السقالة القديمة في جدة.. بؤرة الجمال والسّحر
على سقالة كورنيش بحر جدة، التي تطل على الجهة العميقة من البحر الحالم، يقف الجميع مشدوهين بالجمال والهيبة، قد لا يعلم أحدهم أن تحت قدميه في باطن ظلمات البحر، ظلمات أخرى نسجتها أعمال السحر، ألقى بها المغرمون بالضرر للآخرين وقد لا يدري أحدهم أن داءه هناك في العمق البعيد تحت هذه الطلة الفاتنة
على سقالة كورنيش بحر جدة، التي تطل على الجهة العميقة من البحر الحالم، يقف الجميع مشدوهين بالجمال والهيبة، قد لا يعلم أحدهم أن تحت قدميه في باطن ظلمات البحر، ظلمات أخرى نسجتها أعمال السحر، ألقى بها المغرمون بالضرر للآخرين وقد لا يدري أحدهم أن داءه هناك في العمق البعيد تحت هذه الطلة الفاتنة
الجمعة - 21 فبراير 2014
Fri - 21 Feb 2014
على سقالة كورنيش بحر جدة، التي تطل على الجهة العميقة من البحر الحالم، يقف الجميع مشدوهين بالجمال والهيبة، قد لا يعلم أحدهم أن تحت قدميه في باطن ظلمات البحر، ظلمات أخرى نسجتها أعمال السحر، ألقى بها المغرمون بالضرر للآخرين وقد لا يدري أحدهم أن داءه هناك في العمق البعيد تحت هذه الطلة الفاتنة
المنطقة العميقة في الكورنيش الشمالي لبحر جدة، تقبع فيها مجموعة كبيرة من أعمال السحر، منذ عشرات السنين، كما بين أشرف الشيخ مدرب غواصين، أن ضعاف النفوس يتخذون من السقالة مكانا لإلقاء أعمالهم حتى يضمنوا أن لا أحد يستطيع أن يصل لها، وأن العمل قد دخل وسط البحر لمنطقة عميقة، وأغلبهم يستخدم السقالة لمثل تلك الأعمال
“منذ مدة وأنا أحاول أن انتشل زجاجة شفافة بداخلها عمل، كلما اقترب منها جسم غريب تغوص في أعماق البحر قرابة 130 قدما، ومتى ما ابتعد عنها تطفو على السطح مرة أخرى، واضح أن هذا العمل قديم جدا لأن الزجاجة قديمة، ولا زلت أحاول أن أتخلص منها”، هكذا بدأ عاطف سالمين أحد أعضاء برنامج غواص الخير التطوعي لتنظيف البحر من النفايات وأعمال السحر، حديثه لـ”مكة”: للأسف كمية الأعمال التي كنا نستخرجها من البحر منذ 18 عاما، نستخرج اليوم مثلها وأكثر
وأضاف: أكثر ما نقوم بانتشاله من البحر عبارة عن أعمال سحر غريبة الشكل، تكون مغلقة بإحكام وتوضع داخل علب من الحديد أو الزجاج ومغلفة بشحم ومواد غير قابلة للذوبان أو التحلل مع مياه البحر
وبين أنهم في السابق كانوا يتلفون تلك الأعمال بأنفسهم، ولكن اتضح أن ذلك الأمر يشكل خطرا على حياتهم، ما جعلهم يستعينون بأحد الشيوخ أو أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لإفساد هذه الأعمال وإبطالها
وبين سالمين أنهم يقومون بتنظيف البحر كنوع من العمل التطوعي، عادا الغوص موهبة منحهم إياها الله، لخدمة المجتمع، سواء لتنظيف الشواطئ من النفايات أو من تلك الأعمال التي يقوم بها ضعاف النفوس؛ مشيرا إلى تلقيهم اتصالات من أفراد وعوائل، للاستعانة بهم في الكشف أو انتشال بعض أعمال أو السحر الموجودة حتى في أعماق خزانات المياه على أسطح منازلهم
وقال: نتلقى اتصالات بشكل مستمر من أشخاص لتنظيف خزانات المنازل، وبالفعل كنا نجد فيها سحرا أو عملا، ومن أغرب تلك الأعمال وجدنا داخل خزان أحد الأشخاص رأس عصفور مغلفا بقصدير ومحاطا بخيوط وأوراق مكتوب عليها كلمات غريبة وبعض الآيات القرآنية
ويعد عمل الغواصين مليئا بالمخاطر، لا سيما أنهم يضطرون لمواجهة عدد من الحيوانات البحرية الخطيرة، كالأسماك الصخرية القاتلة الموجودة بعدد هائل على شواطئ أحد المنتجعات، كما أوضح سالمين، أن صاحب المنتجع الممتدة سقالته على ذلك الشاطئ، قد لاحظ ازدياد الشكاوى والإصابات من قبل مرتاديه وخاصة الذين يسبحون في البحر
وأضاف: في نفس الشاطئ توجد حفرية أو “كسارة” كما نعرفها نحن؛ على بعد 500 متر تقريبا من الشاطئ وبعمق 30 قدما؛ ويوجد حولها نوع من الأفاعي يعادل طولها ستة أمتار، والغريب في الأمر أن السعودية ليست موطنها ولا نعلم كيف وصلت إلى هنا
وبالعودة إلى الغواص أشرف الذي بين أن أشكال أعمال السحر غالبا ما تكون معروفة وواضحة لأي شخص، حيث يتم رميها داخل زجاجة أو علبة محكمة الإغلاق وشكلها ملفت جدا للنظر، ويوضع معها قطعة قماش أو حجر حتى تثبت في القاع وتكون ملفوفة بخيوط، مشيرا إلى أن هذه الأعمال عندما يتم فتحها من قبل المشايخ تخرج منها رائحة كريهة جدا