باص المطار.. وما هو أبعد من أسئلة الضجر
ككاتب صحفي «ملقوف» لا يسعك وأنت تُقَل مكرها في أغرب باصات الدنيا - باصات مطار الملك عبدالله بجازان التي تقل المسافرين من بوابة السفر إلى الطائرة والعكس لمسافة تمتد مع هذه الباصات إلى قرابة النصف كيلو متر بعد أخذها لدورة «ترفيهية» حول الطائرة التي كان يصل المسافرون إليها مشيا في دقائق معدودة - أقول لا يسعك وأنت ترى كل ذلك إلا أن تكتب وتتساءل عما إذا كان هذا الأمر رفاهية زائدة أم إنه صفقة من صفقات الفساد المهذبة التي لا يستطيع المتأمل فيها إلا أن يباركها ويصمت
ككاتب صحفي «ملقوف» لا يسعك وأنت تُقَل مكرها في أغرب باصات الدنيا - باصات مطار الملك عبدالله بجازان التي تقل المسافرين من بوابة السفر إلى الطائرة والعكس لمسافة تمتد مع هذه الباصات إلى قرابة النصف كيلو متر بعد أخذها لدورة «ترفيهية» حول الطائرة التي كان يصل المسافرون إليها مشيا في دقائق معدودة - أقول لا يسعك وأنت ترى كل ذلك إلا أن تكتب وتتساءل عما إذا كان هذا الأمر رفاهية زائدة أم إنه صفقة من صفقات الفساد المهذبة التي لا يستطيع المتأمل فيها إلا أن يباركها ويصمت
الخميس - 26 نوفمبر 2015
Thu - 26 Nov 2015
ككاتب صحفي «ملقوف» لا يسعك وأنت تُقَل مكرها في أغرب باصات الدنيا - باصات مطار الملك عبدالله بجازان التي تقل المسافرين من بوابة السفر إلى الطائرة والعكس لمسافة تمتد مع هذه الباصات إلى قرابة النصف كيلو متر بعد أخذها لدورة «ترفيهية» حول الطائرة التي كان يصل المسافرون إليها مشيا في دقائق معدودة - أقول لا يسعك وأنت ترى كل ذلك إلا أن تكتب وتتساءل عما إذا كان هذا الأمر رفاهية زائدة أم إنه صفقة من صفقات الفساد المهذبة التي لا يستطيع المتأمل فيها إلا أن يباركها ويصمت.
شخصيا..ولأنني أعلم يقينا أن مقالتي هذه لن تغير في الأمر شيئا فإني لن أرصد خلالها نظرات المسافرين الساخطة ولا غمزاتهم الساخرة ولا حتى دهشتهم من هذا الدلال الذي يتمنونه في مواقع أخرى تكاد أن تبلغ في أهميتها مبلغ الضرورات التي يتطلع لتحقيقها كل مواطن.
كما أنني لن «أتحلطم» وأورط نفسي بنبش الأسئلة عن هذه الباصات وما مدى فائدتها ولا عن الشركة التي تملكها خاصة بعد أن قرأت الإجابة على كل هذه الأسئلة وغيرها بين حاجبي المضيف الذي تبسم لي وقطب حاجبيه بكل دهشة حين باركت له ولنا بهذه الباصات.
ها أنذا - ولله الحمد - في قلب الطائرة معلق بين السماء والأرض وقد وصلت لها بعد أن أخذت دورة كاملة وتأكدت من كل جوانبها ..كما أنني تمكنت من تمرين ذراعي ومطّها فماذا أريد ؟! بل على العكس فأنا حين صعدت الطائرة قررت أن «أنكز» الفيلسوف الذي يسكنني وطلبت منه أن يخرجني من تقليدية الانطباع الذي كان يحمله الجميع وبالفعل فعل فيلسوفي ذلك وانطلق بي لما هو أبعد من التذمر وتعليق أسئلة الدهشة ..فعلها وحملني صوب كروية الأرض جغرافيا فاكتشفت أني عدت لذات النقطة التي انطلق منها الباص وأثبت لي كروية الأرض ...فعلها وحملني صوب التاريخ حيث الكثير من الأمم عادت لنقطة الصفر التي انطلقت منها بعد أن تسيدت العالم وصعدت «باصات» النجاح والتقدم ..فعلها وحملني لفلسفة التواضع حيث كيف أنك أيها الإنسان المكابر..كيف أنك مهما بلغت من القوة والعظمة ستعود لنقطة البداية وقد تضطر للتشبث بأحدهم خشية من الوقوع في الأرض كلما توقف بك باص الحياة فجأة.
المهم أن فيلسوفي أنقذني من سطوة الضجر وأسئلة المال والاقتصاد التي كان يتبادلها المسافرون الراكبون بجانبي وألهاني عن الخوض في أعراض الشركات بكتابة هذا المقال الممل.
بالإذن أود أن أسأل جاري عن صحة خبر حصول مطار الملك عبدالعزيز بجدة على ثاني أسوأ مطار بالعالم من عدمه.