ضجيج عقولنا

الضجيج مصطلح علمي يرتبط بالتلوث الضوضائي الذي يؤثر على قدرة وأداء الجهاز السمعي واستثارة وتوتر الجهاز العصبي، فكلما زادت الضوضاء زاد التوتر والقلق والاضطرابات العصبية، وبطبيعة الحال كل هذه الآثار تضعف إنتاجية الفرد ومدى قدرته على الإدراك والتركيز

الضجيج مصطلح علمي يرتبط بالتلوث الضوضائي الذي يؤثر على قدرة وأداء الجهاز السمعي واستثارة وتوتر الجهاز العصبي، فكلما زادت الضوضاء زاد التوتر والقلق والاضطرابات العصبية، وبطبيعة الحال كل هذه الآثار تضعف إنتاجية الفرد ومدى قدرته على الإدراك والتركيز

الجمعة - 25 ديسمبر 2015

Fri - 25 Dec 2015



الضجيج مصطلح علمي يرتبط بالتلوث الضوضائي الذي يؤثر على قدرة وأداء الجهاز السمعي واستثارة وتوتر الجهاز العصبي، فكلما زادت الضوضاء زاد التوتر والقلق والاضطرابات العصبية، وبطبيعة الحال كل هذه الآثار تضعف إنتاجية الفرد ومدى قدرته على الإدراك والتركيز.

تكثر الضوضاء حولنا ويشيع الضجيج من كل زوايا حياتنا فلا مهرب من ضجيج في الشارع وفي المكتب وفي المنزل، فمصادرها متعددة لا حد لها كالأصوات غير المتجانسة، أجهزة المكيف، التلفاز...الخ.

يؤثر التلوث الضوضائي بصحتنا، ولكن المصيبة أن أصواته المزعجة انتقلت نحو جهازنا العصبي وسكنت عقولنا، نهرب فلا نجد مفرا للحظات هادئة، فقدنا السكينة..كل ما بداخلنا ضجيج وأصوات عالية..هنا وهناك في أركان العقل والفكر.

أفكار تصارع بعضها بعضا، ومعتقدات تتخبط هنا وهناك، قد تمر الساعات ولا يسكت الضجيج في عقولنا، فقدنا بوصلة التوجه نحو الصراط المستقيم.

تُدار معارك على ساحة عقولنا، كم طموحا يقتل فيها، وكم جراحا تنزف.

في عصر الثرثرة حتى عقولنا وهي نائمة تثرثر كثيرا فتحدث نفسها بأحلام لا حد لها، أحلام كانت باب ثراء وشهرة لمفسرها! فن التجارة يقوم على توفير حاجات الناس، وللأسف حاجة البشر للأمل والأمان جعلتهم يلهثون نحو التنجيم وخرافاته وجنون مفسري الأحلام.

ولكن الضجيج الذي في عقولنا لا يتوقف بل يزداد قوة ويهز شباك الطمأنينة بقلوبنا، في عصر السرعة يقفز العقل والإحساس من شعور لآخر ويتعلق به فترة وينساه دهراً، عقولنا أُصيبت بالعدوى من سمات عصرنا، الضوضاء، السرعة، الثرثرة، هجرنا عبادة التأمل سنة الأنبياء، فقد ابتدأ نور الهدى محمد صلى الله عليه وسلم اكتشافه لطريق النبوة بتأمله بغار حراء.

كم واحد منا يمارس التأمل في الأسبوع مرة أو حتى في الشهر مرة أو في السنة؟ بالتأكيد هناك من يخصص أوقاتا لخلوة مع ذاته، ولكن هناك أيضا من يدمر حتى عقل الرضيع بضجيج الايباد حتى لا يصيبه السأم! فكر عجيب! البعض يشعر بسأم من صمت عقله ويفضل جنون ضجيجه! ولعل الأنجح والأنفع لسيل الأفكار وتزاحم الملاحم جلسة تأمل ندرب بها أنفسنا على وقف حرف يرقص في عقلنا وتجميد كل فكرة تسابقنا، وإن أثبتت الدراسات العلمية أن مستوى الإنتاجية يزداد ويتحسن كلما ابتعدنا عن مصادر التلوث الضوضائي، فحتما إن سلامة فكرنا وقدرتنا على التركيز سوف تنشط بوقف ضجيج عقولنا.

الفكر نعمة ولكن تخبط الأفكار نقمة ابتلينا بها بهوجاء إعصار عقولنا.