محمد علي قدس أمين السر والأدب

ملامح
ملامح

الاحد - 24 يناير 2016

Sun - 24 Jan 2016

u0645u062du0645u062f u0639u0644u064a u0642u062fu0633
محمد علي قدس
لم يمتهن إدارة الأعمال، رغم أنه درسها كتخصص علمي ونال عنها الليسانس من جامعة فلوريدا بأمريكا، وكان قبلها درس الصحافة والإعلام في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، ولم يمتهنهما بشكل متفرغ، إلا من جهة الكتابة المقالية التي يزاولها حتى الآن، وكتابة الأعمدة الثابتة في الصحف اليومية، وأيضا القيام بمهمة رئيس التحرير لبعض المطبوعات في فترات متقطعة.

ولكن على نحو مؤكد انجذب محمد علي قدس إلى عالم الأدب، وأصدر أولى مجموعاته القصصية القصيرة في السبعينات، وظل يراود كتابة القصة القصيرة بشكل متأن ومركز، ولم يسهب في إصدار الكتب إلا بالقدر الذي يجعل منه مفكرا أكثر من كونه ساردا عابرا، فعمل على أن يصدر كل عدد من السنين مجموعة قصصية، يستقبلها القارئ والناقد باهتمام واحتفاء.

في قصصه كان قدس ـ ابن مكة المكرمة ـ يولي البعد البشري جل اهتمامه، منتصرا للإنسان الذي عرفه في حارات بيئته المكية، وبقي منشغلا، أديبنا، بقراءة نفسية وهواجس وأحلام وهموم هذا الإنسان المكي، رجلا كان أو امرأة، وإذا ما كتب عن الطفل أو الشيخ أو الشباب فما كتابته ببعيدة عن الواقع والحياة، محولا القلم لآلة تصوير، يعبر بها خلال الزمن ويغوص بها في دخائل النفس البشرية للإنسان الحجازي، متعمدا استقصاء معاناته وتفاصيل همه الوجودي.

قادته مواهبه المتعددة إلى مسارات عدة، بدأ كمستشار ثقافي وإعلامي للنادي الأدبي بجدة، ثم أمينا لسره على مدى ربع قرن من الزمن، بل إن بصماته في تأسيس النادي لا يمكن إغفالها، إذ يعد من مؤسسيه الفاعلين برفقة أساتذة وأدباء آخرين.

دخل مجال الإعداد البرامجي للتلفزيون والإذاعة منذ ربع قرن ولا يزال، وقدم خلالها أعمالا درامية أثرت المجتمع والجمهور المتابع للثقافة المرئية والمسموعة، منها برامج: قصص من الأدب السعودي، والمجالس الثقافية، وفي ذاكرة الوطن، وعالم المسرح، وله في أرشيف مكتبة الإذاعة والتلفزيون أكثر من أربعين عملا بين درامي وثقافي ووثائقي.

كان اختياره من بين أدباء ومبدعي العالم للمشاركة في برنامج تجارب الكتاب المبدعين في جامعة أيوا بالولايات المتحدة في منتصف التسعينات الميلادية، اختيارا يستحقه كممثل عن أدباء بلاده، حيث أطلع المختارين في البرنامج على تجاربه القصصية: نقطة ضعف، ومواسم الشمس المقبلة، والنزوع إلى وطن قديم، ومجموعته ما جاء في خبر سالم.

لكن مؤلفاته لم تقف عند حد الكتابة القصصية، بل تجاوزتها إلى مجالات الفكر والثقافة والنقد، ومنها كتبه: ومضات في الفِكر، ووحي الرسالة، والمعاصرة والكلمات، وحوار الأسئلة الشائكة، ومقالات فلسفية، ثم أرخ لمسيرة الأندية الأدبية في المملكة، ونادي جدة على وجه الخصوص، خلال رحلة عطاء تجاوزت الأربعين سنة من العطاء الثقافي، وكتب سيرة الأديب الرائد محمد حسن عواد (العواد رائد التجديد) فلامس أبعادا غائرة في حياته، ومنجزه الأدبي الثر.

الأكثر قراءة