وهم الاستشفاء بأدوات تغسيل الميت

وصفات عدة استمدت فعاليتها من معتقدات تتعلق بفائدة استخدام أدوات تغسيل الميت بعد دفنه، ودورها الفعال والمجرب في مساعدة المريض على الاستشفاء السريع، وإحلال البركة في جسد من يستخدمها، ويصل الأمر إلى اعتقاد البعض بأن الرجل الذي لا ينجب يمكنه استخدامها بعد الانتهاء من تغسيل الميت مباشرة ويستحم بها بعد دفن صاحبها، وإن كانت هناك ممانعة في عدم الاستعمال ليلا على حد ما تقول الجدات، والأمر الآخر أن الليفة التي ينظف بها الميت من كبار السن تذهب حساسية الجلد وأمراضا أخرى.

الخرافة سرت في بعض البلدان العربية، ولم تستند إلى موروث يرجع إلى الدين، بل لأساطير يروجها مشعوذون، ومن الوهم القائل بأن الإنسان إذا مات يهدي عمره للآخرين، وفي المقابل فإن ما يتبقى من ماء وصابون بعد التغسيل هو محل قبول للبركة ورفض للشعوذة، فلا ينبغي وضع تلك الأشياء بين أياد غير أمينة، أو أناس لا يوثق في تقواهم وابتعادهم عن كل أشكال الشعوذة والسحر، حتى وصل الأمر في مجتمعات إلى التخلص من أدوات تغسيل ميتهم بدفنها معه، لتجنب استعمالها في أعمال السحر والشعوذة، وحتى يرتاح بالهم، أما الماء الذي يغسل به الميت فيسقى النبات به ولا يصرف في قنوات الصرف الصحي، ولا يسمح للأشخاص غير البالغين بالاقتراب من الماء الذي غسل به الميت، لأن ذلك يؤدي إلى تشققات في الأرجل، وتكون غير قابلة للشفاء نهائيا.