قراهن الفقيرة للعمل في المناطق السياحية، فيتعرّفن على شبّان من دول أوروبية، ثم يغيرن دينهن ليتمكنّ من الارتباط والزواج بهم

الثانية: أشخاص يبحثون عن الحرية بعيداً عن الأحكام الشرعية، في ظل عدم وجود قوانين أو أنظمة تمنع المواطن الإندونيسي من تغيير دينه والدولة لا تتدخل في ذلك مطلقاً، وكذلك الأمهات والآباء لا يتدخلون في هذا الأمر

الثالثة: أشخاص وهم قلة، يلتقون بسيّاح قادمين من دول إسلامية، فيفاجؤون بسلوكيات بعضهم وتجاوزاتهم للشرعية خلافا للانطباع السائد هنا بأن العرب مسلمون ملتزمون بدينهم ولا يرتكبون. الفواحش وهم قدوة للإندونيسيين، وبالتالي يكون لذلك رد فعل معاكس لدى من يلتقي بهم من الإندونيسيين فيتحول إلى التنصر. وتعزو عزيزة تنامي تلك الظاهرة إلى سببين رئيسيين هما:



1- أوضاع اقتصادية صعبة في ظل كثافة سكانية كبيرة، تدفع بفتيات إلى الزواج من مسيحيين أثرياء.

2- حركة تنصير منظمة تنفذها إرساليات مسيحية، لا تقابل بجهود مماثلة من المنظمات الإسلامية الرسمية. وإذ تشير عزيزة إلى أن حركة التنصير تحصل بنسبة كبيرة في الجزر السياحية بعكس جاكرتا، تلفت إلى أن هناك أفرادا من ديانات أخرى يعتنقون الإسلام بغرض الزواج من فتيات مسلمات بعد علاقات عاطفية، إلا أنهم قليلون جداً.





8 دعاة للمواجهة



وما تحدثت عنه عزيزة، تؤكده “رابطة العالم الإسلامي” في بحث حصلت “مكة” على نسخة منه، بأن إندونيسيا كانت، ولا تزال، تواجه نشاطاً تنصيرياً واسعاً عن طريق التعليم والمجالين الصحي والاجتماعي بهدف استقطاب أكبر قدر ممكن من المسلمين إلى اعتناق المسيحية

وتجيب “إدارة الدعوة” في الرابطة، على سؤال عن خططها للتصدي للتنصير بأن عدد الدعاة التابعين للرابطة في إندونيسيا لا يتجاوز الثمانية، يتركز عملهم على عقد دورات تدريبية مستمرة تستهدف أئمة المساجد والدعاة الإندونيسيين

ويؤكد عضو في اللجنة الإعلامية بالمؤتمر العالمي الثالث للإعلام الإسلامي الذي عقد في جاكرتا العام الماضي، أن أحد لقاءاته مع طلاب وطالبات جامعة الشريف هداية الله في إندونيسيا، أثبت وجود مشكلة في عقائد الشباب والشابات

وقال العضو الذي فضّل عدم ذكر اسمه لـ”مكة”: تعاني إندونيسيا من وطأة الواقع الثقافي والاجتماعي التي تؤثر كثيراً في فئة الشباب المسلمين هناك، عدا عن أن كثيراً منهم مسلمون بالاسم فقط، وبالكاد يمكننا التفريق بينهم وبين أصحاب الديانات الأخرى بحكم تشابه تصرفاتهم ونمط حياتهم

ولفت إلى أن بعض المناطق الإندونيسية التي تشهد غالبية سكان من غير المسلمين، تكون سيطرة غير المسلمين قوية على المسلمين، وبالتالي لا تضاهي الجهود حركات التنصير الضخمة هناك، لا سيما أن العمل التنصيري مدعوم بإمكانات وخطط واستراتيجيات وميزانيات

ولكنه استدرك قائلا: “يتمتع الإسلام بطبيعة ذاتية في الانتشار، وباعتبار أنه دين مقنع تلقائياً فإن مكانته في الدول الطرفية لا تزال موجودة حتى الآن وستستمر في المحافظة على نفسها أيضاً”

وكانت الهيئة الإسلامية العالمية للإعلام نظمت بالتعاون مع وزارة الشؤون الدينية الإندونيسية المؤتمر العالمي الثالث للإعلام الإسلامي في جاكرتا، وذلك قبل نحو شهرين، والذي خرج بتوصيات عديدة مفادها ضرورة تكثيف المواد الإسلامية في الوسائل الإعلامية الإندونيسية لمواجهة حملات التنصير.





لومبوك وبالي



وهذا الأمر يتلمسه زائر إندونيسيا بسهولة، إذ يجد أن الأنشطة الدينية لا تتعدى أسوار المساجد. أما خارجها فالحياة مختلفة تماماً، ربما لأنها بلد يضم أديانا وطوائف متنوعة مما يوحي بأن الشعب بات ينسلخ من هويته الإسلامية تدريجياً. واللافت أن جهود “بعثة الرحمة” غير واضحة في إندونيسيا، ربما بسبب الكثافة السكانية أو المساحات الشاسعة، فضلاً عن خلو القنوات التلفزيونية الإندونيسية من معالم الدين الإسلامي أو أي إعلانات لأنشطة تلك المجموعة، وإن كانت بعض الفنادق تبرمج قناة القرآن الكريم السعودية بين القنوات الفضائية الموجودة لديها تحت اسم “قناة الحج”

ويستثنى من ذلك جزيرة لومبوك ذات الـ 1200 مسجد – يعني اسمها باللغة الإندونيسية “الاستقامة” - والتي يشكل المسلمون فيها ما نسبته 80% من إجمالي سكانها

