وزير داخلية لبنان: السعودية تدير دفة العرب
قبل أيام من تولي وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق منصبه، أعد محاضرة لإلقائها في”مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية” خلال ندوة عنوانها “الدور السعودي والنظام الإقليمي الجديد”، وخص “مكة” بالنص الكامل لكلمته التي تحدث فيها بإسهاب عن المملكة والأدوار التي تؤديها إقليميا وعالميا، مقدما أدلة وبراهين تدحض ما يتداوله الإعلام الغربي من أوصاف ومفردات تسعى إلى تحجيم دورها، ومؤكدا أن السعودية أصبحت الطرف العربي الأول في كل الملفات التي تفتح للمنطقة.. وهنا النص الكامل لمحاضرة المشنوق النائب في البرلمان ضمن كتلة المستقبل النيابية:
قبل أيام من تولي وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق منصبه، أعد محاضرة لإلقائها في”مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية” خلال ندوة عنوانها “الدور السعودي والنظام الإقليمي الجديد”، وخص “مكة” بالنص الكامل لكلمته التي تحدث فيها بإسهاب عن المملكة والأدوار التي تؤديها إقليميا وعالميا، مقدما أدلة وبراهين تدحض ما يتداوله الإعلام الغربي من أوصاف ومفردات تسعى إلى تحجيم دورها، ومؤكدا أن السعودية أصبحت الطرف العربي الأول في كل الملفات التي تفتح للمنطقة.. وهنا النص الكامل لمحاضرة المشنوق النائب في البرلمان ضمن كتلة المستقبل النيابية:
الثلاثاء - 18 فبراير 2014
Tue - 18 Feb 2014
قبل أيام من تولي وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق منصبه، أعد محاضرة لإلقائها في”مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية” خلال ندوة عنوانها “الدور السعودي والنظام الإقليمي الجديد”، وخص “مكة” بالنص الكامل لكلمته التي تحدث فيها بإسهاب عن المملكة والأدوار التي تؤديها إقليميا وعالميا، مقدما أدلة وبراهين تدحض ما يتداوله الإعلام الغربي من أوصاف ومفردات تسعى إلى تحجيم دورها، ومؤكدا أن السعودية أصبحت الطرف العربي الأول في كل الملفات التي تفتح للمنطقة.. وهنا النص الكامل لمحاضرة المشنوق النائب في البرلمان ضمن كتلة المستقبل النيابية:
تلعب السعودية المستقرة والنافذة دوراً إقليمياً ودولياً مهماً، وتعمل على مواجهة عناوين عدد من الملفات الدولية والشؤون الداخلية، باعتبارها شريكاً موثوقاً في الخارج، دون أن تغفل عينها عن الأمن الداخلي لنظامها. من أين تأتي هذه الثقة بالسعودية ؟هناك عدد من الأسباب، أولها أن السعودية مهد الإسلام... الدين الذي يبلغ عدد أتباعه مليارا ومئتي مليون إنسان، وتشكل السعودية 20 % من الدخل القومي لدول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA) ، وربع الدخل القومي للدول العربية، بحسب آخر أرقام صندوق النقد الدولي. وهي عضو في مجموعة العشرين الدولية الأولى اقتصادياً في العالم.
البورصة السعودية تمثل أكثر من 50 % من تداول بورصات MENA، وهناك خمس شركات سعودية من أصل عشر شركات في هذه المنطقة، على رأسها “أرامكو” المنتجة للنفط، و”سابك” التي تعمل في مجال المشتقات النفطية. السعودية هي الدولة الثالثة في العالم من حيث احتياطيها النقدي البالغ 850 مليار دولار، بينما الثروات الشخصية تزيد عن 500 مليار دولار. وأخيراً وليس آخرا، السعودية الدولة الأولى في العالم في مجال تصدير النفط، والمتقدمة بأشواط بعيدة في مجال البنية التحتية لإنتاج النفط... القادرة على تصدير 12.5 مليون برميل يومياً، فضلاً عن احتياطي في القدرة على إنتاج 2.5 مليون برميل يومياً إضافياً...بفضل هذه الأرقام المذهلة السعودية شبه جزيرة وليست جزيرة.
