علي المطوع

برنامج التعاون الصحي..عسير مثالا

الجمعة - 20 ديسمبر 2019

Fri - 20 Dec 2019

هو برنامج أطلقه مستشفى الملك فيصل التخصصي قبل أكثر من 13 عاما، وهدفه إيجاد علاقة علاجية خدمية تكاملية بين مستشفيات وزارة الصحة والمستشفى التخصصي، خاصة في المناطق الطرفية البعيدة عن المركز.

البرنامج في فكرته يعد سبقا يسجل للجهتين، خاصة للمستشفى التخصصي - الذي يعتبر المستشفى المرجعي الأول في المملكة - الذي استطاع أن يكسر رتابة البيروقراطية الفجة عند التعاطي مع شأن خدمي، خاصة عندما يكون خارج دائرة المرفق وحدود مسؤولياته.

البرنامج ببساطة يعمل على أكثر من اتجاه، فهناك الطبيب الزائر، وهناك أيضا عيادة مرئية يستطيع من خلالها المريض التواصل مع طبيبه في المستشفى التخصصي، وتكوين حلقة نقاش مباشرة مع الفريق الطبي الذي يتابع حالة المريض، ويجري من خلال هذا النقاش إعادة تقييم الحالة ومتابعتها وأخذ القرارات الناجعة والناجحة التي تساهم في تحسن الحالة وإعادة المريض إلى وضعه الطبيعي.

ما يميز هذه العيادة وهذا الأسلوب سرعة التواصل مع المريض ورفع عناء السفر ووعثائه عن كاهله، كونه سيكون في منطقة عيشه وإقامته يسمع ويرى ويتواصل مع طبيبه المعني، إضافة إلى أن وزارة الصحة لن تتكبد أعباء مالية تتمثل في توفير تذاكر المريض ومرافقه والمصاريف الأخرى، وهذا جانب مهني وعملي يزيد من وجاهة هذه البرنامج وفائدته.

هناك الخدمات المخبرية، وفيها بعد إبداعي آخر، وتفكير خارج الصندوق، وهذا يكون من خلال سحب عينات المرضى واختزال واختصار كثير من المعاناة التي كان يعانيها المرضى وهم يتوجهون إلى التخصصي في جدة أو الرياض لسحب عينة وانتظار نتيجتها.

اليوم المريض يتوجه إلى مختبر المستشفى الطرفي، وهناك تطبع ورقة تحاليله ثم تسحب عيناته ويجري إرسالها إلى المختبر المرجعي لتحليلها وفق معايير عالية من الدقة والجودة.

في السابق كان المريض يضطر للسفر إلى الرياض لعمل تحاليل وظائف الكلى أو الكبد وهذا يكلف الكثير من الجهد والمال والوقت للمريض وللجهة المتكفلة بسفره وعلاجه، والتي تكون في الغالب وزارة الصحة.

في منطقة عسير وبإشراف مباشر من أميرها النشيط جدا والشؤون الصحية هناك، تم افتتاح عديد من المكاتب الجديدة التابعة لذات البرنامج، بعضها بدأ العمل وبعضها الآخر يتلمس الخطوات الأولى للمساهمة في خدمة المريض، وهذه الخطوة تحسب لوزارة الصحة والمستشفى التخصصي ولإمارة المنطقة التي استشعرت باكرا أهمية التفاعل والتماهي مع خدمات المستشفى التخصصي بما يخدم المواطن في منطقة عسير.

كذلك هناك جانب تبادل الخبرات والتعليم الطبي المستمر والاستشارات الطبية المتبادلة، والتي توفرها أجهزة الاتصال بين المستشفى الطرفي ومستشفى الملك فيصل التخصصي.

ولأن أي عمل نوعي يحتاج إلى معالجة بعض أوجه القصور التي تظهرها التجربة، فإن هذه المكاتب ما زالت بحاجة إلى دعم نوعي من الراعين، وما زالت بعض التجهيزات تستحث وتطلب لزيادة الفاعلية، ولعل من أهمها تمكين المنسقين الصحيين من الدخول مباشرة على أنظمة المستشفى الالكترونية، وزيادة فاعلية أدوارهم بما يكفل زيادة إنتاجيتهم وخدمة مرضاهم، كذلك في الخدمات المخبرية، فالعمل وزيادة وتيرته يتطلبان إعادة تفعيل طابعات (الباركود) كما كان يحصل سابقا، مما يساهم في رفع مستوى الجودة وتناقص معدل الأخطاء الناتجة عن زيادة أعداد المرضى وتحاليلهم.

مكتب مستشفى عسير المركزي هو الأول حضورا في هذا المشهد الإبداعي على مستوى المنطقة، وربما المملكة، والذي يعد خلية نحل كاملة متكاملة، ومنذ بداية البرنامج وتدشينه عام 2007 وهو يخدم مرضى المنطقة، تحويلا واستشارات طبية، إضافة إلى تقديم جميع الوثائق التي يحتاجها المريض كالتقارير الطبية وحجز المواعيد وإعادة إصدار جداول الزيارات الخاصة بالمريض، وكذلك شحنات الدواء التي تصل إلى المرضى عن طريق المكتب وعامليه المميزين في عطائهم وجهدهم وطريقة تعاملهم.

برنامج التعاون الصحي لمستشفى الملك فيصل التخصصي، يعد في فكرته وطريقة عمله أسلوبا أخاذا في طريقة التعامل مع المشكلات وإيجاد حلول لها، وتبني طريقة التفكير خارج الصندوق للوصول إلى نتائج فعالة وأساليب عمل جديدة تخدم المواطن وتزيد من فرص دعمه واحترامه وتيسير وصول الخدمات إليه.

@alaseery2