وعلى الرغم من أنها مليئة بالاستثمارات الأجنبية من فرنسا وأستراليا وهولندا، إلا أنها لا تزال تحافظ على هويتها الإسلامية حتى الآن، حتى إن كثيرا من الإندونيسيين يصفونها بأنها النسخة الإسلامية من جزيرة بالي التي يعتنق معظم سكانها الديانة الهندوسية

وللفقر في إندونيسيا حكايات أخرى، فالعوائل المعدمة لا تتردد مطلقاً في تقديم أي شيء للسياح مقابل المال، إذ يفاجأ السائح مثلاً في منطقة بونشاك، بعرض السائقين عليه ما لذ وطاب مقابل المال، أو عائلات تعرض بناتها للزواج من سياح عرب حتى وإن كانوا طاعنين في السن فقط من أجل كسب المال، الأمر الذي جعل من هذه المنطقة مكانا لجذب الشباب العرب كونها تتمتع بقدر كبير من الحرية.



 



أنقذوا مريم



انتشرت قبل أيام مبادرة شبابية إندونيسية بعنوان “أنقذوا مريم”، وهي عبارة عن مقطع فيديو تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويتحدث عن فتاة إندونيسية اسمها “مريم” مستهدفة من قبل جماعات تنصيرية، وأوشكت على ترك الإسلام

وتوضح تلك المبادرة التي خصص لها موقع الكتروني باللغة الإنجليزية، أن محدودية الوصول إلى الإسلام الحقيقي في إندونيسيا تمنح أفراد البعثات التبشيرية فرصة القيام بعملهم عن طريق القنوات الفضائية والخطوط الهاتفية التي تقدم استشارات شبابية اجتماعية، فضلا عن تقربهم من الإسلام باستخدام ألفاظ المسلمين كالصلاة والعبادة ولفظ الجلالة وغير ذلك

وتلك الحملة التي تبعث رسائلها أيضاً على تطبيقات الهواتف الذكية كالواتس اب، أطلقتها مجموعة شبابية وسمتها “بعثة الرحمة”، وتهدف إلى مكافحة التنصير في إندونيسيا منذ 2012

والناشطون هم مسلمون من دول تبعد عن مركز العالم الإسلامي كماليزيا وباكستان وإندونيسيا، وكذلك أقليات مسلمة في دول أوروبية، وهدفهم المحافظة على هوية الإسلام

ويستعرض الناشطون في موقعهم الالكتروني بلغات عدة، أنشطتهم وأهدافهم ورؤيتهم ورسالتهم، والتي تتضمن سد احتياجات المسلمين الفقراء في الدول الطرفية، مع تقوية الوازع الديني لديهم، وذلك من خلال الاستعانة بمقاطع محاضرات لدعاة ورجال دين معروفين على مستوى الدول الإسلامية.



 



181 مليار دولار ميزانية سنوية للتنصير



نشرت رابطة العالم الإسلامي في بحثها عن التنصير، إحصائيات تبيّن حجم الدعم الذي تشهده المؤسسات التنصيرية وجاء كالتالي:



- 164 مليار دولار ميزانية التنصير في العالم خلال 1992

- قفزت تلك الميزانية خلال عامين إلى 181 مليار دولار، وذلك بمعدل زيادة سنوية بلغت 17 مليارا

- يبلغ عدد النصارى في العالم مليارا و721 مليونا

- 24 ألفا و580 منظمة تنصيرية في العالم

- 20 ألفا و700 منظمة تعمل في مجالات الخدمة

- 3 آلاف و880 منظمة تبعث منصّرين متخصصين

- يزيد عدد المعاهد التنصيرية على 98 ألفا و720 معهدا

- يبلغ عدد المنصّرين المتفرغين للعمل خارج إطار المجتمع النصراني أكثر من 273 ألفا و170 منصّرا

- الكتب المؤلفة لأغراض التنصير تزيد عن 22 ألفا و100 كتاب بلغات ولهجات متعددة

- النشرات والمجلات الدورية المنتظمة تبلغ ألفين و270 نشرة ومجلة توزّع منها ملايين النسخات بلغات مختلفة

- يزيد عدد محطات الإذاعات التنصيرية عن ألف و900 إذاعة تبث إلى أكثر من 100 دولة بلغاتها

- وصل مجموع التبرعات التي حصل عليها المنصّرون لعام واحد 151 ألف مليار دولار أمريكي





أسباب التنصير في إندونيسيا:



- تحقيق الحرّية في الحياة الاجتماعية بعيدا عن الأحكام الشرعية

- ضعف الالتزام نتيجة بعد إندونيسيا عن مركز دول العالم الإسلامي

- غياب الأنظمة الحكومية التي تمنع المواطن من تغيير دينه

- عدم تدخل الحكومة في الأديان

- نزوح فتيات القرى إلى المناطق السياحية واختلاطهن بالسيّاح الغربيين

- العلاقات العاطفية التي تربط الإندونيسيات والشبّان الأوروبيين ورغبتهن في الارتباط بهم هربا من فقر أسرهن

- السلوكيات الخاطئة والتجاوزات الشرعية التي تصدر من السيّاح العرب والمسلمين في إندونيسيا، فيشك الإندونيسيون في صحة الإسلام ويفضّلون المسيحية لإباحتها كل تلك التجاوزات

- ضعف الجهود المبذولة من المنظمات الإسلامية مقارنة بنشاط التنصير المدعوم ماليا والذي يسير بخطط واستراتيجيات منظمة

- تأثير الواقع الثقافي والاجتماعي المنفتح على فئة الشباب مقابل قلة الوعي الديني لديهم