التاريخ والجغرافيا
تنظر إلى تحديات الدول المجاورة، ماسكة بيدها حقيقتين لا تتغيران: التاريخ والجغرافيا. ما حدث بالأمس لا يتغير اليوم، جيرانها هم أنفسهم “علينا التعامل معهم كما يتعاملون معنا”.. النص السابق مقتبس من محاضرة ألقاها في واشنطن في أكتوبر الماضي الأمير تركي الفيصل، السفير السعودي السابق في لندن وواشنطن، رئيس المخابرات السعودية الأسبق. وعلى الرغم من ذلك، لم أقرأ باللغة الإنجليزية منذ عام 2005 حين تسلّم الملك عبدالله بن عبد العزيز الحكم في بلاده، خليفة لأخيه الملك فهد، إلا مقالات ودراسات تتحدث عن المخاطر التي يعيشها الحكم في السعودية.
دور إقليمي
في العنوان المقترح لهذه المحاضرة، تبرز عدة توقعات عما ينبغي قوله، ولذلك لا بد من بعض الملاحظات قبل الدخول في موضوع الدور السعودي. في البداية يفترض العنوان أن هناك مساعي جادة لإقامة نظام إقليمي جديد. ونحن نعرف معنى الأنظمة الإقليمية التي تتفرع عن النظام الدولي أو تنتظم فيه. ومن ناحية ثانية لست أرى منذ غزو العراق عام 2003 أن هناك نظاماً إقليمياً عربياً أو شرق أوسطيا، أو أن هناك مساعي جادة من الأطراف العربية أو الإقليمية أو الدولية للتعاون في عمليات إقامته. لقد كسر غزو العراق النظام الإقليمي العربي.. وإيران حققت اختراقات في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين.
قال لي مسؤول عربي عشية استشهاد الرئيس رفيق الحريري، وهو يحدثني عن “التأويل” الإقليمي لقتله”: سوف أعود معك إلى الستينات والسبعينات عندما كان السعوديون والمصريون يتنافسون، إنما إذا حدثت أزمة، مثل حرب 1967 أو حرب 1973 فإنهم كانوا يتلاقون ويتضامنون، بل ويرغمون الآخرين بالمشرق والمغرب على المشاركة، إلى أن أحدث دخول مصر في اتفاقية كامب ديفيد عام 1979 الانكفاء المعروف.
كان على السعودية، التي اعتبرت نفسها مسؤولة في المشرق العربي والخليج عن الأمر العربي، أن تتحرك بين بعثيي سورية والعراق لتهدئة الوضع بينهما حيناً، أو للحصول على تعاونهما أو تعاون إحداهما في التصدي لهذه الأزمة أو تلك، وقد كان الأثر الأول للانكفاء والتنافس السوري والعراقي إقامة مجلس التعاون الخليجي في عام 1981، بعد قيام الثورة الإيرانية، واندلعت الحرب العراقية – الإيرانية بمبادرة من العراق فصارت هناك ثلاثة أخطار على الأمن القومي العربي: الخطر الإسرائيلي الدائم، وخطر تصدير مذهبيّة الثورة الإيرانية، والأخطار المرتقبة على الانقسامات العربية الداخلية
وضعف العراق بعد غزو الكويت، فلم يبق للسعودية بالمشرق العربي غير مصر المنكفِئة ومجلس التعاون غير الآمن ويد حافظ الأسد التي تأخذ أكثر مما تعطي، سواء في القضية الفلسطينية أو في لبنان أو في العلاقة مع إيران. وتابع المسؤول العربي الذي كنت أتحدث معه أواخر عام 2005: مات حافظ الأسد وصارت سورية همَّا، وأعدم صدام حسين، وإيران شريكة أمريكا في العراق الآن، ومات الملك حسين، ومات الحسن الثاني، ومات ياسر عرفات، وقتل رفيق الحريري!
