عبدالله المزهر

مختصر الأسبوع (12/12/19)

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الخميس - 12 ديسمبر 2019

Thu - 12 Dec 2019

يبدو أن قضايا الأسابيع الأخيرة من هذا العام هي ملخصات لقضايانا طوال العام، وبشكل مكثف، وأسأل الله أن يرزقنا في العام القادم قضايا أكثر أهمية ترتقي بنقاشاتنا، وأن يرزقنا فهما أكثر للحياة، ثم إن هذا أبرز ما شاركت به في حفلة الأسبوع المنصرم:

- وزير التعليم أو المعارف أو أيا كان اسم الوزارة يحمل مالا طاقة له به، لأنه مطلوب منه أن يعيد اختراع العجلة في كل مرة، ثم يترك المكان قبل أن تبدأ عجلته المخترعة في الدوران، ويأتي وزير آخر ويبدأ من حيث «بدأ» سابقه، وتستمر السلسلة إلى درجة أنه لم يعد أحد يجتهد في حفظ اسم الوزير للإيمان بأنه سيغادر قريبا. فكرسي هذه الوزارة لا يختلف عن كرسي مدرب المنتخب لكثرة المارين عليه ولكثرة ما يتم تحميل الجالس عليه نتائج لا يد له فيها.

- إلقاء نظرة على بعض القوائم التي تبين الصرف على الأبحاث العلمية في دول العالم يبين لمن أراد الحقيقة أن العلاقة طردية بينه وبين جودة التعليم وجودة أي شيء آخر. وأن الدول الأكثر صرفا في هذا المجال هي الأنجح تعليما والأنجح في كل شيء تقريبا. وأن الدول الأقل صرفا هي الدول التي تتنافس على تذيل ترتيب كل القوائم في شتى المجالات.

- النجاحات التي يسجلها التعليم لدينا تشبه أن يفوز فريق لكرة القدم بسبب مهارات بعض لاعبيه، أما خطة المدرب فلم يكن لها علاقة بالموضوع ولا بالنتيجة ولا ببعض الأهداف الجميلة التي تسجل بين الفنية والأخرى.

- من ألطف ملذات الخسارة أن الخاسر يتجنب الخوف الذي يصاحب المكسب، والقلق من المستقبل الذي قد يعصف بمكاسبه وتصبح أثرا بعد عين. حين تخسر فإن احتمالات أن يكون الغد سيكون جميلا تكون أكثر، وكلما كبرت الخسارة زادت نسبة إيجابية المستقبل. وتلاشى الخوف والقلق. وحين تصل إلى النقطة التي لم يعد لديك ما تخسره من الأساس تكون وصلت إلى درجة الكمال في السعادة اللذيذة التي يولدها التبلد وموت الإحساس.

- لم يستسغ فكرة أن يكون حيوانا من أي نوع. ويصر على أن يكون إنسانا يؤمن أن المبادئ أشياء تشبه البصمة والـDNA لا يمكن تغييرها لتوافق الموضة ولتواكب السائد حتى وإن أراد.

- أما تصنيفه بأنه من «رجيع الصحوة» فإنه تهمة آلية يمكن استخدامها بسهولة مع أي أحد حتى ولو لم يكن متدينا، يكفي أن تستدل على رأيك بشيء من القرآن أو السنة حتى يتم تصنيفك بأنك صحوي تكره الحياة وتعيش في الماضي مع الإرث المتخلف الذي يعادي الحياة لأنك مؤمن أنه لا توجد طبعة ثانية منقحة من القرآن يمكن أن تعتمدها كمرجع.

- لا أريد أن أتغير وليس من حقك أن تسفه ما أحب وما أكره والطريقة التي لا أعيش بها لمجرد أنها ليست طريقتك، ليس من حقك أن تعتقد أنك في المقدمة وأني في الخلف لمجرد أني لا أحب الطريقة التي تفضلها لاستهلاك أيام العمر، أو لأني لا أحب ألوانك المفضلة ولا طريقتك في النوم، لا أحب طريقتك في اللبس، أو لأنها لا تستهويني الكتب التي تقرأ، أو لأني لا أحب الأغاني التي تحب أو حتى لأني أعتبر صوت المنشار أكثر عذوبة من الموسيقى. من حقك ألا تحبني، لكن تذكر أنه ليس من حقك أن تعتبرني عدوك لأني لست نسخة منك أو لأني لا أستلطف فكرة أن أدرب رأسي مع رأسك.

- يوجد فرق بين مناقشة سلوك هل هو صحيح أم خاطئ، وبين الحديث عن هل هو موجود أم لا وجود له.

كثير من الذين تعرضوا لحوادث سير كان سببها اعتقادهم الغريب بأن كل من في الطريق سائقون منضبطون، بحكم أن القاعدة هي أن القيادة المتهورة عيب وحرام وتدل على حيوانية السائق.

- يقول الله تعالى:»قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد».

وأظن سبب هذا هو أن التفكير «الجمعي» يجعل الإنسان ينساق مع القطيع دون تفكير. الجمهور لا عقل له.

agrni@