فتبيّنوا!

السبت - 30 يناير 2016

Sat - 30 Jan 2016

استمعت كغيري من الكائنات التويترية إلى المقطع الصوتي لأحد الأساتذة في جامعة الإمام والذي احتوى على الكثير من التساؤلات والشبهات التي أغضبت الكثيرين سواء ممن سمعها بنفسه أو ممن غضب تضامنا مع الغاضبين دون أن يسمع. وكان من ضمن من أغضبتهم تلك المقاطع جامعة الإمام نفسها التي أوقفت الأستاذ عن التدريس والإشراف والإرشاد وأحالته للتحقيق. وبالطبع فإن المطالبات «الجماهيرية» لم تخل ـ كالعادة ـ من مطالبات تدور في فلك «دقوا عنق هذا الزنديق»!

بعد ذلك انتشر مقطع آخر لذات الأستاذ ينفي فيه تبنيه للأفكار التي سمعها الناس منه، وكل ما في الأمر أنه كان يحاور بعض «المشايخ» وينقل لهم شبهات وأنه رد بنفسه على بعضها لكن من نشر كلامه أراد الإساءة له واقتطع منه ما يخدم هدفه فقط.

لا أصادر حق الناس في الغضب وفي المطالبة «بدق أعناق» بعضهم بعضا وكل من تسول له نفسه أن يسأل سؤالا حتى ولو كان في جلسة خاصة. لكنني أعلم أن من بين الذين طالبوا بمحاكمته وعقابه من غرد يوما ممتدحا مركز حوار الأديان، وأسأل سؤالا قد يبدو بريئا للوهلة الأولى، ما الحكمة من محاورة الأديان الأخرى خارج الحدود في الوقت الذي نطالب فيه بقمع الأفكار داخلها؟

أليس من الأفضل أن يحاور من يحمل مثل هذه الشبهات ويبين له خطؤه بالدليل والبرهان بدلا من تخويف الناس وشن الحملات ضدهم في وسائل التواصل!

وعلى أ ي حال..

محاولة إسكات الذين تدور في أذهانهم مثل هذه الأسئلة بدلا من حوارهم وإقناعهم نتيجتها في الغالب هي أن قناعاتهم تنتشر ويؤمن بها غيرهم، الإسلام دين عظيم وقوي ولا تخيفه الأسئلة، ولكن بعض «الببغاوات» الضعيفة يظنون أنهم هم الدين نفسه، ثم يحملون الدين وزر ضعفهم وقلة حجتهم وخوفهم من الأسئلة!

[email protected]