تعطل فموت
لا أريد متابعة حديث المسؤول العربي حتى لا أزيدكم هماً، إنما أريد أن أقول لكم إن النظام الإقليمي العربي تعطّل منذ غزو الكويت، ثم مات عند غزو أمريكا للعراق، وشهدت السنوات السابقة على قيام حركات التغيير العربية بروز ثلاثة أطراف في منطقة الشرق الأوسط إذا شئتم : إسرائيل وإيران وتركيا
كان على السعودية بمفردها أن تقرر الانكفاء على نفسها ومجلس التعاون الخليجي، أو أن تعمل على البقاء حاضرة في المشرق العربي بالطرق الدبلوماسية لحماية النفس والأشقاء وقضية الاستقرار الضائعة
عندما تولّى الملك عبدالله بن عبد العزيز الملك عام 2005 عقد مؤتمرين للقمة، أحدهما للقمة الإسلامية وثانيهما للقمة العربية
تحرك على خط محاولة احتضان العراق الجديد، والإصلاح بين فتح وحماس، ولملمة الوضع اللبناني بعد اغتيال الحريري، وما لقي تعاوناً من أحد، عربي أو غير عربي، لا في لبنان، حيث الرئيس بشار الأسد انضوى تماماً في المحور الإيراني المتنامي، إلى حدّ أنه في عام 2011 عندما قامت الثورة السورية كانت علاقته بتركيا أفضل من علاقته بالسعودية، ولا في فلسطين حيث آثرت حماس التي استولت على غزة، علاقاتها بإيران على علاقاتها بمصر والسعودية
ولا في العراق إلى حدّ أن العراقيين ما كلفوا أنفسهم مشقة الرد على مبادرة الملك لجمعهم في مكة بدلاً من استمرار الصراعات السياسية والأمنية.
خواء استراتيجي
ولعلّ خير ما يمثل الوضع العربي على مشارف حركات التغيير العربية، ما قاله الأمير سعود الفيصل في مؤتمر القمة العربية بسرت الليبية عام 2010: اقترح عمرو موسى آنذاك القيام بمحادثات استراتيجية مع دول الجوار العربي، تشبه ما اقترحه مع دول الجوار الأفريقي، وقال له الفيصل هناك حالة خواء استراتيجي لدى العرب، وهؤلاء الذين تريد إجراء حوار معهم هم الذين يهددون الأمن الاستراتيجي العربي، فما هي الأسس والمعطيات التي تستند إليها في هذا الحوار المفترض؟لقد غاب العرب عن الطاولة، إما انكفاءً وإما اكتفاءً وإما استتباعاً حتى اندلعت حركات التغيير التي ما انتظرها أحد من الإقليميين والدوليين! قابلت القيادة السعودية بداية الثورات العربية بحذر، خوفا على بقايا الاستقرار، ولأن التغيير بدأ في بلدين صديقين للمملكة، وهما تونس ومصر، لكن الأطراف الأخرى التي برزت أدوارها في العقد الأخير تدخلت بسرعة، وأعني بها الولايات المتحدة وتركيا من جهة، وإيران من الجهة الأخرى
قلق إيران
فقد تبين في عام 2012 أن الأمريكيين والأتراك وقطر، راهنوا ويراهنون على الإخوان والإسلاميين بشكلٍ عام. أما الإيرانيون الذين كانوا مطمئنين إلى اتفاقهم مع الأمريكيين بالعراق وسوريا ولبنان فقد اشتد بهم القلق بعد الثورات على مناطق النفوذ وخاصة في سوريا ولبنان، ولذا نشروا تنظيماتهم المسلحة وغير المسلحة في كل مكان..في العراق وسوريا ولبنان والبحرين واليمن.. يضاف لذلك أن “القاعدة” والتنظيمات العاملة على شاكلتها عادت إليها الحياة.
