صناعة الريادة في النقل.. مقترح
الأربعاء - 18 ديسمبر 2019
Wed - 18 Dec 2019
منذ عهد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، والاهتمام بشباب الوطن وتأهيلهم لتشغيل وإدارة المرافق المهمة والمتطورة كان وما زال أمرا يتصدر اهتمامات وأولويات القيادة، وإذا أخذنا الطيران كمثال سوف نجد أن الملك عبدالعزيز رحمه الله ابتعث الدفعة الأولى لدراسة الطيران عام 1934، أي قبل أكثر من عشر سنوات من تسلم الطائرة المهداة «الداكوتا» من الرئيس روزفلت.
وفي نهاية الستينات الميلادية دعمت القيادة مبادرة الخطوط السعودية في إنشاء البرنامج الإعدادي لخدمات النقل الجوي، والذي انطلق عام 1967 بدفعته الأولى ووصل إلى دفعته التاسعة والأخيرة عام 1976. وقد كان البرنامج رافدا لقطاع الطيران، وقد نفذ بوصفه مدرسة داخلية تستقبل الطلاب الذين أنهوا دراسة المتوسطة والأول ثانوي، بأعداد محدودة جدا لا تتجاوز الـ 40 طالبا سنويا، دلالة وحرصا على جودة المخرجات.
تعلم الطلاب في المدرسة (البرنامج) مناهج التعليم العام، إضافة إلى مواد أخرى تتعلق بالطيران واللغة الإنجليزية، والأهم من كل ما سبق أنهم كانوا يتعلمون الإتيكيت والسلوك والانضباط. وحتى تتخيل عزيزي القارئ مستوى التعليم الذي كانوا يتلقونه، أذكر لك مثالا واحدا فقط، لقد كانوا يتدارسون كتاب Dress for success للمؤلف «جون مولوي» مسؤول الملابس والمظهر في البيت الأبيض الأمريكي.
لقد حظي البرنامج بدعم سخي ليس بالمال فقط، بل بالاهتمام الشخصي من جهة القيادة، فعدد الزيارات التفقدية للبرنامج وحضور حفلات تخرج الدفعات من قبل الملك فهد والأميرين سلطان بن عبدالعزيز وتركي بن عبدالعزيز رحمهم الله جميعا خير دليل على الدعم والحرص على نجاح البرنامج.
واليوم ونحن ننطلق إلى المستقبل بسرعة عالية من خلال رؤية طموحة، يمارس النقل بكل قطاعاته دورا أساسيا في تحقيق أحد الأهداف الرئيسية لرؤية المملكة 2030. وبحكم ارتباط قطاعات النقل ببعضها «الطيران والسكك الحديدية والنقل العام والبحري أيضا»، خاصة في هذا العصر، وأيضا بحكم التطور السريع لهذه الصناعة من خلال اكتشاف منتجات جديدة فضلا عن تطور الوسائل الحالية منها، أقترح إنشاء برنامج يضم بين 300 و500 طالب أنهوا دراسة المتوسطة، ليكملوا المرحلة الثانوية في مدرسة داخلية يتعلم فيها الطلاب مناهج إضافية تتعلق بالنقل واللغات بجانب المناهج العامة، مدرسة داخلية تهتم وبشكل أساسي إلى جانب التعليم بالسلوك والقيم، ليجري ابتعاث الطلاب لاحقا لدراسة أكثر تخصصية في أحد فروع النقل.
هذا الجيل وعند عودته سوف يمتلك مميزات عدة: أولا أنه سوف يكون مطلعا على أحدث وسائل النقل في تخصصه تشغيليا وإداريا، ثانيا أن مخرجات هذا البرنامج سوف تكون جاهزة قبل حلول عام 2030، أي إن هذا الجيل هو الذي سوف يتولى تشغيل وإدارة مشاريع رؤية المملكة 2030. ثالثا وبحكم تزاملهم سابقا في المرحلة الثانوية فسوف تصبح العلاقات أقوى والتواصل أسهل بين قطاعات النقل، سوف نرى بعد مرور السنين تنفيذيين في النقل الجوي والسكك الحديدية تربطهم علاقة قوية، تصنع لاحقا الانسجام والتوافق - الذي نتطلع دوما إليه - في الرؤى والاستراتيجيات.
