مقتل الفراشات الثلاث

حرمن من التحليق والتراقص على أنغام أجواء جميلة، قُصت أجنحتهن ليسقطن في مستنقعات العنف ويحتجزن في أقفاص الذل والتعذيب والمكر والخديعة، وبعد أن دفنت جثمانهن تحت التراب ارتفعت أرواحهن لتنتصر لكل مظلوم وتجعل الدائرة على الظالمين.

حرمن من التحليق والتراقص على أنغام أجواء جميلة، قُصت أجنحتهن ليسقطن في مستنقعات العنف ويحتجزن في أقفاص الذل والتعذيب والمكر والخديعة، وبعد أن دفنت جثمانهن تحت التراب ارتفعت أرواحهن لتنتصر لكل مظلوم وتجعل الدائرة على الظالمين.

الخميس - 17 ديسمبر 2015

Thu - 17 Dec 2015



حرمن من التحليق والتراقص على أنغام أجواء جميلة، قُصت أجنحتهن ليسقطن في مستنقعات العنف ويحتجزن في أقفاص الذل والتعذيب والمكر والخديعة، وبعد أن دفنت جثمانهن تحت التراب ارتفعت أرواحهن لتنتصر لكل مظلوم وتجعل الدائرة على الظالمين.

إنهن الأخوات باتريا ومينيرفا وتيريسا من عائلة ميربال من اللواتي سجلن أسماءهن في التاريخ العالمي لمناهضة العنف وقتل الحريات، والغريب ليس في قصتهن بل نهايتهن التي قتلت معها الاستبداد والظلم، وخلقت عالما جديدا يؤمن بالحرية والعدل والمساواة.

الفراشات الثلاث كما كان يطلق عليهن في بلاد الدومينيكان، حيث حكم تريجيلو الاستبدادي، فقد أجبرهن على خوض معارك الحرية بعد أن تحرش بإحداهن، ونتيجة رفضها كان موت والدها بسبب التعذيب.

فوجدن أنفسهن مكرهات على الانتقام وتغيير سياسة البلد المناهضة لكل قيم الرحمة والإنسانية والمساواة.

تبدأ قصتهن حين تعرفت مينرفا على شاب مناهض للحكومة، وبعد مدة فر الشاب خارج البلاد واستمر بإرسال الرسائل الغرامية إليها، غير أن والدها كان يحجبها عنها خشية التورط فيما لا تحمد عقباه.

ويبدو أن ما كان يخشاه والدها حدث بالفعل حين تم إجبار العائلة على حضور حفل في القصر الملكي، وهناك تحرش الحاكم بمينيرفا أثناء الرقص، فما كان منها إلا أن لطمته على وجهه، واستأذن والدها للخروج من الحفل.

في اليوم التالي تم استدعاء والدها وبقي في السجن أسبوعين تحت التعذيب ثم طلب الحاكم ملاقاة مينرفا وأذن لها بخروج والدها، ودراسة القانون بعد طلبها والتي كانت محظورة على النساء.

وفور خروج والدها توفي من أثر التعذيب وشرعت هي بدراسة القانون خارج بلدتها، وهناك وجدت شبابا مناهضين للحكومة فانخرطت معهم وتزوجت من أحدهم، وكذلك أختها الصغرى، وتخرجت من الكلية غير أن الحاكم لم يسمح لها بممارسة القانون.

ثم تم القبض عليها مع شقيقتها وزوجيهما وزوج شقيقتها الثالثة، ووضعوها في حبس انفرادي ثم بعد مدة من الزمن أفرجوا عنهما دون أزواجهن.

وبعد سنوات زارهن الحاكم في منزلهن ووعدهن بزيارة أزواجهن، وفي اليوم التالي تمكن ثلاثتهن من رؤية أزواجهن فعلا، وعند عودتهن للمنزل اقتادوهن إلى الغابات وتم ضربهن بالعصي حتى الموت وأعادوهن إلى السيارة وتم رمي السيارة من مرتفع حتى يظهر أنه حادث عرضي عام 1960م.

ولكن الشعب علم المكيدة المدبرة، وتم اغتيال الحاكم بعد ستة أشهر من حادث قتلهن وتحولت البلاد لحكم ديمقراطي وتولى كثير من أبنائهن مناصب في الدولة مهمة.

وكتبت قصتهن في العديد من المؤلفات والروايات وعرضت في أفلام، ثم اتخذت الأمم المتحدة عام 1999 تاريخ وفاتهن 25 نوفمبر من كل عام يوما لمناهضة العنف ضد المرأة.

وهكذا خلدت أرواحهن حقوق الحرية والعدالة بل وحقوق المرأة والتي لم تكن ضمن أولوياتهن، ولكن القدر انتصر لهن ولكل بني جنسهن.

أما تسميتهن بالفراشات الثلاث فكان بسبب تسمية أول صديق لمنيفيا لها بذلك ثم أطلق على أخواتها معها وقد كانت لهن أخت رابعة ألفت كتابا في قصتهن.