وسط هذه المخاطر كلها، وبعد بروزها على السطح، وليس قبل ذلك، تدخلت السعودية (ومن ورائها مجلس التعاون الخليحي)، فجمدت الوضع في البحرين، وتشاركت مع الأمم المتحدة بمبادرةٍ سياسيةٍ في اليمن، ودعمت تصحيح الوضع الذي قام به الجيش في مصر لإزالة استيلاء الإخوان، واتخذت مسارات عدة لدعم التغيير في سوريا، ونهضت في النصف الثاني من عام 2013 باعتبارها الطرف العربي الرئيسي في مكافحة الإرهاب الإيراني والقاعدي
تحضر السعودية في السياسات الإقليمية اليوم إذن كما لم تحضر منذ عام 1973 – 1974 عندما قطعت النفط دعماً لمصر وسوريا في حربهما مع إسرائيل
وهكذا فإنها تتأهل باعتبارها الطرف العربي الأول في كل الملفات التي تفتح للمنطقة العربية، بعد أن غاب العرب منذ ضياع العراق
بالطبع فإن إيران حاضرة أيضاً بقوة وبصورة أقل تركيا وإسرائيل، إنما أين هو الشريك العربي الذي يمكنهم التحدث إليه إن لم توافق السعودية؟هل يعني ذلك أنه يمكن الآن الحديث عن نظامٍ إقليمي جديد؟ وعن دورٍ للسعودية فيه؟
4 تحديات تواجهها السعودية.. إقليميا
حدد وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق 4 تحديات كبرى قبل إمكانية الحديث ليس عن الدور السعودي، بل عن النظام الإقليمي هي:
1 - اضطراب العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية، لعدة أسباب: الموقف الأمريكي في السنوات الثلاث الأخيرة من الحرب في سوريا، ومن الإسلام السياسي، وأخيرا من المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران. وعندما يأتي أوباما لزيارة السعودية خلال أسابيع قليلة، فستكون هناك مفاوضات ونقاشات على المواضيع سابقة الذكر، وعلى القضية الفلسطينية بعد خروج إيران منها
2 - الهجوم الإيراني المستمر في الشرق العربي والخليج، ليس على الدول والأنظمة فقط، بل على المجتمعات أيضا. ففي كل الأماكن التي تدخلت فيها إيران خلال العقدين الأخيرين لم تتعرض الأنظمة العربية للتهديد فقط، بل عملت إيران على تقسيم المجتمعات إلى شيعية وسنّية. وتراهن إيران الآن كما فعلت في العقد الماضي على الاتفاق السابق الذي حققته مع الولايات المتحدة في 2010 عندما بدأ الجيش الأمريكي بالانسحاب من العراق. كما تراهن على الولايات المتحدة لإنقاذ الاتفاقات حول النووي، في الوقت الذي يبدو فيه أن عهد الرئيس روحاني لن يغير كثيرا فيما يتعلق بنشاطات الحرس الثوري في المنطقة العربية، فقد قال وزير خارجيته لوزير الخارجية الأمريكي في ميونخ الأسبوع الماضي، إن وزارة الخارجية الإيرانية لا علاقة لها بالملف السوري! وأنا لا أريد التهويل، لكن إذا كانت فظائع بشار الأسد في سوريا ولبنان لم تغير شيئا في الموقف الإيراني الداعم له بالمال والسلاح والرجال! فمن أين يمكن البدء؟ كل الأطراف تنتظر الاتصال بين إيران والسعودية، إن لم يكن من أجل التهدئة في الإقليم فمن أجل الحرب الشيعية – السنية الناشبة على الأقل. نجحت إيران خلال عقد ونيّف، ومن خلال نشاطاتها المذهبيّة في العراق وسورية ولبنان والبحرين واليمن، وآخرها تكفيريات السيد حسن نصرالله، أن تشعل هذه الحرب بالفعل! لقد صار لدينا نحن سنّة لبنان 11 انتحاريا، وصار همنا حماية أناسنا من التطرّف. في الوقت الذي عرض فيه السيد الخامنئي على البابا الجديد وعلى الأمريكيين والأوروبيين التعاون في مكافحة الإرهاب (وإلى جانب بشار الأسد)، فمضى لأجل ذلك حزب الله والميليشيات الأخرى المشابهة له لمقاتلة التكفيريين!متى يتم التواصل الإيراني – السعودي؟ لا أعلم، لكن ربما يحصل ذلك عندما تصبح هناك علاقة ومسؤولية لوزارة الخارجية الإيرانية بالملفات السورية والعراقية واللبنانية واليمنية...إلخ!
3 - الذي تواجهه السعودية في سياساتها العربية هو تحديث إعادة بناء النظام العربي، وهو تحد كبير أيضا، ولكي نقدّر صعوبة ذلك لنتذكر ردة الفعل في مؤتمر الكويت على الاقتراح السعودي بشأن الاتحاد الخليجي، وقد قال لي مسؤول خليجي عندما ذكرت له أن وزير الخارجية الإيراني جاء وقتها إلى ثلاث دول خليجية للاعتراض على ذلك الإعلان المقترح من السعودية، (ضحك المسؤول وقال): إن الاعتراض الإيراني لم يكن مهما، الأهم الاعتراض الأمريكي والبريطاني!