تتحقق الريادة من خلال الاستثمار في الأجيال وليس من توفر الآلات فقط.
ALSHAHRANI_1400@
وفي نهاية الستينات الميلادية دعمت القيادة مبادرة الخطوط السعودية في إنشاء البرنامج الإعدادي لخدمات النقل الجوي، والذي انطلق عام 1967 بدفعته الأولى ووصل إلى دفعته التاسعة والأخيرة عام 1976. وقد كان البرنامج رافدا لقطاع الطيران، وقد نفذ بوصفه مدرسة داخلية تستقبل الطلاب الذين أنهوا دراسة المتوسطة والأول ثانوي، بأعداد محدودة جدا لا تتجاوز الـ 40 طالبا سنويا، دلالة وحرصا على جودة المخرجات.
تعلم الطلاب في المدرسة (البرنامج) مناهج التعليم العام، إضافة إلى مواد أخرى تتعلق بالطيران واللغة الإنجليزية، والأهم من كل ما سبق أنهم كانوا يتعلمون الإتيكيت والسلوك والانضباط. وحتى تتخيل عزيزي القارئ مستوى التعليم الذي كانوا يتلقونه، أذكر لك مثالا واحدا فقط، لقد كانوا يتدارسون كتاب Dress for success للمؤلف «جون مولوي» مسؤول الملابس والمظهر في البيت الأبيض الأمريكي.
لقد حظي البرنامج بدعم سخي ليس بالمال فقط، بل بالاهتمام الشخصي من جهة القيادة، فعدد الزيارات التفقدية للبرنامج وحضور حفلات تخرج الدفعات من قبل الملك فهد والأميرين سلطان بن عبدالعزيز وتركي بن عبدالعزيز رحمهم الله جميعا خير دليل على الدعم والحرص على نجاح البرنامج.
واليوم ونحن ننطلق إلى المستقبل بسرعة عالية من خلال رؤية طموحة، يمارس النقل بكل قطاعاته دورا أساسيا في تحقيق أحد الأهداف الرئيسية لرؤية المملكة 2030. وبحكم ارتباط قطاعات النقل ببعضها «الطيران والسكك الحديدية والنقل العام والبحري أيضا»، خاصة في هذا العصر، وأيضا بحكم التطور السريع لهذه الصناعة من خلال اكتشاف منتجات جديدة فضلا عن تطور الوسائل الحالية منها، أقترح إنشاء برنامج يضم بين 300 و500 طالب أنهوا دراسة المتوسطة، ليكملوا المرحلة الثانوية في مدرسة داخلية يتعلم فيها الطلاب مناهج إضافية تتعلق بالنقل واللغات بجانب المناهج العامة، مدرسة داخلية تهتم وبشكل أساسي إلى جانب التعليم بالسلوك والقيم، ليجري ابتعاث الطلاب لاحقا لدراسة أكثر تخصصية في أحد فروع النقل.
هذا الجيل وعند عودته سوف يمتلك مميزات عدة: أولا أنه سوف يكون مطلعا على أحدث وسائل النقل في تخصصه تشغيليا وإداريا، ثانيا أن مخرجات هذا البرنامج سوف تكون جاهزة قبل حلول عام 2030، أي إن هذا الجيل هو الذي سوف يتولى تشغيل وإدارة مشاريع رؤية المملكة 2030. ثالثا وبحكم تزاملهم سابقا في المرحلة الثانوية فسوف تصبح العلاقات أقوى والتواصل أسهل بين قطاعات النقل، سوف نرى بعد مرور السنين تنفيذيين في النقل الجوي والسكك الحديدية تربطهم علاقة قوية، تصنع لاحقا الانسجام والتوافق - الذي نتطلع دوما إليه - في الرؤى والاستراتيجيات.
تتحقق الريادة من خلال الاستثمار في الأجيال وليس من توفر الآلات فقط.
ALSHAHRANI_1400@