مانع اليامي

تبوير أرضية الأخلاق

الجمعة - 13 ديسمبر 2019

Fri - 13 Dec 2019

تحرك الضجر في الشارع السعودي الأيام القليلة الماضية على خلفية قيام أحد الفاعلين في تطبيق سناب شات بوصف كل موظف لا يثير مرور زميلته في العمل من أمامه مقبلة أو مدبرة شهوته الجنسية؛ بالمعاناة من مشكلة تستدعي مراجعة طبيب مختص في أمراض المسالك البولية أو النفسية!

لا شك أن مثل هذه العبارات تجمع الجرأة والصدمة في آن، مما يدفع للتوسع في التأمل. عموما إذا كان قوله يشكل قناعاته الخاصة فالأمر يعود لتقديراته، غير أنه كان ينبغي أن تبقى قناعاته محبوسة عنده لما للإفصاح عنها من تأثيرات سلبية عليه كمصدر ومصدر لما يوصف بالسقطة.

الذي يغيب عن البعض هو أن المجتمع في وقتنا الراهن يعيش حالة وعي، ويستطيع فحص المسائل، والخلاصة أن الغالبية العظمى لم تعد تتقبل السحب من حسابات الماضي المثقلة بمواد تبوير أرضية الأخلاق، والتسويق لمشاريع التخويف إذا جاز القول.

من جانب آخر إذا كان قد خضع لعملية تشجيع أو تربيط أخرجه عن النص من أولئك الذين تسيطر عليهم هواجس الخوف من اجتماع الرجل والمرأة في مواقع العمل، وحدث ما حدث، فحق نفسه عليه المراجعة، وحق المجتمع عليه في كل الأحوال أن يعتذر عما بدر منه لكل موظفة وموظف، وفي هذا شجاعة وقيمة.

ختاما، لا أعتقد أن أحدا سوف يعارضني عندما أقول إن الوعي الموزون على القيم والإدراك الفطن ضروريان وقت مخاطبة الناس أو التفاعل معهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو خلافها، وعلى وجه التخصيص في المسائل التي تمس الخصوصيات أو السمعة وما في حكمها. أنتهي هنا، وبكم يتجدد اللقاء.

[email protected]