4 - تحدي الإسلام السياسي وليس الجهادي أو القاعدي، فالسعودية كانت وما تزال تصارع الإرهاب والتشدد الذي انطلق ضدها قبل أن يكون ضد الأمريكيين أو غيرهم، أما تحدي الإسلام السياسي فهو تحد استراتيجي، لأنه يريد تغيير وجهة العالم العربي، وباتجاهين: اتجاه تغيير الهوية والانتماء نحو الدولة الدينية، واتجاه أولوية الإسلام السياسي، على العروبة السياسية. هذه التحديات كلها مهولة ولا يستهان بها وتحتاج مواجهتها إلى سنوات وسنوات، وإنما وكما سبق القول، فإن المملكة استعدت وتستعد لها
وكما قال شكسبير في مسرحية هاملت «إن المصائب لا تأتي فرادى»، مشكلات احتقنت خلال ثلاثة عقود وأكثر وتأتي الآن مرة واحدة، وكلٌّ مشغول بمشكلاته الخاصة، والذين ما يزالون على شيء من السلامة، يحاولون تخبئة رؤوسهم. أما المملكة فإنها رفعت رأسها وقالت: نحن هنا، ولمواجهة ثلاثة ملفات عاجلة: متغيرات السياسة الأمريكية في الإقليم، والتدخلات الإيرانية بالمنطقة العربية، ومخاطر الإسلامين السياسي والجهادي. هل تنجح المملكة أم لا؟ إنها ليست قضية خاصة، بل هي القضية العربية الأولى الآن وعلى مدى سنوات، وكلما تقدمنا في المسألتين السورية والفلسطينية كان ذلك دليل التأهل لاستعادة العرب زمام الأمور بأيديهم.
.. وتخوض معارك على 6 جبهات عربية ودولية
قال وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق إن الصحافة الأجنبية درجت على تلفيق ادعاءات عن السعودية، وعدد ما تنجزه المملكة على الرغم من تلك الأوصاف والادعاءات بالآتي:
أولا: استعادة مصر إلى الصف العربي، وقد تحقق الجزء الأول بتخليصها من الإخوان المسلمين بمبادرة من الإمارات العربية وباندفاع قوي سعودي، ماليا وسياسيا. فالقيادة السعودية تعلم تمام العلم أن التوازن العربي لا يتحقق دون الدور المصري الفاعل.
ثانيا: إدارة الوضع في اليمن، مهما تدهور باعتباره جبهة مفتوحة للمواجهة مع الحوثيين التابعين للسياسة الإيرانية
ثالثا: ضمان استقرار النظام البحريني بتدخل عسكري مباشر يضع حدا للامتداد الإيراني الذي يتستر بمطالب الشيعة البحرينيين
رابعا: دعم الثورة السورية العاملة على الخلاص من نظام ديكتاتوري. ودعم القوى المعتدلة من المقاتلين المعارضين في وجه التيارات التكفيرية مثل داعش من جهة والنصرة من جهة أخرى، مما أدى إلى توتر حاد في العلاقات - وإن كان غير علني- بين السعودية وقطر
خامسا: الإمساك بخيوط العلاقات الاقتصادية والسياسية كاملة مع فرنسا دعما لموقفها المغاير للموقف الأمريكي من الوضع السوري
سادسا: إعلان التحفظ -إن لم يكن الرفض- على السياسة الأمريكية «بمفاجأة» التفاوض مع إيران حول «النووي». وعلى عكس كل الافتراضات التي قالت بعدم حاجة الإدارة الأمريكية إلى السياق الاستراتيجي للعلاقة بين البلدين، عملت الإدارة الأمريكية على استرضاء السعوديين منذ اللحظة الأولى لرفضهم مقعدا في مجلس الأمن الدولي، وتكررت زيارات وزير الخارجية الأمريكي إلى جدة والرياض دون أن تثمر. حتى قرر الرئيس الأمريكي أوباما أن يقوم بنفسه بزيارة السعودية خلال الشهر المقبل لإعطاء ضمانات واضحة ومحددة حول الدور الإقليمي لإيران والسياسة الأمريكية في سوريا والتصور الأمريكي لمسار تسوية الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.