عاصم حمدان حارس الآثار الأمين

 

 

الاحد - 21 ديسمبر 2014

Sun - 21 Dec 2014



ظلت المدينة المنورة بشخصياتها الدينية والثقافية بوصلته، لا يقبل المساومة على أي معلم من معالمها النبوية والتاريخية.

لم يكن طريقه وهو يذب عن أثر يهدم هنا ويزال هناك مفروشا بالنوايا الحسنة؛ فقد صنف واتهم وهو يقود سجالاته الفكرية المتواصلة مع الملف الأكثر حساسية وجدلا بين الباحثين في مشهدنا المحلي.

الدكتور عاصم حمدان الغامدي «حارس الآثار الأمين»، وأكثر المنافحين لصالح بقائها، كما تؤشر لذلك ربما كثير من معاركه الرابحة، وحتى الخاسرة على امتداد سنوات في المطالبة بالمحافظة عليها.

لم يغض عنها طرفا، وظل صامدا كمحاربي السموراي، رغم ضراوة الريح أحيانا، يزيل ما التبس وعلق حولها من شبهات.

وساهم مع غيره من باحثين ومؤرخين ممن اضطلعوا بذلك الدور في الترسيخ لوعي وحس آثاري بدأ يرسم ظلاله، وتجني الآثار ومعالم المدينتين المقدستين ثماره.

لم تخلُ مؤلفات حمدان كما هي مواقفه من عبق نعناعها المديني فأنتج: حارة الأغوات، وحارة المناخة، والمدينة المنورة بين الأدب والتاريخ، وهتاف من باب السلام، وكلها مؤلفات تلج بك عبر رواشين المدينة، وأبوابها العتيقة، وأزقتها إلى عالم مأهول بالتنوع.

ويؤكد الدكتور عاصم حمدان كل ذلك في حراكه الصحفي والثقافي الذي بدأ مبكرا عام 1390 حين كان يكتب زاويته الأسبوعية في الزميلة صحيفة المدينة المنورة، بعنوان رؤية فكرية، وزاوية أخرى في صحيفة عرب نيوز الصادرة باللغة الإنجليزية، إضافة إلى مساهماته الفكرية والأدبية في عدد من المجلات والملاحق الثقافية.

ولد حمدان والذي يعمل حاليا أستاذا في قسم اللغة العربية في كلية الآداب في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة عام 1373هـ، كما يحكي عنه صديقه المؤرخ المديني أحمد سعيد بن سلم في موسوعته «الأدباء والكتاب السعوديين خلال مائة عام».

وأكمل تعليمه الابتدائي، والمتوسط والثانوي في المدينة المنورة، وكعادة كثيرين من جيله، فقد اتصل مبكرا بالمسجد النبوي لفترة، وتلقى جانبا من العلوم على علماء المدينة المنورة.

حصل على بكالوريوس في اللغة العربية وآدابها من جامعة أم القرى في مكة المكرمة عام 1396هـ، ومارس التعليم في بعض المدارس لفترة، ثم عين معيدا في جامعة أم القرى في مكة المكرمة سنة 1399هـ.

وحين اتجه للدراسة في جامعة لانكتسر في بريطانيا كانت طيبة الطيبة عنوان دراساته العليا، فحصل على الدكتوراه في الفلسفة، عن رسالته «أدب المدينة المنورة في القرن الثاني عشر الهجري».

وكما كانت بوصلته الأهم باتجاه محبوبته المدينة، لم يمنعه ذلك من أن يطل على قضايا أمته بموسوعية، ويواجه ما يطرح من إشكالات مدعوما بفهم وخبرة وحس إسلامي وعروبي رفيع.