اختبارات التعليم: قياس (النظر) و(التخمين) و(الوهم)

(حصة أولى) تتخلل منظومتنا التعليمية الكثير من الأخطاء الفادحة، التي تحتاج إلى (حل) سريع وحاسم، إذا ما أردنا استثمار الزمن، لإنتاج مكون تعليمي حقيقي، يزخر بالمخرجات المنتجة التي ننتظرها على أبواب البلاد، لإصلاح الذهنية الجمعية التي لا تزال ترتهن إلى سلطة الخرافات والتقاليد والطقوس والرموز والتطرف! (١) لعل من أهم تلك (الأخطاء) ما يتعلق بالاختبارات: مضمونها وأسلوبها وآليتها وجميع ما يتعلق بها: ومن تلك المتعلقات الكثيرة طريقة الاختبار ذاتها، التي تقتصر فيها الإجابة على(تظليل) مواقع الإجابة الصحيحة بتجليات متنوعة (الاختيار من متعدد- التأشير بعلامتي "صح" أو"خطأ"-المزاوجة بين الفقرات الصحيحة)، باعتبار أن تلك الأسئلة (موضوعية) مقارنة بالأسئلة (المقالية)، بحسب المصطلح التعليمي المتداول بطريقة (خاطئة)، فليست الموضوعية تتعلق فقط بوضع علامات(الصح) أو (الخطأ)أو التظليل للإجابة الصحيحة، وإنما يمكن أن تصاغ أسئلة تكون إجاباتها (مكتوبة) ومع ذلك (موضوعية)، أي أنه من الممكن أن تكون الأسئلة مقالية (مكتوبة من قبل الطالب، بحسب تعليمنا)، وموضوعية (تقاس صحتها بطريقة دقيقة محايدة لا مجال فيها لرأي المصحح أو لنية الطالب، بحسب المفهوم الصحيح للموضوعية)! لا أدري من أين ترسخت تلك المفاهيم (المغلوطة) في الذهنية التعليمية العامة (لكافة عناصر العملية التعليمية)، مما شجع المسؤولين عن الاختبارات في الوزارة على أن يعتمدوا تلك الأسئلة (التظليلية) (المظللة)!! (٢) هذا النمط من أسئلة الاختبارات الجديدة، يجعل الطالب في حل من استخدام (لغته العربية المعجزة) للإجابة عن أسئلة اختبار مدى استيعابه للعلوم والمعارف التي درسها طيلة عام كامل

(حصة أولى) تتخلل منظومتنا التعليمية الكثير من الأخطاء الفادحة، التي تحتاج إلى (حل) سريع وحاسم، إذا ما أردنا استثمار الزمن، لإنتاج مكون تعليمي حقيقي، يزخر بالمخرجات المنتجة التي ننتظرها على أبواب البلاد، لإصلاح الذهنية الجمعية التي لا تزال ترتهن إلى سلطة الخرافات والتقاليد والطقوس والرموز والتطرف! (١) لعل من أهم تلك (الأخطاء) ما يتعلق بالاختبارات: مضمونها وأسلوبها وآليتها وجميع ما يتعلق بها: ومن تلك المتعلقات الكثيرة طريقة الاختبار ذاتها، التي تقتصر فيها الإجابة على(تظليل) مواقع الإجابة الصحيحة بتجليات متنوعة (الاختيار من متعدد- التأشير بعلامتي "صح" أو"خطأ"-المزاوجة بين الفقرات الصحيحة)، باعتبار أن تلك الأسئلة (موضوعية) مقارنة بالأسئلة (المقالية)، بحسب المصطلح التعليمي المتداول بطريقة (خاطئة)، فليست الموضوعية تتعلق فقط بوضع علامات(الصح) أو (الخطأ)أو التظليل للإجابة الصحيحة، وإنما يمكن أن تصاغ أسئلة تكون إجاباتها (مكتوبة) ومع ذلك (موضوعية)، أي أنه من الممكن أن تكون الأسئلة مقالية (مكتوبة من قبل الطالب، بحسب تعليمنا)، وموضوعية (تقاس صحتها بطريقة دقيقة محايدة لا مجال فيها لرأي المصحح أو لنية الطالب، بحسب المفهوم الصحيح للموضوعية)! لا أدري من أين ترسخت تلك المفاهيم (المغلوطة) في الذهنية التعليمية العامة (لكافة عناصر العملية التعليمية)، مما شجع المسؤولين عن الاختبارات في الوزارة على أن يعتمدوا تلك الأسئلة (التظليلية) (المظللة)!! (٢) هذا النمط من أسئلة الاختبارات الجديدة، يجعل الطالب في حل من استخدام (لغته العربية المعجزة) للإجابة عن أسئلة اختبار مدى استيعابه للعلوم والمعارف التي درسها طيلة عام كامل

