المطر.. والحملات الانتخابية!
انطلقت الحملات الانتخابية للمرشحين لعضوية الدورة الثالثة من المجالس البلدية في المملكة، وسط تباين على مستويات الغاية والوسيلة والشكل والمضمون والكم والنوع، وكذلك اختلاف برامج المرشحين على صعيدي الواقعية والطموح، لهدف إقناع الناخبين بالتوجه إلى المراكز الانتخابية لاختيار من سيمثلهم في المجالس البلدية
انطلقت الحملات الانتخابية للمرشحين لعضوية الدورة الثالثة من المجالس البلدية في المملكة، وسط تباين على مستويات الغاية والوسيلة والشكل والمضمون والكم والنوع، وكذلك اختلاف برامج المرشحين على صعيدي الواقعية والطموح، لهدف إقناع الناخبين بالتوجه إلى المراكز الانتخابية لاختيار من سيمثلهم في المجالس البلدية
الأربعاء - 02 ديسمبر 2015
Wed - 02 Dec 2015
انطلقت الحملات الانتخابية للمرشحين لعضوية الدورة الثالثة من المجالس البلدية في المملكة، وسط تباين على مستويات الغاية والوسيلة والشكل والمضمون والكم والنوع، وكذلك اختلاف برامج المرشحين على صعيدي الواقعية والطموح، لهدف إقناع الناخبين بالتوجه إلى المراكز الانتخابية لاختيار من سيمثلهم في المجالس البلدية.
وتمثل هذه الحملات الانتخابية موسما جيدا للشركات الإعلامية والإعلانية لتعزيز مواردها المالية، ليس هذا فحسب، بل إن هناك حملات انتخابية أسندت إلى شخص واحد أو بعض الأشخاص والفرق المشتغلة في الحملات الإعلانية والإعلامية في مواقع التواصل الاجتماعي، لتنفيذ حملات المرشحين خلال الفترة المحددة، ومن أهم العوامل التي ستحدد قوة وانتشار الحملات الانتخابية الملاءة المالية للمرشح، واتساع شبكة علاقاته مع قادة الرأي العام ومشاهير شبكات التواصل الاجتماعي.
وينبغي على الصحفيين والمراسلين الحذر من التحيزات ـ التي ربما تنشأ عن قصد أو جهل ـ في المتابعة الإعلامية للحملات الانتخابية في الصحف الورقية والالكترونية، من خلال المواد الصحافية المنشورة، التي قد تؤثر في قرارات الناخبين، خاصة الذين لم يختاروا بعد مرشحا بعينه.
ورغم أن الانتخابات البلدية ليست الأولى في تاريخ السعودية، إلا أنها تأتي مصادفة بعد موجة واسعة من الأمطار؛ التي كشفت بالماء مستوى التخطيط والجودة للمشاريع البلدية والبنية الخدماتية لبعض المدن الكبرى في المملكة، وهو ما عجزت عنه (نزاهة) حتى الآن.
وتكمن الغاية الأسمى للانتخابات البلدية في توسيع دائرة المشاركة المجتمعية في التنمية الوطنية، فلا يمكن للتنمية أن تقوم ـ فما بالك أن تستقيم! ـ إلا بمشاركة المواطن في مراقبة جودة المشاريع الخدمية.
وتأتى أهمية انتخابات الدورة الحالية بوصفها اختبارا حقيقيا لمدى رغبة وقدرة وزارة الشؤون البلدية والقروية ـ بأماناتها وبلدياتها ـ على تطوير الخدمات وتنفيذ المشاريع بنزاهة لتحسين نوعية الحياة في المملكة، لا سيما وأنها نالت ـ ولا تزال ـ الدعم الكامل من قبل القيادة الحكيمة.
وتمثل الانتخابات البلدية أهمية قصوى بالنسبة للدولة، إذ ستخفف عن كاهلها أعباء التخطيط والمتابعة للمشاريع التنموية، حيث سيكون المواطن في مواجهة مباشرة مع ممثله في المجلس البلدي، الذي منحه صوته ليدافع عن مصالح مجتمعه، ويجسد طموحاته التنموية.
ولا غرابة أن تحمل معظم البرامج الانتخابية شعارات مستهلكة تتمحور حول الإصلاح والتغيير ومحاربة الفساد، أو كلمات مطّاطة، أو وعودا غير واقعية، يصعب ترجمتها عمليا إن لم يكن ذلك مستحيلا، وكأن الغاية الحقيقية تتمثل في الحصول أولا على الأصوات اللازمة التي تضمن الوصول للمجلس!وعطفا على مخرجات الدورتين السابقتين للمجالس البلدية، فسيتراوح التعاطي مع هذه الحملات الانتخابية بين المقاطعة تعبيرا عن غياب الثقة بين المواطنين والمجالس البلدية، أو المجاملة بناء على القرابة القبلية أو المناطقية، أو الشهرة الاجتماعية، أو الاتجاهات الفكرية أو المشتركات النفعية.
وفي رأيي أن المرشح الوحيد الذي يستحق التصويت له ليمثلنا جميعا في كافة المجالس البلدية، هو المطر؛ الذي أصبح في السنوات الأخيرة أفضل من يكشف الخلل والفساد في تنفيذ المشاريع الخدماتية، الصور ومقاطع الفيديو المنتشرة في تويتر واليوتيوب خير دليل على ذلك، ولكن للأسف، ظهرت القوائم النهائية للمرشحين خالية من المطر! رغم أن آثاره ما زالت حتى اليوم ظاهرة أمام الجميع!