دعوة للتصالح مع الضحك..!

يسابقني القلم ليسطر حروفا متراقصة على أنغام الفرح.. ليلة من ليالي جدة الممتعة تصالحت فيها مع الضحك عندما لبيت دعوة لحضور عرض اسكتشات في نادي جدة للكوميديا، هذا النادي الذي اختار مسرح جمعية الثقافة والفنون مقرا ليدشن فيه مواعيد مع الضحك، ويحرر قيود مواهب شبابية قصت الشريط الأحمر معلنة بدء عروض كوميدية احترافية نتجت كثمرة لتجارب أداء مقننة وإدارة واعية وجريئة ومثقفة..

يسابقني القلم ليسطر حروفا متراقصة على أنغام الفرح.. ليلة من ليالي جدة الممتعة تصالحت فيها مع الضحك عندما لبيت دعوة لحضور عرض اسكتشات في نادي جدة للكوميديا، هذا النادي الذي اختار مسرح جمعية الثقافة والفنون مقرا ليدشن فيه مواعيد مع الضحك، ويحرر قيود مواهب شبابية قصت الشريط الأحمر معلنة بدء عروض كوميدية احترافية نتجت كثمرة لتجارب أداء مقننة وإدارة واعية وجريئة ومثقفة..

السبت - 26 ديسمبر 2015

Sat - 26 Dec 2015



يسابقني القلم ليسطر حروفا متراقصة على أنغام الفرح.. ليلة من ليالي جدة الممتعة تصالحت فيها مع الضحك عندما لبيت دعوة لحضور عرض اسكتشات في نادي جدة للكوميديا، هذا النادي الذي اختار مسرح جمعية الثقافة والفنون مقرا ليدشن فيه مواعيد مع الضحك، ويحرر قيود مواهب شبابية قصت الشريط الأحمر معلنة بدء عروض كوميدية احترافية نتجت كثمرة لتجارب أداء مقننة وإدارة واعية وجريئة ومثقفة..

كشفت الستار عن واقع مجتمع مطلع متعلم وطموح، زار بلدان العالم وشهد على تطوره وعلومه وفنونه، قطع تذاكر في الصفوف الأولى ليشاهد العروض المسرحية، وجعل زيارة السينما من أهم الأوليات في جدول رحلاته!

وبقي حلم أن يحضر في بلده ولادة نجوم ومشاهير وفنانين ومبدعين، يراوده من وقت لآخر وهو يتساءل ما الذي ينقصنا لنلحق بالركب العالمي في حصد الجوائز والتكريم في المحافل!؟ ما الذي يمنعنا من أن نتكلم بنفس اللغة التي يتقنها كل العالم في التعبير عن قضاياه وهمومه ومشاكله، ويعكس من خلالها ثقافته وعاداته وتقاليده!؟ إلى متى سنظل مستهلكين ومستوردين كل ما يصدر إلينا من الخارج من الملبس والمشرب إلى السبحة والسجادة وحتى الفنون بأشكالها وألوانها!؟ لماذا ننفق الريالات خارج أسوار بلادنا لحضور الحفلات والمسرحيات والأفلام، ثم نشتكي من انحلال الأخلاق والتنصل من اللغة والغزو الفكري والثقافي!؟

والمضحك المبكي أننا أكبر سوق مستثمر في الإعلام، وأكبر مستهلك ومتابع له، وبصمتنا غائبة وهويتنا ضائعة وأموالنا مهدرة على غيرنا!!

لكن الجميل أن بعض المبادرات الفردية التي قادها أبطال تحدوا الموجة واعتلوها باقتدار سبحوا عكس التيار، أوصلوا من خلالها رسالة بسيطة مفادها أننا قادرون.

وأن الأمل تجدد لاستثمار المواهب وتوظيفها في الفن الهادف.. مهدوا الطريق لجيل قادم يدرس الفن ويتخصص في فروعه خارج المملكة، ليعود ويجد مصفقين متعطشين وتجارا داعمين وأهالي فخورين وأوطانا محتضنة وفخورة بأبنائها.

عرض اليوم في نادي الكوميديا كان لوحة استعراضية كوميدية عنوانها معرض الكتاب ذلك الكرنفال الثقافي الجداوي الذي ودعناه قبل أيام، وكأنه خاطر جميل مر على قلوبنا فأنعشها علماً وثقافة وأدبا. استعرضوا بطريقتهم مجموعة من عناوين الكتب التي عرفها من عرفها وجهلها من جهلها، محاكين حدثا محليا مهما ليوثقوه في وجدان الناس القارئين، ويثيروا فضول من لم تكن هواية القراءة واقتناء الكتب من اهتمامه للتسلل إلى هذا العالم ومحاولة معرفته!

هكذا هي الفنون تحرك الشجون وتخلق الاهتمامات، تعالج القضايا وتغرس القيم وتمتع الناس وتغذي أرواحهم.. خرجنا من العرض الكوميدي ولم نجرؤ على إخفاء ملامح سعادتنا بعدما أعلنا هدنة موقتة مع همومنا ومشاكلنا وإحباطاتنا وتعثرنا!

وجربنا أن نستسلم للعفوية والضحك دون تجمل أو تزييف أو أقنعة جامدة وباهتة، وبعيدا عن المثالية القاتلة والشعارات الباردة!

حرص ياسر بكر مبتدع هذه البدعة الحسنة وقائد النادي على أن يتفقد الوجوه المبتسمة بعد انتهاء العرض وهو يودعهم عند المخرج ويشكرهم على الحضور، ليعود لبيته مطمئنا أنه أسعد قلوبا منهكة بالحياة وأعبائها.. وساهم في توظيف مواهب شابة مبدعة!

فكم هو عمل عظيم أن تدخل سرورا على قلب مؤمن!

وكم هو جميل أن تحرر إبداعك في وطنك وتوظفه بهويتك.. وتجد من يستمتع ويدعم يستفيد ويصفق بحرارة..