أنعيك أمي.. أنعيك أبي
أمسكت القلم لكي أنعي أمي وأبي رحمهما الله ولا أخفيكم في بداية الأمر أحسست أن الموضوع سهل، ولكن حين أمسكت بالقلم عجزت يداي عن الحركة وتوقف عقلي عن التفكير وعجزت كلماتي عن الوصف
أمسكت القلم لكي أنعي أمي وأبي رحمهما الله ولا أخفيكم في بداية الأمر أحسست أن الموضوع سهل، ولكن حين أمسكت بالقلم عجزت يداي عن الحركة وتوقف عقلي عن التفكير وعجزت كلماتي عن الوصف
الاثنين - 30 نوفمبر 2015
Mon - 30 Nov 2015
أمسكت القلم لكي أنعي أمي وأبي رحمهما الله ولا أخفيكم في بداية الأمر أحسست أن الموضوع سهل، ولكن حين أمسكت بالقلم عجزت يداي عن الحركة وتوقف عقلي عن التفكير وعجزت كلماتي عن الوصف..وبت أحدث نفسي هل تعلم ستكتب عن من؟؟ أمي..أبي ماذا أكتب عنكما؟ تداعت أفكار كثيرة منها الطفولي ومنها العاطفي ومنها الذكريات ومنها تربية ومنها تعليم ومنها أسلوب حياة ومنها خرجت أنا..أمي كم أهواها وأشتاق لمرآها، طفولية جدا لكن هذه الترنيمة وإن كانت طفولية فهي تلخص أحلى وأعذب المعاني وهي نفس معنى هذه المقولة: يظل الرجل طفلا إلى أن تموت أمه، فإن ماتت شاخ فجأة..يا الله كم الأم غالية ولها مكانة عالية..أضع أمامي وعلى سطح مكتبي صورة لي وأنا أقبل يدها أحييها كل صباح ومساء، فجالت بخاطري هذه العبارة: حينما أنحني لأقبل يديك، وأسكب دموع ضعفي فوق صدرك، وأستجدي نظرات الرضا من عينيك، حينها فقط أشعر باكتمال رجولتي.
أرسل لي أحد الأقارب الأعزاء رسالة مواساة بعد فقدي لوالدتي الحبيبة تغمدها الله بواسع رحمته هي ووالدي وموتى المسلمين، وكانت رسالة مؤثرة جدا ومن شدة تأثري لم أستطع الرد عليه في حينها ولكن بعد ذلك أرسلت ردا طويلا أطلعكم على جزء منه:مصابنا جلل..
وبعد رحيل أمي زادت العلل..وبعدها كبر الخلل..فمن لنا بعدها غير رب ذي فضل..نلهج إليه بالدعاء الجزل..أن يجيرنا في مصيبتنا..وأن يخلف علينا بخير..وأن لا يشمت بنا الغير..وأن يصرف عنا الضير..إلى أن دعوت لوالدي ووالدتي رحمهما الله: اللهم ارحمهما كما ربيانا صغارا..وسهرا علينا ليلا نهارا..فزدهما يا رب رفعة ووقارا..واجعلهما يا رب توابين أطهارا..وأبدلهما خيرا من دارهما دارا..وارزقنا برهما سرا وجهارا..ولا تفتنا بعدهما إنك كنت غفارا.مهما كتبت ومها سطرت ومهما عبرت ومهما اقتبست فلن أوفي حق أمي أو حق أبي رحمهما الله..فمن كان له والدان على قيد الحياة فليجتهد وليجاهد سعيا لبرهما ورضائهما فهما أبواب الجنة والنعيم في الدنيا والآخرة..ومن كتب الله عليه فراق أحدهما أو كليهما – كحالتي - فلا يترك برهما بعد الموت بصدقة جارية أو علم ينتفعان به أو الدعاء لهما دوما فهو من علامات صلاح الأبناء، فهما الآن في دار حساب بلا عمل بعد أن كانا في دار عمل بلا حساب..وليكن دعاؤك لهما بنية صادقة لعل الله أن يعلي منزلتهما بالأعمال الصالحة التي تقدمهما لهما..وتأكد بأن الله سيسخر لك من أبنائك وبناتك من يدعو لك بعد الممات..ودائما اتل هذه الآية الكريمة: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما* واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا) الإسراء (23-24)..رب ارحمهما كما ربياني صغيرا.