السبت - 02 يناير 2016

Sat - 02 Jan 2016

(حصة أولى)
تتخلل منظومتنا التعليمية الكثير من الأخطاء الفادحة، التي تحتاج إلى (حل) سريع وحاسم، إذا ما أردنا استثمار الزمن، لإنتاج مكون تعليمي حقيقي، يزخر بالمخرجات المنتجة التي ننتظرها على أبواب البلاد، لإصلاح الذهنية الجمعية التي
لا تزال ترتهن إلى سلطة الخرافات والتقاليد والطقوس والرموز والتطرف!
(١)
لعل من أهم تلك (الأخطاء) ما يتعلق بالاختبارات:
مضمونها وأسلوبها وآليتها وجميع ما يتعلق بها:
ومن تلك المتعلقات الكثيرة طريقة الاختبار ذاتها، التي تقتصر فيها الإجابة على(تظليل) مواقع
الإجابة الصحيحة بتجليات متنوعة (الاختيار من متعدد- التأشير بعلامتي "صح" أو"خطأ"-المزاوجة بين الفقرات الصحيحة)، باعتبار أن تلك الأسئلة (موضوعية) مقارنة بالأسئلة (المقالية)، بحسب المصطلح التعليمي المتداول بطريقة (خاطئة)، فليست الموضوعية تتعلق فقط بوضع علامات(الصح) أو (الخطأ)أو التظليل للإجابة الصحيحة، وإنما يمكن أن تصاغ أسئلة تكون إجاباتها (مكتوبة) ومع ذلك (موضوعية)، أي أنه من الممكن أن تكون الأسئلة مقالية (مكتوبة من قبل الطالب، بحسب تعليمنا)، وموضوعية (تقاس صحتها بطريقة دقيقة محايدة لا مجال فيها لرأي المصحح أو لنية الطالب، بحسب المفهوم الصحيح للموضوعية)!
لا أدري من أين ترسخت تلك المفاهيم (المغلوطة) في الذهنية التعليمية العامة (لكافة عناصر العملية التعليمية)، مما شجع المسؤولين عن الاختبارات في الوزارة على أن يعتمدوا تلك الأسئلة (التظليلية) (المظللة)!!
(٢)
هذا النمط من أسئلة الاختبارات الجديدة، يجعل الطالب في حل من استخدام (لغته العربية المعجزة) للإجابة عن أسئلة اختبار مدى استيعابه للعلوم والمعارف التي درسها طيلة عام كامل.

كما أن هذا النمط لا يمكنه قياس مهارات كثيرة تتضمنها المواد العلمية أو النظرية الأدبية والشرعية، كمهارات استنتاج القاعدة الصحيحة لحل (المسألة) والطريقة العلمية المثالية التي يختارها الطالب عن طريق خطوات (الحل)، بصرف النظر
عن كتابة (الرقم الصحيح) في النهاية، ومن المهارات كذلك (إعراب الكلمات) و(حفظ النصوص الأدبية وتحليلها ونقدها) و(مهارة الأسلوب الكتابي العام التي يستثمر فيها الطالب كل ما يدرسه في علوم النحو والأدب والإملاء والإنشاء والبلاغة.
.
.
).

في تلك الاختبارات الجديدة نجد أن كثيرا من الطلاب -بدلا من أن يقيس مهاراته في شواهد العلم والمعرفة- يقيس مهارته في اقتناص الشكل أو الرقم الصحيح، من أوراق إجابات الطلاب المجاورين له، وقدرة (طول النظر) لديه على مشاهدة
إجابات الطلاب (المتميزين).
.

علما بأن آلية تلك الاختبارات الجديدة تجري في الظروف نفسها، التي تجري فيها الاختبارات القديمة من حيث المكان والزمان، فالمكان هو ذاته الذي لا يتجاوز أربعة أمتار مربعة لما يقارب الخمسة والعشرين طالبا (بحسب الموجود واقعا)، أي أن المسافة بين أوراق الإجابات لا تتجاوز بضعة (أشبار) فقط!! كما أن الزمن هو ذاته: ساعة ونصف أو ساعة لنصف وقت الاختبار، مما يجعل الطلاب من ذوي المهارات المعدومة يتفننون في استحداث طرق كثيرة لاستغلال كل ذلك الوقت في (تبادل) الإجابات أمام المعلم المغلوب على أمره، الذي لا يمكنه أن يجبر الطالب على أن يضع يديه على نحو ما، أو ألا (يكح كحة رمزية شافية معافاة)، أو ألا ينظر إلى السقف (نظرة تدل على أن الإجابة الصحيحة هي الفقرة "أ" في (اختيارات)السؤال!!
(٣)
كان من الممكن أن تتوافر الاختبارات على أعلى درجات الموضوعية، فيما لو كانت الأسئلة على نمط (عدد- أكمل- حدد- استخرج- قارن.
.
)، من تلك الصياغات الدقيقة التي تبتعد عن الطابع (الذي يسميه التعليميون المقالي وأسميه أنا الإنشائي/
الذاتي/ التعبيري).
.
!
كان من الممكن تجريب أنماط وأساليب موضوعية كثيرة غير الأنماط التقليدية الإنشائية الفضفاضة مثل (اشرح- اكتب- بين.
.
.
.
.
)!
المهم هو أن نعرف قبل كل شيء كيف تكون الموضوعية (العلمية)، وكيف تكون لغة (الحياد) العلمي المعرفي.
.
وكيف نختار (أسئلة) علمية صحيحة!!