السعوديون يقرؤون طوالعهم

عندما تبدأ في قراءة هذا التقرير، تكون ريم العتيبي قد استكملت؛ قراءة حظ مواليد برج الجوزاء للعام 2014 الذي تنتمي له؛ بعد ابتعاد كوكب زحل الذي «يجلب النحس»، كما أوضحت ريم متأملة أن تكون توقعات العام حقيقية؛ ولو بنسبة «75% خصوصا فيما يتعلق بالزواج والثروة!» توقعات الفلكيين التي يحرص كثير من السعوديين على الاستماع إليها، ناهيك عن اقتنائهم لكتب الأبراج والتي كثيرا ما تحمل مفارقات وتضاربا، في اختلاف الفلكيين لتحديد سنة البرج، بين من يؤكد أنها سنة برج العذراء؛ فيما أكّد آخرون أنها سنة الحمل بلا منازع

وفي الوقت الذي باتت فيه متابعة العرّافين والعرّافات، على شاشات التلفزيون، أو عبر المواقع الالكترونية، ووسائل التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر أمرا طبيعيا، منحت مصداقية توقع الأحداث السياسية والفنية في العام المنصرم ضوءا أخضر، الأمر الذي انعكس على متابعة توقعات هذا العام، على الصعيد السياسي والفني؛ في ظل الظروف التي تعيشها المنطقة العربية بشكل خاص

ولم يقف الأمر عند هذا الحد مع السعوديين الذين كانوا في السابق يعتبرون قراءة الطالع أمرا مهما رغم حرمانيته، إلا أنه واستنادا لمقولة شهيرة، منسوبة لابن تيمية «كذب المنجمون ولو صدقوا»، و»من باب التسلية وربما زرع الأمل»، يلجأ السعوديون لقراءة طوالعهم، كما أبانت العتيبي، بل أصبح تحميل تطبيقات للأبراج على الجوالات منها «أبراج» التطبيق الإذاعي، الذي يتيح الفرصة لمعرفة طالع اليوم

من جهتها أوضحت فوزية أشماخ، مديرة مركز استشارات أن تغير نمط السلوك فيما يتعلق بقراءة الطالع أمر تتحمله وسائل الإعلام، التي تعطي زخما أكبر للمنجمين، في ليلة رأس السنة الميلادية، مؤكدة أن «الصراعات النفسية وانعدام التوازن لبعض الأشخاص، بالإضافة للإحباطات التي يعيشها كثيرون تعد من العوامل التي تساهم لحد كبير؛ في صناعة هذا التوجه نحو العرافين»،مشيرة في نفس الوقت إلى أن جيل التسعينات أكثر الأجيال ارتباطا بعالم التنجيم والفلك؛ بسبب حرية الانفتاح الإعلامي والمعلوماتي؛ إلى جانب حرية التعبير التي ترى أنه لابد من تقنينها؛ حتى «لا تفلت الأمور»

وأيا ما كان البرج صاحب الحظ المطلق؛ لـ2014، فإن توجه السعوديين لقراءة طوالعهم، حرض بعض المحلات التجارية لإطلاق عطور تحمل توقيع الاثني عشر برجا، فإذا كنت من مواليد برج الحوت، ما عليك سوى اقتناء قنينة تحمل رمز برجك، لتستمتع برائحة برجك حتى لو لم تكن الأكثر حظا!